ثقافة

من الجزائر إلى حلب فدمشق راميا زيتوني: “رد القضاء” محطتي الأبرز

قضت طفولتها في الجزائر حيث انضمت لفرقة المركز الثقافي للكورال والغناء المنفرد هناك فشاركت في عمل مسرحي غنائي، ومنذ ذلك الوقت أحبت راميا زيتوني التمثيل وما بين الجزائر ومن ثم مدينتها حلب واليوم في دمشق كبر هذا الحب واستطاعت حسب الظروف أن تترجمه عبر مجموعة من الأعمال المسرحية والسينمائية.

حلب البداية
تؤكد زيتوني أن الظروف سمحت لأهلها بعد فترة بالعودة إلى سورية وإلى مدينة والدها حلب بالتحديد، وحينها احتاجت لفترة من الزمن لتعود إلى عالم الفن من خلال العمل مع عدة فرق خاصة، وتذكر من الأعمال التي قدمتها حينها العمل المسرحي الموجه للأطفال “فلة والقط أبو جزمة” من إخراج أسامة عكام، والذي كان له وقع كبير في مدينة حلب وتم عرضه في عدة محافظات أخرى، لتنتقل بعد ذلك للمشاركة في عدة مسرحيات لمسرح حلب القومي، منها “مغامرة في مدينة المستقبل” للمخرج رضوان سالم و”التاج والصياد” للمخرج غسان مكانسي و”حكاية الورود” للمخرج محمد دباغ و”الطاهي” للمخرج خالد أبو بكر.. وبعيداً عن المسرح القومي كان لها النصيب بالمشاركة في تأسيس فرقة “سما” المسرحية التي قدمت عدة أعمال مسرحية مثل “الرسول المجهول في مأتم أنتيجونا” في مهرجان الشباب و”أليس في بلاد العجائب” و”مساؤكم حياة” وثلاثتها للمخرج محمد دباغ، كما شاركت خارج نطاق الفرقة بعدة مسرحيات، منها “ديسكوتيك” في مهرجان الشباب المسرحي للمخرج حكمت عقاد وأيضاً مسرحية “مقام إبراهيم وصفية” للمخرجين محمد طيلون وياسين عدس، ولا تنكر أن لكل عمل خاصيته الفنية وأضاف لها شيئاً جديداً، وتخص بالذكر “مساؤكم حياة” و”الطاهي” فهذان العملان كان لهما النصيب الأكبر في تطوير أدواتها كممثلة بعد عودتها إلى سورية وحلب تحديداً، ولم تواجه زيتوني أية صعوبات في دخول عالم الفن مع وجود عدة فنانين كبار قدموا لها العون كالفنان أسامة السيد يوسف الذي كان بمثابة الأب والأخ حيث لم تقتصر مساعدته فقط على العمل في المسرح القومي بل كان له وجوده الفعال في جميع الأعمال، بالإضافة للفنانين رضوان سالم وغسان مكانسي اللذين لم يتوانيا في مساعدتها وزملاء لها بتقديم كل العون، ليكون الشكر الأكبر بالنسبة لها لفنان حلب القدير الراحل عمر حجو الذي كان له الفضل في إشراكها في عدة أعمال إذاعية في بداية الأمر، أما على صعيد الأعمال التلفزيونية فكانت لزيتوني مشاركات في أغلبية الأعمال التي كان يتم تصويرها في حلب مثل “المنعطف” للمخرج عبد الغني بلاط و”فتافيت” للمخرجين سمير غريبة وصالح السلتي و”طرة ولا نقش” للمخرج هيثم زرزوري و”حكايا الليل والنهار” للمخرج علاء الدين كوكش.

السينما من بوابة دمشق
وللظروف الصعبة والقاسية التي مرت بها حلب اضطرت زيتوني للتوجه إلى دمشق التي اختلف فيها الوضع بالنسبة لها وبشكل كلي، خاصة على صعيد عملها كممثلة، وترجع ذلك إلى قلة العلاقات التي تربطها بهذا الوسط، فكان من الضروري أن تبدأ فيها من جديد وهي عاصمة الثقافة السورية والرافد الأكبر لفناني سورية، موضحة أن الوسط الفني فيها تسيطر عليه الشللية والعلاقات، وهذا ما جعلها تواجه صعوبات في طرح نفسها فيه حيث الوضع مغاير عن مدينة حلب تماما التي بدأت فيها من خلال المسرح، في حين لم يتسنَّ لها المشاركة في أي عمل مسرحي بدمشق حتى الآن لتكون السينما فيها هي بوابة عبورها لعالم الفن، فكان لها نصيب المشاركة في عدة أفلام قصيرة مثل “سكر الموت” للمخرجة نور شربى و”مازلت حياً” إخراج قصي الأسدي و”45″ للمخرجين فراس محمد وهيثم مسوح.

رد القضاء
وتتوقف زيتوني قليلاً عند المحطة الأبرز لها في دمشق من خلال فيلم “رد القضاء” للمخرج نجدت إسماعيل أنزور وهو يحكي عن حصار سجن حلب المركزي، مؤكدة أن لهذا الفيلم الأثر الكبير في مسيرتها الفنية حيث كان لها شرف المشاركة فيه والتعامل مع مخرج عالمي كنجدت أنزور والكاتبة ديانا كمال الدين فكانت الفرصة الأهم لها حتى الآن، ولا يزعجها أن مسيرتها الفنية في دمشق تسير ببطء، ولكنها تشعر بالسعادة لتجاربها السينمائية التي قدمتها حتى الآن، ولا تخفي أن طموحها الحالي هو أن تعمل في الدراما التلفزيونية.
وتختتم كلامها بأنها غير أكاديمية، وعلى أرض الواقع لم تكن لديها صعوبات بمعنى الصعوبات لأنها لم تدرس التمثيل، وقد استطاعت أن تجتاز المشاكل التي واجهها عن طريق إتباعها لعدة ورشات عمل مسرحية في حلب ضمن مناهج مدروسة للإلقاء المسرحي والليونة وتاريخ المسرح، وكان لهذه الورشات التي التحقت بها الأثر الكبير في تطوير أدواتها بالإضافة لمجهودها الشخصي في البحث والقراءة لتعويض أي نقص لها على هذا الصعيد، في حين تؤكد أن طموحها الأكبر اليوم هو العودة للمسرح أبي الفنون.

أمينة عباس