ثقافة

محمد الخطيب: المكيـاج فـن معتم عليــه يحتاج للإضاءة

الماكياج السينمائي فن عالمي يلاقي اهتماماً ملحوظاً  في الأوساط العالمية باعتباره أحد المؤثرات الخاصة بإنتاج الأفلام والدراما، ولكنه وللأسف لا يحظى بنصيبه من الضوء في بلادنا على الرغم من كونه أحد العناصر الهامة لإنتاج ونجاح أي عمل، ولذلك يبقى أي “ماكيير” جندي مجهول لا يعلم الكثيرين عن دوره الخفي في إيصال صورة جميلة وقريبة للواقع، ولذا يسعى الماكيير السينمائي محمد الخطيب لنقل أبطال هذا الفن، الذين يقفون في الظل إلى مساحة الضوء من خلال التأكيد على أهمية هذا الفن وخصوصيته، فهو يمتلك موهبة وحرفية يجسدها على أرض الواقع عبر أدواته البسيطة الأولية، حيث يستطيع الخطيب خلق مجموعة ندب وجروح على وجه شخص أو أية أجزاء منه حتى تظن أن الواقف أمامك خارج من معركة أو ناجٍ من شجار ما، وقد يغير الخطيب إن استلزم الدور التلفزيوني أو السينمائي ملامح الوجه ومنحه  شخصية مختلفة، وكذلك يستطيع جعل الشاب يشيخ  بدقائق عبر موهبته الخاصة التي يتقنها باحتراف.

موهبة وأدوات
في حديثه معنا يقول الخطيب: “ما امتلكه من فن وحرفية في العمل يعتمد على الموهبة فقط، فأنا لدي القدرة على تقديم شخصيات تاريخية مرتبطة بحقبة زمنية معينة، وكذلك تقديم شخصيات موجودة في عمل رعب من خلال تغيير تفاصيل الشخصية والرسم على الوجوه عبر المكياج ومجموعة أدوات خاصة” مؤكداً أن هذا الفن بحاجة أولاً  لموهبة كبيرة تدعم نقل صورة حقيقية عن جرح أو عاهة عبر الرسم والتقنيات تجعل المشاهد يصدق أنها فعلاً حقيقية أو على الأقل أقرب للواقع، وثانياً فهو بحاجة للأدوات المستخدمة في هذا الفن، مشيراً إلى غلائها وتكلفتها الباهظة الثمن والتي تحتاج في المسلسلات الضخمة التي تعتمد على الماكياج السينمائي بشكل كبير، إلى دعم المنتجين المادي وإلا فإن الماكيير لن يتمكن من تحمّل التكاليف، لافتاً أنه عند الالتزام بعمل تاريخي  يجب معرفة  طبيعة مكياج تلك الحقبة بالعودة إلى مراجع متخصصة والتقيد بها، وكذلك يجب زيارة المستشفيات والعيادات لاكتساب خبرة بالعمل ونقل صورة حقيقية.

فن معتم عليه
وعن مكانة فن الماكياج السينمائي في سورية يرى الخطيب أنه لا يحظى بالمكانة اللائقة فيه فيقول: “لا يمكن القول أنه تم إنتاج مسلسل “بروفيشنال” في سورية  فيما يخص هذا الفن، ناهيك عن أنه يتم الاعتماد في أغلب الأحيان على ماكيير عادي دون البحث عن الحرفية” مضيفاً أن هذا الفن لا تظهر جميع إمكانياته إلا من خلال أعمال الرعب أو الأكشن وبواسطة أدوات احترافية عالية الجودة وهي لسوء الحظ غير متوفرة في بلدنا رغم أنها تنال في الخارج كل الاهتمام، مشيراً بإحباط واضح إلى أن الإمكانيات والدعم المادي والإعلامي قليل جداً، فهو فن –وللأسف- معتم عليه، طالباً من الوسائل الإعلامية الإضاءة على هذا الفن وعلى من يمتلكونه وعدم التقليل من أهميته، ففي الخارج هناك اهتمام واسع النطاق فيه حيث توجد برامج إعلامية مختصة بهذا الفن، كذلك تقام من أجله المسابقات والمنافسات والجوائز بينما “تنعجق” برامجنا العربية بمواهب الغناء وحدها.

فرص وأعمال
الخطيب الذي احترف عمله منذ سنتين لم يحظ إلى الآن بفرصة لإظهار موهبته الكاملة في فن الماكياج السينمائي، من خلال عمل تلفزيوني أو سينمائي ينقل فيهما قدراته وإمكانياته، واقتصرت مشاركاته على مسلسل اجتماعي كوميدي-لم يتم عرضه بعد- بعنوان “أزمة عائلية” مع المخرج هشام شربتجي، ومشاركة بفيديو كليب لأغنيتين لمطرب عراقي، بالإضافة إلى أعمال قيد التفاوض مع مخرج مصري يعد لأول فيلم رعب في الوطن العربي، ومع كاتب جزائري يعد عملاً عن مقاتلين في الصحراء المغاربية، لافتاً إلى أنه يحتاج إلى تسويق نفسه بين المخرجين ليتعرفوا على موهبته وقدراته.
لوردا فوزي