مع استمرار عروض “مغامرة في مدينة المستقبل” في مصياف عصام الراشـد: نحـاكـي واقـعـاً كـنـا نعيـشـه بكـل مـحـبة
أتى العرض المسرحي “مغامرة في مدينة المستقبل” الذي يقدَّم على خشبة المركز الثقافي في مصياف ضمن مهرجان مسرح الطفل كما صرح مخرجُه عصام الراشد في سياق التقليد السنوي المعتاد في العمل على تنشيط الحركة المسرحية خلال العطلة الانتصافية، بعد أن اعتاد أطفالنا في دمشق وبقية المحافظات على هذا الطقس المسرحي بشكل سنوي بإصرار مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة على إقامة هذا المهرجان.. ويوضح الراشد أن هذه المشاركة بالنسبة له تُعتَبَر الثالثة حيث سبق وأن شارك في هذا المهرجان بمسرحيتي “اللمسة الذهبية” تأليف نور الدين الهاشمي و”حكايات بعد الظهر” تأليف د.محمد قارصلي ليشارك اليوم بمسرحية “مغامرة في مدينة المستقبل” تأليف جوان جان.
سيد المدينة
ويشير الراشد إلى أن “مغامرة في مدينة المستقبل” على صعيد المضمون تحاكي واقعاً كنا نعيشه بكل محبة، ونحن اليوم نفتقده، متمنياً أن نستعيده أفضل مما كان عليه. أما من حيث الشكل فالقصة تفترض حكاية عائلة فيها أم مريضة تحتاج -لكي تتعافى- إلى دواء نصحهم الطبيب بالحصول عليه من مدينة تدعى “مدينة المستقبل” وهذه المدينة -بحسب زعم الطبيب- تبعد عنا مسافة مئة عام، فيسافر طفلا الأم لجلب الدواء لأمهما من هذه المدينة، ويفاجأون بأن هذه المدينة متطورة تكنولوجياً فقط مما جعلها تفتقد إلى المحبة المختزَنة في ذاكرة الكبار منهم، ويظهر هذا الأمر جلياً على لسان شخوص المسرحية كالعجوز وسيد المدينة وزوجته وابنة السيد والطفلين، حيث ينشأ حوار وصراع درامي عبر الأحداث، ينتهي بأن يتفق الجميع على فكرة يدافع عنها الولدان وابنة سيد المدينة وزوجته بضرورة المحافظة على الأخلاق التي تربى عليها أجدادنا، مع الدعوة للحب والعدل والتعاون ما يجعل سيدَ المدينة نفسه يؤكد ويساند هذه الفكرة التي شعر بأن المدينة تفتقدها ويدعو إلى إعادة الروح والحياة إلى مدينته.
اللقاء الاجتماعي الإنساني
ويرى الراشد أن أهمية هذا العمل، خاصة في الوقت الحالي، تأتي من خلال إدراكه بأن وسائل التواصل الاجتماعي حجبت عنا أهم ما يمكن أن يجعلنا على تواصل مع محيطنا الذي نعيش فيه عموماً، وعائلاتنا بشكل خاص، كما أنها حيَّدت اللقاء الاجتماعي الذي يميز إنسانيتنا، وربما أفقدتنا هذه الوسائل المقدرة على والمحبة، حتى بتنا أفراداً أكثر قسوة، ونحن نحتاج إلى مراجعة ذواتنا كي نتأكد بأننا نستطيع تجاوز هذه القسوة التي فرضتها علينا ظروف الحرب التي تعيشها بلادنا من جهة، واستلابنا من قبل وسائل التواصل الاجتماعي على حساب اللقاء الاجتماعي الإنساني من جهة أخرى، في حين تأتي أهمية عرض “مغامرة في مدينة المستقبل” ضمن مهرجان مسرح الطفل الذي اعتاد أن يشارك فيه باعتبار أن المسرح ظاهرة اجتماعية حضارية، والدعوة لحضور العروض المسرحية بحد ذاتها تأكيد على الحياة والإصرار عليها، وفتح الأحاديث والدردشات التي تقود تدريجياً إلى جوهر الحياة الأصيلة فينا ألا وهو اللقاء الإنساني.
أما عن سبب حرصه على المشاركة في هذه الفعالية فلكي يجد الأطفال فرصة خلال العطلة الانتصافية لحضور العروض المسرحية، فالمسرح متعة وفائدة في وقت واحد، ونوه إلى أن معظم المشاركين في هذا العمل هم من فئة الشباب الذين يحبون المسرح ويشعرون بوجودهم الحقيقي فيه وعبره، فهو بالنسبة إليهم حالة شغف وعشق لا ينتهي، وهم يعملون في المسرح منذ سنوات ويحلمون –ربما- بأن يحصلوا على فرصة متابعة دراستهم في المعهد العالي للفنون المسرحية.
الألق المسرحي
ويأمل الراشد على صعيد المسرح أن يعود الألق المسرحي إلى خشبات المسارح في حماة مدينة وريفاً، وأن يتمكن المسرحيون فيهما من إعادة تأسيس المسرح القومي في المحافظة ليصبح هو المرجع المسرحي الدرامي لهذه الطاقات الشبابية التي تحلم بوجود من يتبناها ويساندها ضمن المؤسسة الثقافية السورية ممثلةً بوزارة الثقافة.
وعن مهرجان مصياف المسرحي الذي ذاع صيته في فترة من الفترات وهو مهرجان محلي على مستوى مدينة وقد أسسه وسانده الراشد حتى دورته الثامنة، والتي كان لمديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة الفضل بوجوده يأسف الراشد لتوقفه لأسباب وظروف عدة، أولها ظروف الحرب التي تعيشها بلادنا، آملاً باستعادته خلال الموسم القادم والعمل برأيه جارٍ من أجل ذلك.
وعن مشروعه القادم بعد “مغامرة في مدينة المستقبل” تحدث الراشد عن تقديم فعاليات متنوعة احتفالاً بيوم المسرح العالمي في شهر آذار وتقديم أعمال مسرحية مميزة على خشبة المسرح في مصياف خصوصاً، وحماة بشكل عام.
الممثلون المشاركون في المسرحية: دينا الحرك-علي حمود- صافي الخازم- محمد حمود- آلاء طيبا- ميمون سعد- أحمد جرعتلي- هدى شحود وباسل علّو.
أمينة عباس