ثقافة

الحرية الحقيقية.. وهذه الشوائب

أكرم شريم

كثيراً ما نتحدث هذه الأيام، بل كل هذه السنين، بل هذه العقود من السنين عن الحرية والتحرر ولكل الشعوب والأفراد وفي كل مكان في هذا العالم..وهذا، ربما هو أعظم ما وصل إليه الإنسان، وما استطاع تحقيقه وربما من أعظم اختراعاته العلمية أيضاً!. فلا حياة سليمة وبمعناها الصحيح دون حرية !.
لكننا وأقول ذلك بكل حذر، حين نقول: حرية إنما نقصد الحرية الحقيقية!. فهل هناك معان كثيرة يمكن أن تدخل أو تتداخل في مفهوم الحرية الحقيقية؟!.
نعم!..يوجد مثل ذلك، الأمر الذي يجعلنا نبحث بل نتابع البحث، وفي كل مكان في هذا العالم عن الحرية الحقيقية، وليست الشكلية، لأننا وصلنا أو كدنا نصل إلى ديمقراطية شكلية يتم الانتخاب فيها بقوة المال أحياناً، المال الذي يصنع الإعلام القوي، فلماذا كل هذا المال في الانتخابات الديمقراطية، والإعلام أساساً ينتظر هذه الفرصة لكي يتقاضى كل مايريد!. وما هذه الحرية أو الديمقراطية التي تدعيها دولة إجرامية مثل إسرائيل وهي لا تزال تهدم البيوت وتقتل وتهجر وتشرّد الأهالي، وما هذه الحرية أو الديمقراطية في العالم كله إذا كانت تسكت عن كل ذلك؟! أو تكتفي بالإشارة والاعتراض على ذلك، بتصريحات في الهواء؟!.
أليست هذه شوائب في الديمقراطية وخاصة عند الدول الكبرى التي تفخر بديمقراطيتها؟!. ثم هل الحرية تظل حرية حقيقية مع وجود هذه الشوائب؟!  فما هذه الحرية، إذا كانت تعطيني إعلامياً كامل الحرية كشعب أو كفرد، ثم تضع عليّ القوانين التي تمنعني من الممارسة الحقيقية، أو بمعنى أدق، الممارسة الطبيعية للحرية!. إذن وبكل دقة واختصار: توجد هناك حرية وتوجد شوائب في هذه الحرية؟! وحين نقول: المسلم ممنوع يدخل عندنا، ثم نقول: المسلم تحت الرقابة، فهل هذه حرية سليمة من الشوائب ويعلم الجميع أن الإرهاب لا دين له، أم هي حرية ممتلئة بالشوائب؟! ومتى نستطيع أن نكتشف زيف هذه الحرية في هذا الفرد أو هذه الجماعة بالذات، فالكلام هنا ليس عاماً وإنما على من يدعي حرية وهي ممتلئة بالشوائب! ثم وهو الأهم: ماهذه الديمقراطية التي أشتريها بالمال؟!. وأدخل الانتخابات وأدفع..لا تقل الملايين أو عشراتها، بل أقفز وأقفز إلى الأرقام العليا، فهل الإعلام لا يؤثر في الإنسان حتى نقول: إنه لا يؤثر في الناخب؟! وهكذا تكون النصيحة اليوم أنه لا حرية حقيقية وسليمة وصحيحة إلا إذا كانت خالية من الشوائب!. وهذا ما نتمناه لكل الشعوب وللإنسانية جمعاء فلا نريد، ولا يريد أحد، ولا يريد الله لنا، أصلاً غير ذلك!.