ثقافة

مدير المسارح والموسيقا عماد جلول.. انطـلاقـة نوعـية عـام 2017

بعد مجموعة كبيرة ومتميزة من العروض والنشاطات المسرحية التي قامت بها مديرية المسارح والموسيقا مؤخراً، كان آخرها مهرجان مسرح الطفل وعد مدير المسارح والموسيقا عماد جلول أن انطلاقة جديدة للمديرية ستكون في العام 2017 على صعيد الكمّ والنوع، والبداية ستكون مع مسرحية “زيتون” إخراج مأمون الخطيب والتي ستبدأ عروضها في 12 الحالي على خشبة مسرح الحمراء بالتزامن مع العرض المسرحي “ستاتيكو” لجمال شقير على خشبة مسرح القباني في 15 الحالي، تليهما العروض التالية خلال شهر آذار : “براسكوفيا حرة” لفؤاد حسن على مسرح الحمراء في 6 آذار والعرض الراقص “أوراق حياة” لمعتز ملاطيه لي على مسرح القباني في 10 آذار ومسرحية “قصة حديقة الحيوان” لحسن عكلا على مسرح القباني في 26 آذار.
ليكون ختام شهر آذار المسرحي باحتفالية يوم المسرح العالمي من خلال افتتاح مسرحية “اختطاف” لأيمن زيدان على خشبة مسرح الحمراء بتاريخ 27 آذار.. لتقدَّم خلال شهر نيسان والأشهر التالية له العروض المسرحية التالية:
-“أشياء” لأدهم سفر–“السابعة والنصف” للمهند حيدر- “هنّ” لآنا عكاش- “تحت الشمس” لكفاح الخوص- “القفص” لموسى أسود- “المرحوم” لحسين إدلبي- “الكرز الأحمر” لسحر مرقدة.
بالإضافة إلى عروض مسرحية ستقدم في حمص والحسكة والسويداء وطرطوس واللاذقية وحلب.

زيدان ومسعود
كما أعلن جلول عودة الفنان غسان مسعود إلى المسرح بعد غياب طويل من خلال عرضه المسرحي “كأنّو مسرح” الذي ستشارك فيه نخبة من الفنانين وذلك في شهر أيلول القادم.
ووجه مدير المسارح شكره للفنان أيمن زيدان الذي سيقدم عرضه شبه هدية للمديرية بما يخص أجره كمخرج، وأشار إلى أن المديرية عاجزة عن تقدير أجره كفنان كبير مقارنةً بما يتقاضاه في الدراما التلفزيونية والسينما وذلك وفاء منه للمديرية وهو الحريص بشكل دائم على تواجده على خشبات مسارحها، ونوه جلول إلى أن زيدان سيلقي كلمة يوم المسرح العالمي في 27 آذار، وأكد أن المديرية دعت جميع المسرحيين للوقوف إلى جانبها كالفنانين المنعم عمايري ود. سامر عمران ود. سمير عثمان الباش الذين وعدوا بتقديم عروض مسرحية خلال العام الحالي، وأشار كذلك جلول إلى أن المديرية تتمنى عودة الفنانين بسام كوسا وفايز قزق إلى مسارحها، وذكّر أيضاً أنه وبعد سلسلة من المهرجانات المسرحية التي أقامتها المديرية مؤخراً أو التي شاركت في إقامتها في العديد من المحافظات “السويداء-حمص-حماة-اللاذقية-الحسكة-طرطوس” ستعمد خلال 2017 لإقامة مهرجان مسرحي في دمشق يضم العروض الفائزة والمتميزة في تلك المهرجانات تكريماً لها.

النوعية
ومما سبق أكد جلول أن أولويات المديرية للعام 2017 كانت التركيز على النوعية، ولذلك ومن خلال صحيفة “البعث” كرر دعوته للفنانين المسرحيين السوريين الكبار ليكونوا أوفياء لمديريتهم وللمرسوم الجمهوري الذي وظّف عدداً كبيراً منهم بتقديم أعمال مسرحية أو المشاركة في الفعاليات التي تقيمها لأن المديرية في النهاية مديريتهم ووفاء للجمهور المسرحي الذي لم ينقطع عن المسرح رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن.
أما على صعيد النصوص المقدمة وإن كانت المديرية تفرض نوعية معينة من النصوص على المخرجين بيّن مدير المسارح أن لكل مخرج مطلق الحرية في اختيار النص والموضوع الذي يريده، وأوضح أن لجنة القراءة في المديرية ليست لجنة رقابية وهي لا تكون كذلك إلا عندما يتضمن النص مساساً بالقيم الوطنية أو الأخلاقية حرصاً على عدم تنفير العائلة من القدوم إلى المسرح، وهي تضمّ كبار النقاد والمسرحيين في سورية كما أنها لجنة تتبدل باستمرار، مهمتها تقييم النصوص من الناحية الفنية والاطلاع على ماهية المادة المسرحية التي ستقدم وإبداء بعض الملاحظات التي يتم نقاشها غالباً مع كاتب النص، ونوه كذلك إلى أن مديرية المسارح لا تفرض أي نص على المخرجين وإن كان هذا الأمر طموح لها في المستقبل بالتركيز على بعض المواضيع الهامة، إلا أن ذلك أمر مستبعد في الوقت القريب لعدم وجود مديريات منافسة لها في الإنتاج المسرحي وكون مديرية المسارح بحجمها الصغير وإمكانياتها المحدودة أصبحت الجهة الوحيدة المنتجة للمسرح في سورية بعد انكفاء مسارح الشبيبة والجامعة والعمال عن فعل ذلك واقتصار عملها على تقديم عمل مسرحي واحد بين فترة وأخرى بعد أن كانت رديفاً حقيقياً للمديرية في فترات سابقة.

الأجور أفضل عام 2017
ولأن عدداً كبيراً من الإعلاميين مازال عنده فكرة أن هناك مفهوم الموسم المسرحي أوضح عماد جلول أن المديرية ومنذ سنوات طويلة لم تعد تعمل وفق نظام الموسم المسرحيّ بسبب الضغط الكبير على الممثلين والمخرجين في الدراما السورية المشغولين بأعمالهم التلفزيونية باعتبار أن ما يقدَّم لهم في التلفزيون من أجر وشهرة لا يقدمه لهم المسرح، وبالتالي وحرصاً على استقطاب هؤلاء ولرغبة المديرية في عودتهم للمسرح أصبحت تعمل على مدار العام لتكون جاهزة للعمل معهم وتقديم أعمالهم في أي وقت يرونه مناسباً، ووعد جلول المسرحيين أن أجورهم في العام الحالي ستكون أفضل من العام الماضي الذي شهد قراراً بتخفيض أجورهم بنسبة 30 بالمئة، الأمر الذي أثر بشكل كبير على العاملين في المسرح وامتناع عدد كبير منهم عن تقديم أعمالهم لأن الأجور في المسرح بالأساس أجور متواضعة، وأشار إلى أن قرار رئاسة مجلس الوزراء عاد واستثنى مديرية المسارح منه، وتمنى جلول أن يحدث ذلك أثراً إيجابياً لدى العاملين في المسرح.

دعم مسرح الشباب
وعلى غرار مشروع دعم سينما الشباب وبتوجيه من السيد وزير الثقافة محمد الأحمد تبنت مديرية المسارح مشروع دعم مسرح الشباب الذي انطلق مع نهاية العام الماضي من خلال الإعلان عن مِنَح مالية تقدمها الوزارة لمشاريع مسرحية يقدمها الشباب تشجيعاً لهم، وبيّن جلول أنه ومع الإعلان عن هذا المشروع تمّ تشكيل لجان قراءة خاصة مهمتها اختيار العروض التي سيتم تنفيذها، واللجنة اليوم بصدد الانتهاء من عمليات القراءة لاختيار الأفضل منها، وأشار إلى أن باب المشروع كان مفتوحاً لكل الشباب ومن جميع المحافظات والذين تنطبق عليهم الشروط التي تمّ الإعلان عنها، وفي مقدمتها أن يكون صاحب العرض من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية أو ممن سبق وقدم عملاً مسرحياً في المنظمات الشعبية، مشيراً إلى أن المديرية ستعمل من خلال هذا المشروع إلى تنفيذ نحو من 10 إلى 12 عرضاً مسرحياً في العام الحالي، والمديرية اليوم أمام خيارين لهذه العروض، إما أن تقدمها فرادى بمعدل عرض في كل شهر، أو ضمن تظاهرة مسرحية تستمر لعدة أيام، موضحاً أن العروض التي ستتم الموافقة عليها وإن تجاوزت العدد المحدد ستحتفظ بحقها في المنحة للأعوام القادمة، وأكد أن البداية لمشروع دعم مسرح الشباب ستكون مقبولة في العام وستكون أفضل في السنوات القادمة بفضل تراكم الخبرات.

مهرجان مسرح الطفل
وبدا مدير المسارح سعيداً بنجاح مهرجان مسرح الطفل الذي انتهت فعالياته يوم أمس السبت والذي استطاع خلال العطلة الانتصافية أن يدخل البهجة والسرور إلى قلوب أطفالنا من خلال نحو 35 عرضاً مسرحياً قُدِّمت في معظم المحافظات السورية، وفي مقدمتها مدينة حلب التي شهدت تقديم أربعة عروض مسرحية قُدِّمت على مسرح نقابة الفنانين الذي استأجرته المديرية بعد أن أصبح مسرح دار الكتب الوطنية الذي اعتاد أن يستقبل العروض المسرحية خارج الخدمة بعد الدمار الذي لحق به نتيجة قذائف الغدر للتأكيد على أن الحياة مستمرة في هذه المدينة التي صمد أهلها وعانوا ويلات الحرب، فكان إصرار المديرية على إعادة الفرحة لأطفالها الذين احتشدوا لحضور هذه الأعمال بشكل لم يسبق له مثيل، ويأسف جلول لتقصير الإعلام في حلب في تسليط الضوء على تلك العروض والحضور الجماهيري لها، وأوضح في الوقت ذاته أن افتتاح مهرجان مسرح الطفل شهد في دمشق استقبال عرض مسرحي زائر من لبنان بعنوان “العائلة” بمشاركة فرقة جلنار السورية لعلي حمدان، وأكد أن المديرية نجحت من خلال هذا العرض الضيف في كسر حاجز الخوف من القدوم إلى سورية بعد أن استضافت سابقاً عرضاً مسرحياً للكبار بعنوان “تفل قهوة” من لبنان أيضاً بعد أن كرس الإعلام المضاد فكرة أن القدوم إلى سورية مغامرة وأن الحياة فيها شبه مستحيلة، فما كان من المديرية إلا دعوة البعض الذين قبلوا وشاهدوا بقدومهم الإقبال الكبير على عروضهم، وهذا برأي جلول سيشجع كثيرين من المسرحيين العرب للقدوم إلى سورية، والدليل أن دعوة وجِّهَت لعرض عُماني للأطفال بعنوان “بائعة الكبريت” وقد أبدى أصحابه استعدادهم للقدوم إلى سورية خلال الفترة القادمة.
وبالعودة للحديث عن مهرجان مسرح الطفل أشار جلول إلى حرص المديرية على توفير كل سبل النجاح له، فتواصلت مع شركة كهرباء دمشق لتأمين الكهرباء خلال فترة المهرجان على مدار أيامه، موجهاً الشكر إلى المهندس نور الدين أبو غرة مدير الكهرباء لتعاونه في هذا المجال، كما حرصت مديرية المسارح على تأمين المياه الكافية لجميع المسارح والمراكز التي قُدِّمَت فيها العروض، إلى جانب استقطابها لخيرة المسرحيين الذين اعتادوا أن يقدموا أعمالاً مسرحية ناجحة للأطفال والذين هم على وعي كامل بما يجب أن يُقدَّم لأطفالنا وبما يحقق لهم المتعة والفائدة رغم الإمكانيات المحدودة، فقُدِّمَت عروض امتدت على معظم الجغرافيا السورية، كانت في معظمها عروض جديدة أُنتِجَت خصيصاً للمهرجان بسوية فنية عالية لاستقطاب الأسرة كلها وهذا ما جعل الجميع يثنون عليها شكلاً ومضموناً، منوهاً جلول إلى أن مديرية المسارح سبق وأن أقامت في العام الماضي تظاهرة مسرح الطفل لأول مرة في عيد الأضحى وبشكل مجانيّ وقُدِّمت فيها نشاطات مسرحية في العديد من المسارح منها مسرح حديقة تشرين بفضل تعاون محافظة دمشق والذي كان يستقبل يومياً نحو 2000 شخص على مدار أيام العيد في ظل غياب وسائل الإعلام عنها، ولنجاح هذه التجربة ستقوم المديرية خلال فترة الصيف بإعادتها .
وعن إمكانية تطوير مهرجان مسرح الطفل مستقبَلاً أكد جلول أن المهرجان يطور نفسه تلقائياً في كل عام من خلال العروض الجديدة والجيدة على صعيد النوع والإنتاج، مبيناً أن المديرية ستعمد خلال العام القادم إلى تكريم الفنانين الكبار الذين كرسوا حياتهم لمسرح الطفل، إلى جانب قيام المديرية في الفترة الحالية بالتحضير لتقديم عرض مسرحي لذوي الاحتياجات الخاصة الذين سيكونون ممثلين في هذا العرض.

الهدف الأكبر
وأكد جلول أن الهدف الأكبر لمديرية المسارح والموسيقا هو عودة مهرجان دمشق المسرحي للتأكيد على أن أبواب سورية مفتوحة لكل النشاطات الثقافية والاقتصادية والسياسية وهي قادرة على فعل ذلك، والدليل تلك الفعاليات الضخمة التي تقيمها بشكل دائم والتي لم تتوقف رغم كل الظروف الصعبة وذلك بفضل جمهورها المخلص الذي بقي وفياً لها بحضوره الكبير.
أمينة عباس