“حارة خارج التغطية” تسلط الضوء على الطبقة المهمشة
أسندت للشباب في الآونة الأخيرة أدوار مهمة في الدراما السورية، وهو دليل ثقة القائمين على العمل الفني بهم لتقديم ما يملكون من أفكار ومواهب، فالفرصة متاحة لهم لتحقيق رغباتهم، واليوم يدخل الفنان الشاب فادي حسين من جديد عالم الكتابة بعد عدة تجارب، من خلال “حارة خارج التغطية”، فهو من الشباب الطموحين الذين يكتبون، ومع أن الانتقادات التي تقول أن الكاتب لا يستطيع أن يكون ممثلاً كثيرة ، إلا أن للشباب وحماسه رأياً آخر فالتمثيل هو عشق حسين في الحياة، ومع ذلك لا يفضل ممارسته من خلال أعماله لكي لا يقول أحد أنه فرض شخصية من خلال كتابته، فهو يرى نفسه في المقام الأول ممثلاً، لكنه رغم كل ذلك يحاول طرح أفكاره عبر الكتابة، وفي لقاء “البعث” معه حول عمله الجديد يقول: العمل يرمز لسورية في ظل الأزمة من تأليف فادي حسين وإخراج محمد عبود، وهو من نوع “كوميديا الموقف”، تتضمن كل حلقة حدثاً مختلفاً، وتبقى شخصيات العمل جميعها ضمن محورها الدرامي الذي يتصاعد على مسار العمل حتى النهاية، بعيداً عن الحدث الطارئ الذي يتناول العمل خلال حلقاته.
سحابة صيف
اختار الكاتب عنوان “حارة خارج التغطية” للتأكيد أن هناك طبقات مهمشة يجب تسليط الضوء عليها فيقول:
تم اختيار الاسم لأن هناك طبقات مهمشة في المجتمع لا نسمع بها وكأنها خارج الحدث، وقوبل العمل بحماس شديد من قبل شركة الإنتاج “المجرة” والمخرج محمد عبود الذي تبنى العمل وأثنى عليه، وكان حريصاً على كل ما جاء فيه فقرر تصويره، وأنا بطبعي أميل إلى المخرج الشغوف المبدع أكثر من مخرج يعمل من أجل المال. وكان هناك حرص بيني وبين المخرج على المغامرة بشخصيات تقدم الكوميديا سابقاً، لكن في النهاية هم ممثلون قادرون على خلق كوميديا.
ويتابع: يتناول العمل مجموعة أشخاص جمعتهم الحرب ضمن حارة واحدة على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والثقافية لتنعكس نتائج الأزمة الاقتصادية على بعضهم، وإيجاد حلول إسعافية ريثما يتجاوزوا هذه السحابة التي هي باعتقادهم سحابة صيف، بالإضافة إلى التطرق لبعض قصص الحب التي تشوهت في الحرب، والمصلحة التي غلبت على طباعنا.
الفرصة الحقيقية
ويعترف فادي حسين أنه –كما يعتقد- لا يقدم أي شيء جديد على مستوى الكتابة بشكل فعلي فيقول:
لا اعتقد أني أقدم جديداً كي أكون صريحاً وواضحاً، فجميع الأعمال في السنوات الخمس السابقة والكوميدي منها بشكل خاص طرحت نفس المشاكل التي يعاني منها المواطن السوري جراء الأزمة، لكن لكل كاتب منظور خاص ويرى الأشياء من خلالها، و”حارة خارج التغطية” هو توثيق لمعاناة هذا المواطن بطابع كوميدي وأحياناً تراجيدي، فحياتنا رغم سوداويتها أصبحت أقرب إلى الكوميديا المبكية.
أما على مستوى التمثيل فيضيف: أنا دائماً في طور التعلم، وابحث عن فرصة حقيقية تقدمني للجمهور، وقد سنحت لي الفرصة للمشاركة في الكثير من الأعمال لكنها مشاركة لا تقدم ولا تؤخر، أي خالية من المساحة لكي أقدم فيها نفسي كما يجب، لذلك لم أشارك في أعمال هذا العام، واعتقد أن فرصتي الحقيقية ستأتي بعد مشاركتي في عملين مهمين غير مشاركتي في “حارة خارج التغطية” التي تعتبر تجربتي الرابعة، وهي شخصية “عبود” حرامي الإنسانية، وأتمنى أن يلاقي قبولاً لدى المشاهدين، فالحظ لم يسعفني كثيراً في الأعمال التي شاركت فيها من قبل مثل “خيانة مؤجلة” الذي لم يعرض حتى الآن ولا أعرف ما هو السبب، بالإضافة إلى دوري في “حلم ولا بعلم” و”حكايات حارتنا”.
الحظ والمغامرة
وعن مغامرة الشباب في تقديم مواهبهم في ظل هذه الأزمة يقول: “الفشل والنجاح متعلقان بكثير من الأسباب منها الحظ، ولكن لا اعتقد أننا نغامر، إنما الجمهور أصبح يفتقد إلى الثقافة الفنية، فالممثل الذي ينجح في أكثر من عمل كوميدي يطلق عليه تلقائياً “نجم الكوميديا”، ولا يتقبله الجمهور كممثل بعيداً عن الكوميديا على الرغم من أنه ممثل، ومن المفروض أن يجيد لعب أي دور مسند إليه سواء كان كوميدياً أو اجتماعياً أو تاريخياً، والمشكلة الحقيقية تكمن في العقلية والذائقة لدى الناس، وليس في الفن، وخير مثال على ذلك الفنان الكبير دريد لحام الذي قدّم الصنفين من الدراما ونجح، وكذلك النجم عادل إمام في بعض أفلامه نضحك والبعض منها نبكي. الجدير بالذكر أن التصوير سيبدأ مطلع الشهر القادم، وسيشارك في العمل كل من: جمال العلي، اندريه سكاف، أحمد رافع، إيمان عبد العزيز، أريج خضور، رغداء هاشم، أوجا أبو الذهب، سناء سواح، لجين قطريب، بسام دكاك، طوني موسى، وأسماء أخرى سوف تحل ضيفة على حلقات العمل، وأسماء يتم الاتفاق معها في الوقت الحالي لم يتم ذكرها من أجل عدم الوقوع في مطب الإشاعات.
لنا كلمة
لم يتوقف طموح الشباب يوماً في تقديم أفضل ما لديهم من مواهب، في الوقت الذي خسرت فيه الدراما السورية عدداً من نجومها، وقد سمح هذا الواقع بإتاحة المجال للممثلين الشباب ليأخذوا فرصهم في الظهور وتقديم ما يملكون من مواهب وقدرات فنية عالية، وأكبر دليل هو استمرار الشباب في الكتابة كالكاتب فادي حسين الذي يستعد الآن لتقديم عمل مشترك مع ممثل سوري معروف –لم يفصح عن اسمه- حتى تتضح التفاصيل المتعلقة بالعمل.
جُمان بركات