ملتقى الأتحاد والكتاب بمناسبة يوم القدس
بهدف إثارة الذاكرة واستنهاض الهمم، ولتبقى القدس محط الاهتمام تأتي مناسبة يوم القدس العالمي التي نحتفي بها في كل عام، وقد اختار اتحاد الكتاب العرب بدمشق أن يحيي المناسبة من خلال تنظيمه لندوة فكرية بالتعاون مع فرع اتحاد الأدباء والصحفيين الفلسطينيين.
اشتمل اليوم الأول من الندوة على عدة محاور بدأها رئيس اتحاد الكتاب العرب د. نضال الصالح بالحديث عن القدس في الرواية كون القدس حظيت بمكانة وأهمية استثنائية على مختلف الصعد، فما من مدونة إبداعية في مختلف أشكال الإبداع لدى أي أمة أو شعب إلا وللقدس حضور فيها. واللافت كما يرى الصالح أن القدس حظيت بالاهتمام بالمدونة السردية العالمية قبل أن تحظى بذلك في المدونتين العربية والفلسطينية، وفي هذا الجانب ذكر وجهان لتعامل المدونة السردية العالمية مع القدس، حيث أنصف الوجه الأول الشعب الفلسطيني وهو يدافع عن قضيته، وفي الجانب الآخر هناك تجارب حاولت استنهاض الرواية التوراتية من رمادها لتثبيتها بوصفها حقيقة وليست زيفاً، ولفت الصالح في بحثه إلى أنه ما من كتابة سردية استطاعت أن تمضي باتجاه أعماق الحقيقة التاريخية لفلسطين عامة والقدس خاصة، كما فعلت الرواية الفلسطينية وبالتأكيد لفلسطين والقدس مكانتهما في المدونة السورية من خلال أمثلة منها تجربة اسكندر لوقا وجبرا إبراهيم جبرا الذي قدم عالماً إنسانياً فياضاً بالرهافة، رغم اعتماده على الذاكرة، وهناك ليلى الأطرش وعدنان كنفاني وحسن حميد.
الرؤية التوراتية
أما د. محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية فقد حاول في محور القدس والعقيدة، أن يدخل بعمق إلى المكانة التي احتلتها القدس في القرآن الكريم الذي ربط بين المسجدين الحرام والأقصى، فالقدس كما قدمها البحيصي هي كلمة سر فلسطين والأمة، وذكر ثماني آيات صريحة واضحة في القرآن الكريم تتحدث عن هذه البقعة المقدسة، وهذا لم يكن عبثاً، بل لأنها مكان حفظه الله في كتابه المقدس. من هنا لا يمكن للأمة أن تنهض وهي تعطي ظهرها للقدس، لأن نهضتها تبدأ من القدس ومن وقفوا معها نظروا بعين البصيرة. في جانب آخر قدم البحيصي رؤية مختلفة عما قدمه الكثير من الكتاب والباحثين، فقد رأى أن من يزعم أن النصوص التوراتية تخدم الرواية الإسرائيلية لم يقرأ جيداً، ذلك أن رؤية التوراة هي أعظم رواية تسلب وتفقد اليهود أي تزييف وتحريف له علاقة بالقدس، لأن الأسفار الخمسة الأولى وهي أسفار التشريع لم تأت على ذكر القدس أبداً.
محور أحداث المنطقة
وفي محور القدس في كتابات الآخرين رأى الأرقم الزعبي أن الواقع العربي مزر لاسيما على مدينة القدس التي باتت تهود كل يوم وتتغير معالمها، حتى بات العرب في المدينة أقلية. وحسب رؤية الزعبي لدور المثقف فإنه معني بالحفاظ على الذاكرة التاريخية، والجبهة الثقافية من الجبهات التي لا يمكن لنا أن نخسرها لأنها تعيد للأشياء معناها، وتعيد للشباب والناشئة اهتمامهم بالقضية الفلسطينية وهي الأساسية في معركتنا مع العدو ومحور ما يجري في المنطقة.
وفي مجال القصة والشعر ألقى الشعراء والأدبا : مالك صقور – محمد حديفي -جابر سلمان -صالح هواري -خالد بدور -يوسف جاد الحق، قصائد وقصص تعبر عن المناسبة.
جلال نديم صالح