صوت الموسيقا يعلو بأنامل أطفالنا
كبياض الياسمين الدمشقي كان حضورهم على خشبة مسرح مكتبة الأسد الوطنية.. أطفال موهوبون أرادوا لصوت الموسيقا أن يعلو على صوت الإرهاب والغدر، ليؤكدوا من خلال الأمسية الموسيقية التي قدموها مؤخراً كرواد في منظمة طلائع البعث في مجال العزف الموسيقي من خلال فرقة “لميس” أنهم وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها سورية أقوى من كل الإرهاب والحقد الأسود.. إنهم يتقنون لغة الموسيقا، غذاء الروح والعقل.. ويبيّن رئيس منظمة طلائع البعث د.محمد عزت عربي كاتبي أن هذه الأمسية وغيرها من الأمسيات والفعاليات الفنية تؤكد أن سورية بخير، وما يقوم به أطفالنا ما هو إلا ثمرة من ثمرات انتصار الجيش العربي السوري وبسط الأمن والأمان على أراضيها، مشيراً إلى أن الجميع سيدرك أن سورية ومن خلال تقديم أطفالها لأمسيات موسيقية رفيعة المستوى تقوم على غرس وزرع لغة الحب والسلام والموسيقا في عقولهم ونفوسهم وقلوبهم.
طاقات هائلة
ولأننا في سورية ماضون، كباراً وصغاراً، في إعادة إعمار الوطن يؤكد عربي كاتبي أن مثل هذه الأمسية لها أهمية كبيرة وهي مناسبة لأطفالنا ليستعيدوا لغة الأمن والأمان والفرح والحياة الطبيعية بعد سنوات قاسية تحمَّلوا فيها الكثير من الآلام، وهي مناسبة أيضاً ليبرز أطفالنا مواهبهم وقدراتهم في مختلف المجالات، خاصة وأنهم يملكون طاقات ومواهب هائلة تحتاج لفرصة لإظهارها، موضحاً عربي كاتبي أن مهمة منظمة طلائع البعث اكتشاف المواهب ووضعها على الطريق الصحيح ورعايتها، ونوه إلى أننا يجب أن لا نستهين بقدرات أطفالنا الذين كانوا وما زالوا المحرِّض لنا نحن الكبار للعمل والصمود والبقاء من أجلهم وأجل الوطن.
وعن التعاون مع معهد صلحي الوادي في رعاية المواهب واحتضانها أشار عربي كاتبي إلى أن الأهل ركيزة أساسية وكذلك المدرسة والمنظمة والمَعاهد الأخرى التي تعمل باحترافية عالية كمعهد صلحي الوادي، وبالتالي فإن العمل يجب أن يكون متكاملاً بين الجميع لأن كل الجهات يجب أن تكون شريكة في بناء الإنسان والوطن.
المرة الأولى
في حين أشار أمين فرع دمشق لطلائع البعث ماهر حلواني أن لهذه الأمسية الموسيقية التي يقدمها الأطفال بشكل صرف خصوصيتها، وتكاد أن تكون بشكلها ومضمونها المرة الأولى التي تقدم بهذه السوية الفنية عالية المستوى من خلال عزف المشاركين لمقطوعات موسيقية عالمية، وأكد على أهميتها للمشاركين والحضور بحيث تكون حافزاً لتنمية مهاراتهم بأي هواية يتمتعون بها، وبيّن أن منظمة الطلائع من خلال مكتب المسرح والموسيقا المركزيّ يفسح المجال لأصحاب المواهب في الإفصاح عنها عبر مسابقات رواد الطلائع التي ستنتج عنها خلال الفترة القادمة أمسيات مختلفة على مستوى القطر حتى لا تكون هذه المسابقات هدفاً بحد ذاته، وبالتالي إهمال أصحاب المواهب بعد المسابقة.
ويرى أمين سر مكتب المسرح والموسيقا بشار زريقي أنه كان من الضروري إقامة مثل هذه الأمسية تشجيعاً للرواد على مستوى القطر في ظل ما يعانيه طفلنا السوري في الظروف الحالية، ونوه لدور الأهل المتعاونين الذين يتابعون أطفالهم وينمون مواهبهم في المعاهد المحترفة، وبيّن أن الطموح في المستقبل تأسيس فرقة سيمفوني للأطفال، وأن منظمة طلائع البعث توجه كل اهتمامها نحو الطفل وهي وجِدَت بالأصل من أجله من خلال عدد كبير من النشاطات والبرامج الفنية.
شكل موسيقي احترافي
ويبدو ماهر داكشلي مدرِّس آلة الفلوت والريكوردر في معهد صلحي الوادي وعازف في الاوركسترا السيمفونية الوطنية والمشرف على الفرقة سعيداً بما قدمته، وبيّن أن نجاح الأمسية الموسيقية التي قدمتها فرقة “لميس” والتي تضم أربع فتيات وفتى من رواد طلائع البعث على مستوى القطر في مجال العزف، خطوة أولى في مسيرة يتمنى أن تستمر وتتطور لهذه الفرقة التي تشكلت حديثاً بين مجموعة من طلابهم، هم أصدقاء بالأصل في معهد صلحي الوادي ومن رواد القطر في العزف، وذلك بعد عدة مشاركات جماعية لهم في العديد من الفعاليات في مجمّع دمر الثقافي وثقافي العدوي، ومن خلال هذه الأمسية التي يتعاون فيها معهد صلحي الوادي مع منظمة طلائع البعث، وأوضح داكشلي أن مشاركة الفرقة في العديد من النشاطات والفعاليات فرصة هامة للتدريب على العزف الجماعي والتمرين الدائم، والتعود على الوقوف على خشبة المسرح ومواجهة الجمهور مهما كان كبيراً، بالإضافة إلى الرغبة في تقديم شكل موسيقي احترافي من خلال تقديم برنامج موسيقي متميز خلافاً لما يسمعه طفلنا اليوم عبر وسائل الإعلام المختلفة ،التي عوَّدته على نوعية هابطة من الأغاني والموسيقا، ومن هنا تأتي برأيه أهمية وجود معهد كمعهد صلحي الوادي والمعاهد التابعة له في محافظات القطر في رفع الذائقة الموسيقية عند أطفالنا، وهي مهمة ليست سهلة في ظل الانحدار الموسيقي الذي نشهده وتدعمه العديد من وسائل الإعلام، إلا أن ما يقوم به سيؤسس تدريجياً لجيل يعرف قيمة الموسيقا الحقيقية، وأهميتها بالنسبة لطفلنا في رفع ذائقته الفنية بشكل عام والموسيقية بشكل خاص، ودورها في تنظيم حياته ورفع مستوى الذكاء، بالإضافة لتلبية رغباته بشكل راقٍ وصحيح.
الحياة مع الموسيقا أجمل
ويعتبر أعضاء الفرقة سلوى العظمة (بيانو) لجين داكشلي (فلوت) آدم العظمة (كمان) مايا حافظ (كمان) يارا حافظ (تشيلو) لين وعمران ونوس (بيانو) أن هذه الأمسية خطوة هامة في مسيرة فرقتهم المؤسسة حديثاً وهي خطوة أولى لأن الأيام القادمة ستشهد خطوات كثيرة لهم في هذا المجال لقناعتهم أن الحياة مع الموسيقا أجمل وأحلى، ولذلك يتوجهون بدعوة لكل أطفال سورية لضرورة تعلمها والاستماع للجميل منها وتنمية مواهبهم الموسيقية -إن وجِدَت- لنشر المحبة والفرح الذي تبثه الموسيقا فينا، شاكرين معهد صلحي الوادي الذي احتضن ونمّى مواهبهم ومنظمة طلائع البعث التي رعت هذه الأمسية.
أمينة عباس