أدب النصيحة الرقابة الشعبية في الجولة!.
أكرم شريم
أعاننا الله على هذه الجولة الرقابية اليوم، ونحن لا نفعلها عادة إلا لما لها من أهمية إيجابية في حياتنا!.
أولاً: هل يصدق أحد أن القضاء العادل يساعد في تصغير عمر الآنسات، لتسهيل الزواج لهن، وقد يصل تصغير العمر إلى نحو ثماني سنوات، وربما أكثر!. ألا يساعد ذلك في أن تظل المرأة تخفي وتخبئ وتغير الحقائق؟!. فهل يحق للقضاء ذلك؟!.
ثانياً: قرأت إعلاناً رسمياً (مديرية إدارة الجفاف) أليس من المفروض أن يكون (مديرية مكافحة الجفاف)؟!. وقرأت إعلاناً رسمياً آخر ومعه سهم يشير إلى المكان الذي يشير إليه الإعلان (محكمة إزالة الشيوع مقر القاضي العقاري) والسهم باتجاه المقبرة مباشرة!.
ثالثاً: الركاب في الباص الكبير يريدون أن ينزلوا وكالعادة من الباب الخلفي ولكن السائق يغلق الباب الخلفي ولا يفتحه ويقول: حين يخرجون من الخلف لا يدفعون. ويسير الباص والركاب يريدون أن ينزلوا!.. وباص آخر، خرج إليه المفتش وأخذ من الركاب البطاقات ولكنه هذه المرة لم يمزقها ويعيدها لهم كالعادة، وإنما أخذها كاملة..لماذا؟!.
رابعاً: في إحدى الحدائق العامة توجد حنفية ماء مفتوحة دائماً ولا يمكن إغلاقها.. تشرب..تملأ..وتذهب ويذهبون. وتبقى حنفية الماء العذب مفتوحة وحدها ويسقط الماء العذب على الأرض، وطوال الوقت وطبعاً طوال الليل أيضاً!. ولا تقل لي رأيت ذلك مرة واحدة، بل إنها حديقة عامة وأجلس فيها كلما احتجت إلى مرور وقت!.
خامساً: إن تشغيل الأطفال بشراء وبيع الخبز يكاد يصبح ظاهرة عامة ودائمة عندنا، وإنه لمن المؤسف وبألم أن نعرف أن بعضهم صار يترك المدرسة من أجل أن يشتري ويبيع الخبز. بل من المفروض بعد اليوم ألا يبيع الفرن أكثر من ربطة واحدة أو اثنتين للطفل، وإلا يجب إبعاده عن الفرن وليس حرصاً على الخبز ولا على المال، وإنما على الدراسة والمدرسة!.
سادساً: (قولوا الله..الصحة منيحة) سمعت هذه الأغنية أكثر من مرة، وفي كل مرة كنت أقول في نفسي: من المؤكد أنهم سيمنعونها لأن فيها سخرية من فئة كبيرة من شعبنا وقد تعتبر أغنية طائفية أيضاً وخاصة في مطلعها، وكي لا يتكرر أمثالها، أو أي تكرار لعدم احترام شعبنا كل شعبنا وخاصة في فنونه، ومنها أغانيه الشعبية!.
سابعاً: قرأت أكثر من مرة عن مركز تعليمي كبير مثل مدرسة أو معهد، واسمه مرة (جفرا) ومرة (جايكا) فأين اللغة العربية والتي نريد أن ندرس بها وأن تكون قوية عند كل أبنائنا وماهذا؟!. ولماذا يحدث هذا؟! ففي الأقل أن تكون الكلمة معروفة وقريبة من اللغة العربية!.
ثامناً: انظروا إلى (الواسطة) أين تصل وماذا تفعل بنا! فهذا واحد من المشتركين في الجمعية السكنية لاتحادهم، وقد طلبوا منه أن يدفع ستة ملايين ليرة سورية، وأن ينتظر أربع سنوات حتى يحصل على منزل في منطقة غير (مدنية)، بينما غيره يحصل على المنزل الذي يريد وفي المكان الذي يريد، وبمجرد الاشتراك الشهري البسيط والقليل المعروف.
وهكذا تكون النصيحة اليوم: تعالوا نجرب أن نعيش من أجل غيرنا تماماً كما نعيش من أجل أنفسنا ومصالحنا ولو لمدة شهر واحد، حتى نعرف ونشعر بالمتعة والسعادة والشرف الكبير، وبسبب العمل الإنساني العظيم والرائع الذي نقوم به، وعلى عكس ما يخطط وينفذ أعداؤنا وأعداء الشعوب!.