“تحية إلى حلب”.. المدينة عائدة بفنها وموسيقاها
لطالما احتضنت مدينة حلب الشعر والفن والمسرح والموسيقى، فهي عاصمة الإبداع والتاريخ والصمود، وفي اليوم الذي ارتدت فيه الفيحاء الأبيض احتفاءً بالشهباء افتتح فرع دمشق فعالياته الأولى من لقاء “إبداع على مقام الوطن” بعنوان “تحية إلى حلب”، شاركت فيه أربع قامات تعتز بها حلب العظيمة، ليثبتوا للجميع أن حلب هي مدينة الصمود البطولي، ولها المجد مكللة بالغار والعزيمة وإرادة الحياة التي ستعيدها أجمل وأبهى كما يليق بها.
تحية إبداعية
وقد قدم رئيس اتحاد الكتاب د.نضال الصالح نصاً فنياً موجهاً لمدينة حلب بعنوان “رقصُ سماح” أدته مجموعة من الفتيات بثياب شرقية مطرزة ومزركشة عن مدينة حلب، والجميل في هذه الفعالية أن دمشق تحتضن أبناء حلب ليوجهوا تحية إلى مدينتهم عبر قلب العروبة النابض دمشق التي تمثل دائماً الجوهر السوري، والسيف الدمشقي يمثل نبض المعنى السوري، وفي تصريح لـ “البعث” تحدث د. الصالح: هذه المبادرة بالدرجة الأولى هي تحية ثقافية أدبية إبداعية تجمع نخبة من أبناء مدينة حلب المعنيين بالثقافة والفن و الإبداع. وتنادى اتحاد الكتاب ممثلاً بفرع دمشق لتوجيه هذه التحية إلى المدينة التي قدمت أمثولة عظيمة في الصمود والبطولة وقدمت أسطورة في معاندة قوى الشر والظلام والهمجية والتي لم تزل إلى الآن تحاول العبث بإرادة المدينة. هذه التحية لحلب التي حققت انتصارها رغم أعدائها، حلب الآبية والعصية على إرادة الظلام نقدمها لها اليوم بمشاركة قامات ثقافية وإبداعية تعتز بها حلب.
محطات في حلب
ولم تنسِ سنوات الغربة الأديب نذير جعفر عشقه الأزلي لمدينة حلب، وقد استطاع بكلماته الآسرة “حلب.. سوناتا الحجر وسجادة السماء” أن ينقلنا إلى عوالم مدينته من خلال محطات تبرح لها الذاكرة، فمن حلب تعزف عاصمة التاريخ والصمود والمدينة سوناتا الحجر في مواجهة ضباع العولمة، وفيها إصرار للبقاء والعيش والتكيف في أقصى الظروف، وإقبال على الحياة في الأماكن نفسها التي لا تبعد سوى أمتار عن مواقع السقوط، وتبدأ من حلب الدروب وإليها تنتهي، فيها أول قلعة شمخت وعطّرت الكون بأنفاس المحبة وتراتيل الكنائس وأذان الجوامع. ولم يعد لحلب سبعة أبواب إنما باب واحد، هو باب النصر. وأكد مدير التأليف في الهيئة العامة السورية للكتاب أن هذه الاحتفالية هي تحية لحلب التي صمدت وصنعت انتصارها بصمود وتضحيات أبنائها وجيشها الباسل، وهي تأكيد على الصبر والمعاناة والمأساة وعلى الهجمة القذرة التي شنها العالم عليها. في هذه الاحتفالية نلقي الضوء على حلب الفن والجمال والشعر والأدب والفن التشكيلي، حلب التي قاومت بجمالها كل هذه البشاعة، وقاومت بروحها كل هذا العنف والظلام، حلب التي صنعت أسطورتها وتحولت إلى أيقونة في النضال والكفاح والصمود.
نحكي موسيقى
بدوره تحدث الفنان سمير كويفاتي عن الموسيقى التي كان لها طعم آخر في حلب، يعمل بها لأنه يحبها، فالموسيقى في حلب من الروح إلى الروح وليس من الروح إلى الجيبة.
وعن “تحية إلى حلب” قال كويفاتي أن مكافأة مدينة حلب يجب أن تكون بأعمال ذات أهمية وليس فقط عبر شاشات التلفزة وأضاف: “لن أذهب إلى حلب إلا بعمل يرفع الرأس”، وأكد على أن الشيء الوحيد الذي سيرجع لحلب ألقها هو الموسيقى والفن إضافة إلى إصرار أهلها. فحلب جرحت كثيراً وتستحق الوقوف من أجلها والتحدث عن المستقبل، وأهم شيء أن تبقى في الذاكرة، واليوم إن زار أحد المدينة القديمة وشاهد الدمار والخراب يقول أن هذه البلد لا يمكن أن تعود إلا بعد خمسين عاماً، وأنا ذهبت عدة مرات إلى هناك وكان شعوري يقول بالتأكيد ستعود حلب. وشكر الموسيقار كويفاتي اتحاد كتاب العرب على هذه الدعوة الكريمة، وعبر عن سعادته بهذه المبادرة لأنها مخصصة لحلب بوجود الأدب والشعر والموسيقى.
رسائل حب
وقدم الشاعر صفوح شغالة قصائد عن حلب بعنوان “شهبا يانور عيوني” و”رغم جروحك ياحلب” وعن هذه الاحتفالية قال: هذه المرة الأولى التي أحضر فيها منتدى، هو شيء جديد عليّ كوني شاعر غنائي، وهي دعوة جميلة نستطيع من خلالها بعث رسائل حب وسلام إلى حلب التي تعاني الجراح والألم.
أغان حلبية
واستضاف الملتقى أطفال الفرقة الموسيقية لمركز ممتاز البحرة الذين أضفوا جواً من الفرح والسعادة بأدائهم أغاني لمدينة حلب بإشراف الفنانة رزان القدسي التي قالت:
شاركنا في هذا الملتقى كنوع من التعبير عن محبتنا وتضامننا القلبي والروحي مع حلب، ونحن كمركز تربوي مرتبطين بأحداث البلد إن كانت في الشام أو خارجه، فالأطفال يعتبرون أن أي محافظة يجب أن تكون مثل الشام، لذلك كانت المشاركة من وحي الحدث بأغانٍ نعيشها وتعبر عن الشعور الذي نريد إيصاله.
جمان بركات