على هامش حفل تخريج دبلوم السينما وفنونها الأحمد: معهد عالٍ للفنون السينمائية العام القادم
لم يكن الفرح الذي خيّم على حفل تخريج طلاب دبلوم علوم السينما وفنونها الذي أقيم مؤخراً في سينما كندي دمر بحضور وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد يخص الخريجين فقط، بل كان فرحاً يخص كل من يعنيه الشأن السينمائي وعالم السينما في سورية، فهذا الحفل لم يكن مجرد حفل لتخريج طلاب يستلمون شهاداتهم، بل كان خطوة أولى باتجاه أحلام كثيرة راودت العديد من محبي وعشاق السينما بتأسيس معهد عالٍ للسينما، خاصةً وأن وزير الثقافة أعلن على هامش هذا الحفل في تصريحه لـ “البعث” بأن هذا الحلم سيرى النور قريباً، مشيراً إلى أن محاولات عديدة قام بها منذ أن استلم إدارة المؤسسة العامة للسينما عام ألفين لتأسيس هذا المعهد إلا أن هذا الموضوع قد أرجئ لأسباب عديدة.
نواة الحلم
ولأن المهم برأيه ليس أن نقبض على الحلم بكافة تفصيلاته كان من المهم للمؤسسة أن تؤسس نواة لهذا الحلم، من خلال تأسيس لبنة أساسية لإنجاز هذا المشروع الكبير..من هنا أعلنت المؤسسة العام الماضي عن دورة دبلوم علوم السينما وفنونها لتحتضن عشاق السينما، والتي حاضر فيها أهم أساتذة السينما في سورية من مخرجين وفنانين وفنيين وتزويد الطلبة فيه بأهم ما يُدرس في المعاهد السينمائية المعروفة في العالم، حيث آثرت المؤسسة الإطلاع على أهم المواد التي تُدرس في أرقى معاهد السينما.
إذاً النواة كما نوه وزير الثقافة تأسست وتم تخريج طلبتها، واليوم وبعد أن استلم وزارة الثقافة أكّد أن الإمكانية أصبحت أكبر لتأسيس معهد عالٍ للفنون السينمائية أسوة بالمعاهد المعروفة في بقية الدول العربية.
وختم وزير الثقافة تصريحه بأن الأمم العريقة تُمتحن في سنوات الشدّة، وسورية بلد الحضارات لا بد أن تكون الفنون فيها مطلباً أساسياً لعمل الوزارة، وبهذا يعلن فعلياً بأن هذه الدورة التي اختُتمت بتخريج طلابها أسست لمعهد عالٍ للسينما سيتم افتتاحه العام القادم.
حدث سينمائي هام
وبيّن مراد شاهين المدير العام لمؤسسة السينما والمشرف العام على الدبلوم، أن حفل تخريج طلبة الدبلوم هو حدث سينمائي هام في سورية التي عرفت هذا الفن منذ زمن طويل، فكانت السينما السورية منارة أوجدت لها مكانة رفيعة المستوى من خلال العديد من الأفلام التي نالت جوائز، مشيراً إلى القفزات الهائلة التي حققتها مؤخراً، وهذا ما حدا بالمؤسسة إلى مساندتها من الجانب العلمي، فكانت الخطوة الأولى هي الدبلوم، وهي الخطوة الأولى في تكريس تعليم فن السينما خدمةً لهواة الفن السابع وعشاقه.
في حين أوضح مدير الدبلوم باسم الخباز أن صعوبات عديدة واجهت مشروع الدبلوم وقد تم تجاوزها بفضل التسهيلات المقدمة من قبل المؤسسة، مشيراً بالأرقام إلى أنه التحق بالدبلوم 36 طالباً وطالبة وقد درّسهم 17 مدرساً من خيرة السينمائيين لمدة 8 أشهر تلقوا خلالها 500 محاضرة نظرية وعملية، وقد تخرج 26 طالباً، معلناً الخباز انطلاق الموسم الثاني من الدبلوم.
أهمية وطنية
وبدا المخرج المعروف سمير ذكرى وهو أحد الشخصيات السينمائية البارزة التي حاضرت في الدورة، سعيداً لأن الدورة أثمرت عن عشاق جدد للسينما، وهم يتسلحون بالعلم والمعرفة، ورأى أن ما تم إنجازه في الدورة وقد توِّج بحفل تخريج طلابها له أهمية وطنية لا تقل عن أهمية المعركة التي يخوضها الجيش لأن شبابنا وشاباتنا ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلدنا كان الأمل والطموح والعمل والدراسة سلاحهم بدلاً من الاستسلام، مؤكداً ذكرى أنه لم يتفاجأ بطلبة الدبلوم السوريين الذين يتمتعون بالموهبة، وقد كتب كل واحد منهم نحو 16 قصة نوقشت سينمائياً فأفادوا واستفادوا بدلاً من الانتظار، وهذا برأيه سيجعل سورية تقف على قدميها، معترفاً أن مدة الدبلوم تسعة أشهر ومدة أي دراسة سينمائية غير كافية لدراسة السينما، إلا أن الدبلوم كان فرصة لإطلاق المواهب التي من المفترض أن تقوم بعد ذلك بتطوير ذاتها في جميع المجالات.
كما صرح يزن نجدت أنزور الطالب الأول في الدبلوم أن شغفه بالفنون جميعها (موسيقا، تصوير، إخراج) كان كبيراً، والسينما بالتحديد كانت حلمه وشغفه الذي أثرى مخيلته منذ الصغر، وأن انضمامه للدورة وتلقيه لسلسلة كبيرة من المحاضرات الهامة على يد أهم السينمائيين السوريين، جعله يعرف ماذا يريد بالضبط ويثق في إمكانياته ونفسه، مبيناً في الكلمة التي ألقاها باسم الخريجين أن الدبلوم خطوة هامة جداً لدعم السينما السورية، ودفع الشباب لعالم السينما بطريقة احترافية مع الرغبة بتطويرها شيئاً فشيئاً..
وأكد الخريجان رماح جوبان وفاديا إبراهيم أن الدبلوم تجربة مهمة في حياتهما، كان من الضروري خوضها باتجاه عالم السينما مترامي الأطراف، وقد تزودا من خلاله بالعلم والمعرفة لدعم موهبتهما، خاصة وأن الدراسة في الدبلوم شملت مختلف الفنون التي لها علاقة بالسينما.
أمينة عباس