أدب النصيحة رأس السنة وكيف يقودنا إلى السلام
أكرم شريم
حين نقول في رأس السنة كل عام وأنتم بخير وسنة سعيدة، إنما نقدم هذا الدعاء بالخير والسعادة للجميع.. لكل إنسان ولكل جماعة ولكل شعب، بل إن المعنى إذا أخذناه عاماً وهو يقال في كل مكان في هذا العالم، وعند كل شعب من الشعوب، يصبح المعنى وبشكل تلقائي وإرادي في الوقت نفسه، أننا نتمنى الخير والسعادة لكل البشر في هذا العالم، لكل إنسان، أفراداً وجماعات وشعوباً.. فلماذا إذن كل هذه الخلافات، والتنافسات، والصراعات، والاحتلالات أيضاً، والتي صارت تشمل، ليس الأرض وحدها، أو الإعلام وحده، وإنما أيضاً طرائق التفكير في أذهاننا وأذهان أبنائنا.. أجيال المستقبل، مستقبلنا جميعاً. ومستقبل البشرية جمعاء!.
أليس في مثل هذا الدعاء الدائم بالخير والسعادة وللجميع نوع من المصالحة الدائمة بين الشعوب.. كل الشعوب، والأديان.. كل الأديان، والأعراق.. كل الأعراق؟! ولا نستثني هنا سوى أعدائنا وأعداء الشعوب وكل الفئات الأخرى التي يوجهها أعداؤنا وأعداء الشعوب ضد مصالح الجميع وخير الجميع.. وسعادة الجميع في هذا العالم!.
إذن.. إن في هذا الدعاء بالخير والسعادة وهو دائم وعالمي وفي كل دولة ومدينة وقرية، بل إنه في كل بيت أيضاً!. بحيث يجعل من رأس السنة، وفي كل رأس سنة، في كل حياتنا في هذا العالم أجمعين، مناسبة لهذه المصالحة الإنسانية العالية وشدّ الأيادي بحيث تقترب هذه الشعوب من بعضها بعضاً يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام، وبالتالي يتحقق مع الأيام إلغاء المشاكل وأسبابها، بين كل هذه الشعوب ويصبح كل ما يفعلون في كل مكان، وكل ما يسعون إليه إنما هو التقارب والتداخل في المصالح وطرائق التفكير وإزالة كل أسباب المشاكل والتنافسات والعداءات، حتى يقوى هذا التداخل والتوحد بين الشعوب، وتصبح البشرية في النهاية شعباً واحداً ولغة عالمية واحدة، وأهدافاً واحدة ولا يعود لها على وجه الأرض، سوى عدو واحد، صغير ومكشوف وملعون حتى يتبدل، ويمكن جداً أن يتبدل ويتحسن ويعود إلى الخير والمحبة والسلام، ويترك هذه التمثيليات المكشوفة بأنه ديمقراطي وأنه يريد محاكمة رئيس وزرائه وترتاح البشرية جمعاء أيضاً، إما منه وبعزله وليس غير، أو من شروره، ويعود إلى البشرية بلا كذب ولا خداع ولا احتلال، ولا صناعة للنعرات بكل أنواعها بين الشعوب، والقتل والتدمير والتشريد والتهجير وبغاية الاحتلال التدريجي، والمدني، ودون علم أحد خاصة وأن معظم الإعلام ووسائله بيده وتحت تصرفه. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن رأس السنة هو يوم سلام عالمي يقود إلى المحبة والسلام بين كل شعوب الأرض ويسير بها لكي تصبح شعباً واحداً وأسرة واحدة، كما خلقها الله وكما يريد لها أن تكون، فهل نحن نبالغ أم إنها الحقيقة.. نعم.. إنها الحقيقة.! وهكذا يصبح لدينا يوم عالمي للسلام العالمي، ونحتفل به كل عام وفي رأس السنة ودائماً وباستمرار!.