ثقافة

بمناسبة افتتاح المعرض الكتاب الدولي.. دور النشر المشاركة: إقامة المعرض في هذه الظروف تأكيد على الثقافة كفعل حياة

في رحاب دمشق أعرق وأهم مدينة ثقافية وتاريخية، وبألق أضاء أهم صرح حضاري وثقافي فيها، وفي وسط ساحة يُشهد لها بصمودها، أنارت دمشق العقول والقلوب أمس في افتتاح معرض الكتاب الثامن والعشرين بعد انقطاع دام خمسة أعوام، حيث استقبلت مكتبة الأسد بحميمية زواره وأكثر من 70 دار نشر للمشاركة في هذه الفعالية الثقافية.

ثقافة وجود
وقد توقفت “البعث” مع بعض القائمين على دور النشر المشاركة  في المعرض، والبداية كانت مع وزارة الثقافة حيث تحدثت سلام الفاضل من المكتب الصحفي للهيئة العامة للكتاب قائلة:
تكمن جمالية معرض الكتاب اليوم في عودته بعد سنوات من الانقطاع، وفي ظل هذه الأزمة هو إثبات بأن الشعب السوري شعب حي قادر على هزيمة جميع الهجمات التي يتعرض لها، ويستطيع عيش الثقافة كفعل حياة ووجود، فالمنتظر في المرحلة القادمة هو الاعتماد على الثقافة لبناء الإنسان لأنها الرافد الأساسي لإعادة الإعمار.
وعن طبيعة مشاركة الوزارة قالت: تقدم وزارة الثقافة في جناحها الكبير ما يقارب 1200 عنوان في مختلف المجالات الفنية والأدبية والروائية بحسومات تصل إلى 60% تقريباً، وأعتقد أننا من أكثر الدور التي قدمت حسومات على كتبها، بالإضافة إلى الاهتمام بمنشورات الطفل للمساهمة في بنائه فهو الأمل ونحن نعمل في الحاضر ليكون طفلنا منارة المستقبل.
من جهته يرى ماهر الشدادة مدير المعارض في الهئية العامة للكتاب أن معرض الكتاب بعودته سيزيد من إصرار الشباب على القراءة الورقية، خاصة بعد توفر الكتب وبأسعار مقبولة في مكان واحد في مكتبة الأسد.

فعاليات متنوعة
واعتبر الأرقم الزعبي عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب أن المعرض هو ولادة جديدة، أو استمرار للحياة الثقافية في سورية، وقضية نفتخر بها ونعقد عليها الكثير من الأمل فيقول عن مشاركة الاتحاد: يشارك اتحاد كتاب العرب بأكثر من 600 عنوان متنوع منها دراسات تاريخية وفكرية وشعر وقصة وأدب أطفال وكتب مسرحية، والجميل في مشاركة الاتحاد أنه يقوم بفعل ثقافي يوازي المعرض حيث سيقدم فعاليات خلال فترة المعرض، منها حفل توقيع لعدة كتب منها: مجموعة قصصية للأديب حسن م. يوسف، ورواية لوزير التربية د. هزوان الوز، وكتاب مترجم للدكتورة لبانة مشوح، بالإضافة إلى إصدارات سيتم الإعلان عنها خلال  فترة المعرض ضمن الجناح الخاص بالاتحاد، إلى جانب ندوة بعنوان “الثقافة الوطنية”.
مشاركة مستمرة
وكعادتها “دار الفكر” لم تنقطع عن المشاركة في معرض الكتاب منذ بدايته فيقول المسؤول الإعلامي في الدار السيد وحيد تاجا:
من المعروف أن “دار الفكر” هي أقدم دار نشر سورية، شاركت منذ بداية معرض الكتاب، واليوم، وبعد فترة الانقطاع لا بد أن يكون لها تأثير على القارئ وعلى الدار، والعودة اليوم هي دليل إثبات أن المعرض مازال قائماً، وأن الأمور ستعود كما كانت عليه. وعن تأثير الكتاب الالكتروني على حضور الكتاب الورقي يقول تاجا: هو انعكاس ضعيف جداً، فالقارئ الحقيقي لغاية هذه اللحظة هو قارئ ورقي، ونحن نتمنى أن يأخذ الكتاب الالكتروني حقه، لأننا كدار يمكن أن نلتفت للنشر الالكتروني، لكن تبقى علاقة القارئ مع الورق مختلفة عن علاقته بالحاسب أو عن الشاشات الالكترونية.

الاستمرار في العطاء
وعن مشاركة “دار الشرق تحدث الناشر نبيل طعمة قائلاً: حضور معرض للكتاب في صرح حضاري كـ “مكتبة الأسد” مهم جداً، وأن تعود الفعاليات بهذه القوة في أقدم مدينة مأهولة في التاريخ، “دمشق- سورية” هذا يعني أن الحياة مستمرة ولم ولن تنقطع، ودليل أننا كسوريين مستمرون في العطاء والعمل ضمن أدبيات قيمنا ووطننا وأخلاقنا، واليوم نشهد مشاركة أكثر من 70 دار نشر في هذا المعرض، الذي يمثل حدثاً ثقافياً هاماً، وهذه المشاركات تدخل في إطار الواجبات والحقوق التي تدعونا لتقديم أشياء مهمة، لنظهر للعالم كله أننا فاعلون ومؤمنون بالحياة، نحب الكلمة المطبوعة والمقروءة والمسموعة وننقل من خلالها الحقيقة.

المعلوماتية
ومن الناحية المعلوماتية كان للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية مشاركة في المعرض، فتقول السيدة هلا البري أمين تحرير مجلة الرقمي الصغير ومجلة المعلوماتية:
هذه ليست أول مشاركة لنا في معرض الكتاب، ومطبوعاتنا مختصة في الهندسة المعلوماتية، وقدمنا خلال هذا المعرض “معجم المصطلحات المعلوماتية” وهو كتاب يختص بالحاسوب وبرمجته ونظامه، بالإضافة إلى مجلة “الرقمي الصغير” وهي لتنشئة الطفل في مجال المعلوماتية، تحتوي مقالات مختلفة ومتنوعة تعود بالفائدة للأطفال من عمر 6 سنوات إلى 17سنة، بالإضافة إلى كتب مختصة بالاتصالات والخوارزميات.

الرواية موجودة
ولم تختلف مشاركة دار الأُنس قبل خمس سنوات عن اليوم فيقول السيد محمد أبو الدهب صاحب الدار:
دار الأُنس متخصصة بالكتب العلمية (الهندسة المدنية والمعمارية والكهربائية) إضافة إلى بعض الكتب التربوية، فالكتاب متوفر وموجود في المكتبات، لكن الاختلاف يكمن اليوم في القراءة التي أصبحت أخف، والتي تأثرت بشكل كبير بالكتاب الالكتروني أو عن طريق البحث الالكتروني، لكن بقيت الرواية محافظة على مكانتها ومازالت مطلوبة بنسختها الورقية.
ومن السويداء كان لدار “ظمأ” مشاركة من خلال روايات عالمية متنوعة، بالإضافة إلى أربعة أعمال خاصة بالدار التي تعد داراً جديدة فتقول السيدة لينا عامر: لدينا رواية وعمل مترجم كان ينشر في دول الجوار واليوم استطعنا أن ننشره في سورية من خلال “دار ظمأ”.

كتب للأطفال
وكان للأطفال نصيب من المعرض حيث كان فيه حضور وافر ومنها “دار الحافظ” حيث يقول المدير التنفيذي للدار السيد ماهر ضاهر:
تقدم الدار كتباً لها علاقة بالناشئة، وروايات عالمية تم إعادة طباعتها، وبعودة معرض الكتاب في مكتبة الأسد وبعد هذا الانقطاع، سيكون الأطفال على موعد مع مطبوعات جديدة وأشياء مفيدة للقراء وللناشر أيضاً، حيث قدمنا كتباً بإخراج جديد وصورة راقية وقوية وألوان جذابة للطفل، حيث يكون صناعة الكتاب جيد جداً ليبتعد الطفل قدر الإمكان عن الأجهزة الالكترونية، بالإضافة إلى كتب دعم للمنهاج الانكليزي والفرنسي والعربي، وتقديم قصص بشكل متنوع ترضي فئات الأطفال كلها، وللأهل قدمنا كتباً للمساعدة في تربية الأطفال بالإضافة إلى موسوعة عن الحيوانات والنباتات والإنسان.

لنا كلمة
عودة معرض الكتاب اليوم إلى أحضان مكتبة الأسد هي دليل أننا شعب سيقاوم وينتصر على الهجمات الظلامية التي تستهدف الثقافة المضيئة عند الشعب السوري، وهي بمثابة رد على أننا كسوريين مستمرون في التمسك بنشر هذه الثقافة المنفتحة.
جُمان بركات