جوان قرجولي في المؤتمر الصحفي لملتقى جوقات سورية: مفاجآت كبيرة.. وخطة جديدة للعام 2017
وعدَ مدير دار الأسد للثقافة والفنون جوان قرجولي في افتتاحه للمؤتمر الصحفي الذي عُقِد ظهر أمس في دار الأوبرا للإعلان عن ملتقى “جوقات سورية” روّاد الدار بمفاجآت هامة ببرامج الدار للعام 2017 بعد أن اتخذت الإدارة قراراً بالتأكيد على نوعية الأعمال الفنية التي ستقدمها، مشيراً إلى أن الظروف التي تمر بها سورية فرضت على الدار استنفار واستنهاض كل الفنانين والفرق الفنية السورية، لذلك كان من الضروري برأيه عدم التوقف، وكان من أولويات الدار خلال 2015-2016 ألا يمر يوم إلا وتكون الدار محتضنة لنشاط أو حفل، مؤكداً أن الجمهور خلال هذه الفترة هو الذي فاجأ الجميع بحضوره الكثيف، موضحاً في الوقت نفسه أن الكم الكبير الذي سعت إليه الدار خلال هاتين السنتين فرض أن تمر حفلات كانت أقل مستوى من المطلوب.
مرحلة جديدة
وبيّن قرجولي أنه ومع بداية العام الحالي 2017 انتقلت الدار إلى مرحلة أخرى بعد أن نجحت في مهمتها الأولى، حيث تتسم المرحلة الحالية بالتركيز على النوعية فيما تقدمه الدار، مشيراً إلى أن البرامج الشهرية القادمة ستشهد حفلات كبرى بمشاركة فنانين سوريين من داخل سورية وخارجها، كما ستستضيف الدار فرقاً أجنبية وستقيم أسبوعاً ثقافياً صينياً، منوهاً إلى أن ملتقى “جوقات سورية” في مقدمة هذه النشاطات النوعية والذي تقام فعالياته بين 25 شباط و2 آذار بمشاركة فرق كورالية من عدة مدن سورية، منها حمص، حلب، طرطوس، مشتى الحلو وصافيتا. مؤكداً قرجولي انه وفي ظل وجود جوقات كثيرة تنادي بتدمير سورية سيضم الملتقى جوقات سورية تقف في وجه هذا التدمير، شاكراً كل من سيشارك في هذا الملتقى من جوقات، خاصة وأن عدداً كبيراً منها عانى من الحصار والقتل، ورغم ذلك لم تتوقف عن القيام برسالتها الفنية، وقد أرادت الدار احتضانها من خلال هذا الملتقى، مطالباً المشرفين على هذا الملتقى أن يكون ملتقى سنوياً كمهرجان “الموسيقا العربية” خاصة وأن هذا الملتقى يحمل في مضامينه العميقة فكرة اللقاء والاجتماع والغناء الجماعي.
ملتقى إنساني
بالمقابل أوضح ميساك باغبودريان قائد الفرقة السيمفونية وصاحب فكرة الملتقى والمشرف العام والفني عليه أن البذرة إذا لم توجد في تربة صالحة لا تنبت، والفكرة إذا لم يتبناها أحد لن ترى النور وتغدو مشروعا، مؤكدا أنه ما أن طرح فكرته حتى احتضنتها دار الأسد.. وردا على من يتساءل ما الذي يجعله يفكر في ملتقى كهذا بين انه وأثناء دراسته في ايطاليا عمل مع كورال كعازف بيانو، وعندها اكتشف عالما كان يجهله تماما عن الكورال حين أدرك أن الكورال ليس مجرد مجموعة تمارس الغناء، بل هي مجموعة تمارس الحياة الاجتماعية لأن الكورال برأيه هو مجتمع يضم الكثير من الألوان والأطياف، وهو بهذا يؤكد انه مهما اختلفنا بالآراء والأفكار يمكننا أن نعيش بانسجام مع بعضنا، وهذا الهدف الأسمى برأي باغبودريان لملتقى جوقات سورية فهو ليس مجرد لقاء موسيقي بل لقاء اجتماعي تجتمع فيه عدة جوقات من محافظات مختلفة، لتغني بانسجام للوطن على اختلاف أطيافها وتنوعاتها الاجتماعية، متمنيا وجود جوقة في كل مدينة وحي لتشجيع هذا اللقاء ولنعرف كيف نعيش مع بعضنا رغم الاختلافات الموجودة، ولذلك رأى أن ملتقى جوقات سورية هو ملتقى إنساني بالدرجة الأولى، على أمل أن يكون خطوة أولى باتجاه إقامة ملتقيات في كل المحافظات السورية، معتذرا من كل الجوقات التي لم يتسن لها المشاركة منوها إلى انه لم تكن هناك شروط احترافية للمشاركة في الملتقى، فبعض الجوقات تمت دعوتها للمشاركة، وبعضها الآخر طالب بالمشاركة، فتم اختيار من سيشارك في الملتقى الأول وفقا لإمكانيات الدار مشيرا إلى أن الملتقى سيشهد ورشات عمل للفرق الكورالية القادمة من المحافظات لتقديم الخبرة اللازمة لها نظرا لوجودها في محافظات بعيدة عن المركز.
لمّ الشمل السوري
وكمشارك في هذا الملتقى من خلال جوقة قوس قزح أشار المايسترو حسام بريمو إلى الأهداف بعيدة المدى لملتقى جوقات سورية، مبينا أن الكورال الواحد يصنع مجتمعا صغيرا متجانسا، فكيف بملتقى يضم عدة فرق كورالية كملتقى جوقات سورية الذي سيصنع مجتمعا كبيرا متعددا ومتنوعا ومنسجما بالوقت ذاته، وبالتالي فإن تحقيق مثل هذا اللقاء بين عدة جوقات من محافظات سورية متعددة خطوة إضافية من خطواتنا في لم شمل المجتمع السوري بعد الهجمة الشرسة التي تعرض لها وطننا، والتي يجب أن نعترف أنها شرذمت الناس شئنا أم أبينا، فكان من الضروري برأي بريمو لم الشمل ليس بالشعارات وإنما بالأفعال، وأهم هذه الأفعال الموسيقا والكورال التي تعد من ألطف الممارسات الموسيقية التي تحقق الهدف في هذا المجال من خلال اللقاء والاجتماع الذي تتيحه عبر الغناء الجماعي.. من هنا لا يمكن وصف فرحة بريمو بولادة هذا الملتقى الذي سوف يشعل شرارة إعادة اللحمة الوطنية عبر لغة الموسيقا الراقية، منوها في الوقت ذاته إلى أهميته على صعيد التنافس والاستفادة من خبرات البعض وإتاحة الفرصة للمحافظات البعيدة بالقدوم لدمشق وهي محافظات تمتلك من المواهب والطاقات الشيء الكثير متمنيا على كل المسؤولين في مؤسساتنا تشجيع إقامة فرق الكورال لأن الكورال يبني مواطنا صالحا.
وأشار بريمو إلى أن جوقته ستقدم 8 أغاني مختارة من التراث العربي والتراث الصيني والهنغاري والفارسي للتأكيد على أننا نحب بلدنا وتراثنا، ولكننا بالوقت ذاته منفتحون على الثقافات الأخرى إلى جانب تقديم أغنية باللغة الآرامية- اللغة السورية القديمة- من خلال لحن معروف هو “طالعة من بيت أبوها” بالإضافة لتقديم قطعة كلاسيكية من القرن الثامن عشر تظهر أن الكورال السوري قادر على أداء أصعب أنواع الأداء في العالم بنفس براعة الأوروبي، وهذه شهادة كان قد أدلى بها كل من سمع الفرق الكورالية السورية.
أمينة عباس