ثقافة

بعد انقطاعه لسنوات مهرجان المسرح العمالي يعود من جديد

لم تكن عودة مهرجان المسرح العمالي بعد انقطاع دام لعدة سنوات والذي بدأت فعالياته مساء أمس على خشبة مسرح الاتحاد العام لنقابات العمال بدمشق بحفل افتتاح أحيته فرقة “جلنار” للمسرح الراقص بمشاركة الفنان يوسف المقبل، وتقديم مسرحية الافتتاح “الضيوف” اقتباس جوان جان إخراج سهيل عقلة، إلا إصراراً على إكمال المشوار المسرحي الذي بدأ به المسرح العمالي منذ سبعينيات القرن الماضي، والذي استطاع عبر سنوات طويلة وعدد كبير من العروض أن يكون أحد أهم أركان المسرح في سورية، ولكن ولظروف الحرب القاسية على سورية وتأثيراتها الكبيرة توقف مهرجان المسرح العمالي ليعود من جديد اليوم عبر مجموعة من العروض السورية ومن مختلف المحافظات السورية.

ند للمسرح القومي
يشير علي حمدان مدير المهرجان في حواره مع “البعث” على هامش حفل الافتتاح إلى أهمية عودة مهرجان مسرح العمال الذي يعد من أمهات المسارح في سورية، والذي نجح في فترة من الفترات أن يكون نداً للمسرح القومي بعروضه الاحترافية والذي استطاع عبر خشبته إطلاق عدد كبير من الفنانين الذين أصبحوا اليوم نجوماً في سماء الفن السوري أمثال فرحان بلبل، عبد الرحمن أبو القاسم، زيناتي قدسية، حسن دكاك، يوسف المقبل ونجاح عبد الله” وغيرهم، منوهاً حمدان إلى أن خشبة مسرح العمال احتضنت الكثير من المسرحيات المهمة كمسرحيات الفنان دريد لحام “غربة، ضيعة تشرين، صانع المطر والعصفورة السعيدة” وغيرهم.

العودة ضرورية
ويوضح حمدان أن أهمية مسرح العمال كبيرة جداً وهو يقوم بدور هام في نشر ثقافة المسرح من خلال عروض ذات مضامين تسلط الضوء على قضايا العمال ومشاكلهم وقضايا المواطن السوري بشكل عام باعتبار أن المسرح هو أحد السبل للدفاع عن قضايا الإنسانية، ولا يخفي حمدان أن الخسارة كانت كبيرة بتوقف المهرجان لسنوات ولأسباب قسرية نتيجة ظروف الحرب، وتعرض المسرح للتدمير والتخريب لأن التطور دائماً حالة تراكمية يتم فيها دوماً الاستفادة من أخطاء التجارب السابقة، والبناء عليها لاحقاً لتقديم أفضل الصيغ المسرحية وبالتالي عملية الانقطاع -برأيه- أعادت هذا المسرح لحالة الصفر التي تحتاج اليوم لبذل المزيد من الجهود وبكل الاتجاهات، خاصة وأن المسرح العمالي منتشر في معظم المحافظات السورية، من هنا كانت العودة أمراً ضرورياً وملحاً بعد ست سنوات من الانقطاع وكانت الحاجة كبيرة لتفعيله وذلك لأسباب متعددة يأتي في مقدمتها التأكيد على أن سورية ما زالت تنبض بالثقافة وحاجة المجتمع السوري اليوم أكثر من أي وقت ممكن لمن يدافع عن قضايا إنسانه خاصة وأن الحروب تخلق العديد من المشاكل الاجتماعية التي يجب تسليط الضوء عليها، ومحاولة إيجاد حلول لبعضها.
الإنجاز الأكبر
ويرى حمدان أن الأولوية كانت لعودة المهرجان بغض النظر عن مضمون وشكل هذه العودة رغبة في إحيائه من جديد لطرح القضايا الملحة عبر خشبته ليلعب دوره الذي اعتاد أن يقوم به، من هنا لقيت عودته الترحيب من الجميع ولا سيما الاتحاد العام لنقابات العمال الذي قام بدعم هذه العودة وتذليل الصعوبات التي يمكن أن تقف في طريقه، وكذلك مديرية المسارح  التي قدمت كل التسهيلات التقنية لتكون العروض بالمستوى اللائق بهدف إعادة الألق والجمهور لهذا المسرح، منوهاً حمدان إلى أن عودة المهرجان بعد غياب طويل ستعتريها بعض الأخطاء والعثرات، وقد تكون العروض المشاركة دون مستوى الطموح خاصة وأن فترة التحضيرات له من قبل الفرق كانت قصيرة، فعودته هي الانجاز الأكبر من خلال عروض بسويات مختلفة، متمنياً من الجميع أن يراعي هذه المسألة حين تقييم هذه العروض خاصة، وأن إعادة بناء مسرح من جديد يحتاج لسنوات ولجهود جبارة كثيرة، وبالتالي فإن اللجان المشكّلة في الدورة القادمة ستكون مبنية على آلية سير عمل هذه الدورة، والنتائج التي يمكن الخروج بها، مؤكداً أن المعايير ستختلف على صعيد الشروط لاستقبال العروض، لأن الجمهور برأي حمدان من حقه مشاهدة عروض تنسيه عناء القدوم إلى المسرح من خلال عروض تحمل فكراً ومضموناً هامّين، مشيراً حمدان إلى أن الاتحاد العام بنقابات العمال بصدد تشكيل فرقة عمال مسرحي مركزي تضم الأشخاص الموهوبين، وتكون حصيلة نتاج الفرق الموجودة في كل المحافظات لتكون هذه الفرقة معنية فيما بعد بالتحضير لحفل افتتاح المهرجان في الدورات القادمة، منوهاً إلى أن تواجد وحضور الفرق المسرحية خلال فترة الأزمة، كان متفاوتاً بين محافظة وأخرى تبعاً للظروف القائمة في كل محافظة، لذلك لم تتوقف بعض الفرق عن العمل كفرقة دمشق، في حين أن العديد من الفرق توقفت نتيجة ظروف الحرب، علماً أن الاتحاد العام لنقابات العمال لم يبخل بالدعم المادي لأي فرقة كانت قادرة على العمل.

العروض المشاركة
“الضيوف” اقتباس جوان جان وإخراج سهيل عقلة-دمشق-، “خارج السرب” تأليف محمد الماغوط وإخراج سامر إبراهيم-حمص-، “الموعد” تأليف وإخراج عبد الكريم الحلاق-حماة-، “تراب الوطن” تأليف فرحان بلبل إخراج عايش الكليب -الحسكة، “سكن الليل” تأليف جون بريسيلي إخراج رفعت الهادي –السويداء- ومسرحية “لعبة الموت” إعداد وإخراج محمد الإدلبي –حلب.
تتألف لجنة تحكيم المهرجان من: “يوسف المقبل، محمود خليلي، مأمون الخطيب، داوود أبو شقرا وموسى أسود” ويتبع كل عرض ندوة نقاش يديرها الناقد المسرحي جوان جان.
أمينة عباس