ثقافة

ملتقيات دمشق الثقافية

انطلقت مؤخراً فعاليات ملتقيات دمشق الثقافية التي ضمّت الملتقى التشكيلي وملتقى السرديات “القصة والرواية” والشعري والفكري والملتقى الموسيقي، حيث بدأت فعاليات الملتقيات به واختتمت بندوة الفنون التشكيلية بعنوان “دور الأكاديمية في الفن التشكيلي السوري” حيث تحدّث د. علي السرميني الأستاذ في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عن بدايات كلية الفنون ومرحلة التأسيس وصولاً إلى هذا الوقت، وذكر دور الكلية في إعداد خريجيها الذين يرفدون الحركة التشكيلية كل حسب اختصاصه من نحت وحفر وتصوير زيتي وإعلان وعمارة داخلية، وذكر العديد من الأساتذة الفنانين الذين كان لهم الدور في إنضاج العديد من التجارب التشكيلية السورية، فضلاً على دورهم المؤسس في ميدان الفن التشكيلي ضمن إنتاج اللوحة، والبحث العلمي في الفنون الجميلة وإعداد المناهج التدريسية الجامعية وتطوير محترفات الفنون والدفع بالمواهب الشابة إلى المواقع المستحقة وصقل إمكاناتها العملية والنظرية.
كما تحدّث الفنان أنور الرحبي عن روافد الحركة التشكيلية وخاصة التجارب التي تطوّرت دون المرور بالتعليم الجامعي، مبنيّة على الموهبة والاجتهاد والمثابرة على تطوير ذاتها محققة حضورها المهم في المشهد التشكيلي السوري، وقد قدّم ورقة من الملاحظات المهمة التي يجب الانتباه إليها ومنها طريقة القبول الجامعي في كلية الفنون، وسوية الخريجين وفرص عملهم وعمل الفنان التشكيلي عموماً، وأضاء على عدة قضايا نقابية تهم الفنان التشكيلي والحياة الثقافية والجمالية.
وبالعودة إلى الملتقيات الثقافية المتنوعة التي أطلقتها مديرية ثقافة دمشق نلمس جدية القائمين على إدارة الملتقيات وحرصهم على تقديم مستوى متقدم من الأنشطة، يتجاوز التقليدي منها وصولاً إلى طموحات كبيرة فرضتها المعطيات الجديدة للأزمة، التي أثبتت أن الثقافة سلاح فعّال وأن هناك خطوط تماس أخرى تفرض أدوات جديدة وأساليب مواجهة، وبناء وتعميقاً للوعي وتفعيل روح المشاركة عند شرائح المجتمع المختلفة في تعزيز هذه الثقافة، ومنها ثقافة الحوار والاختلاف وثقافة التنوير والمسؤولية والواجب.
بالطبع لن تبنى هذه الطموحات من خلال الوعظ والإرشاد والتمني، بل من خلال الفن البصري والشعر والموسيقى والأدب، وفتح بوابة الحوارات بين أهل التعبير أنفسهم وبمشاركة المتلقي، ومنحه الدور ليكون ناقداً ومشاركاً يملك الرأي والتعبير، لأن غاية الفعل الثقافي هي الإنسان وتعزيز الحياة التي يستحق.
أكسم طلاع