ثقافة

ملتقى “ابن البلد”.. لغة تشابكية بين طالب العمل وجهات العمل

كان ملتقى “ابن البلد”، على مدى ثلاثة أيام متواصلة، هو مقصد أولاد البلد الباحثين عن فرصة عمل، والراغبين في تطوير وتدريب مهاراتهم، وتنمية خبراتهم، حيث توافد ما يفوق الـ 40 ألف زائر إلى ما اعتبروه “وسيطاً” مع الشركات والمؤسسات، بعد أن أتعبتهم رحلة البحث عن عمل دون أية جدوى، علّهم يجدون ضالتهم المنشودة في ملتقى “ابن البلد مسؤوليتنا” لفرص العمل، والتوظيف، والتدريب، والتأهيل الذي أقامته شركة البجعة بدعم من وزارة السياحة، وبشراكة استراتيجية مع سيريتل في فندق “داما روز”، وقد أوضح رئيس مجموعة البجعة للمعارض والمهارات الدولية، الدكتور المهندس نبيل مرزوق، بأن دعم ابن البلد مسؤوليتنا، وهي مسؤولية اجتماعية تقع على كاهل كل مواطن، لأن مصلحة البلد “لولد الولد”، ولفت إلى أن الحرب الظالمة دمرت مجموعة منشآت علمية واقتصادية، وأصبح هناك فراغ عمراني، وفراغ، وشواغر بشرية بسبب هجرة بعض الكوادر الفنية والعلمية، وفي الوقت نفسه فقد الكثير من أبناء البلد وظائفهم، لذلك جاء ملتقى “ابن البلد” لاحتضانهم.

 

لغة تنظيمية

ويتابع مرزوق: أقمنا الملتقى ليكون صلة الوصل بين الطالب والمطلوب، فهو عبارة عن لغة تشابك مباشر، ولغة تنظيمية وسط مشاركة ما يفوق 90 جهة: (مصارف، شركات تأمين واستثمار، وصناعات غذائية ونسيجية، الأونروا، الاتحاد النسائي، نقابات الأطباء والصيادلة، وغيرها)، وقد تم تجهيز موقع توظيف الكتروني مجاني مزود بكل التفاصيل من أجل عملية التشبيك بين طالب العمل والشركات، كما أرفقنا الملتقى بـ 24 محاضرة تتناول مجالات مختلفة، ونوّه إلى أن مجموعات كبيرة قدمت خلال الملتقى منحاً، ودورات مجانية للتأهيل والتدريب، كالأونروا، ليكونوا فاعلين، بالإضافة إلى بعض المراكز العلمية والتعليمية التي قدمت منحاً، وحسومات كبيرة لتدريب جيل قادر على بناء سورية الغد.

بحاجة للدعم

ولدى الاستفسار عن مدى كون هذه الفرص المتاحة فرص عمل حقيقية، أجاب مرزوق: في الحقيقة نحن لسنا من يوظف، نحن فقط نساهم في ترتيب لقاءات مباشرة، وعلى الرغم من مشاركة جهات مختلفة تمتلك مجموعة من الشواغر، إلا أن الطلبات لابد أنها ستفوق حجم هذه الشواغر، لذلك سنسعى في المرات القادمة كي ننتقل بهذا الملتقى إلى مدينة المعارض ليشارك فيه عدد أكبر، وأعرب عن أن الملتقى بحاجة إلى دعم إعلامي، وإعلاني، ولوجستي، ومادي لكي نستطيع الاستمرار، فالتكاليف المادية باهظة كما هو معروف، ووجّه العتب إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي يجب أن تدعم الملتقى، لكنها للأسف اعتذرت حتى عن الرعاية، وشكر وزارتي الإعلام والسياحة!.

جهات مشاركة

تتوزع الجهات المشاركة في قاعة المتنبي لفندق داما روز، مستقبلة الزائر الذي يحدد وجهته وفقاً لشهادته، وخبراته، ورغباته، فقد تميز الملتقى بغنى وتعدد المشاركين، يقول رائد برهوم، من قسم التسويق والمبيعات في إذاعة أرابيسك: إن الملتقى يسهل عملية الحصول على عمل، وبيّن رغبة الإذاعة المستمرة بالتواصل مع الشباب، وبجعل الشخص المناسب في المكان المناسب، ولفت إلى أن الفرص المتاحة هي في مجال التسويق والمبيعات، وفي موقع الإذاعة على الفيسبوك، كذلك أشارت نجاح الحمصي، من الأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير، إلى اهتمام الأكاديمية بمجالات الإعلام، والعلاقات العامة، والشؤون الدولية والدبلوماسية، وإلى وجود مجموعة فرص عمل إدارية، واعتبرت الملتقى وسيلة لتعريف جميع الفئات بالأكاديمية، وعرض فرص العمل، بالإضافة إلى كل من يرغب بالتدريب، وأشار سومر أسعد، صحفي في دام بريس، إلى أن المؤسسة أطلقت المركز الدولي للتدريب وتنمية المهارات الإعلامية الذي يقدم للشباب مجموعة من الدورات في مجالات مختلفة، حيث يتم انتقاء المتميزين، وتوظيفهم في المؤسسة، ولفت إلى أن جميع الدورات مجانية لذوي الشهداء، وذوي الاحتياجات الخاصة.

 

دورات مجانية

من جانبها لفتت غفران شناتي من البرلمان العربي لخبراء التدريب الذي يضم مجموعة منظمات، وهيئات دولية، وجامعات تسعى لتوحيد جهودها لتدريب وتنمية وتطوير المؤسسات والأفراد في مختلف المجالات الشخصية والإدارية، إلى تقديم مجموعة فرص عمل متعلقة بإدارة الأعمال، والعلاقات العامة، وغيرها، وأكدت أن الاختيار سيتم تبعاً للخبرة، والشهادة، وتحمّل ضغوط العمل، وذكرت ندى بعلبكي، مديرة الموارد البشرية في وكالة ابتكار للدعاية والإعلان، بأن المشاركة كانت  لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الكفاءات المؤهلة الموجودة في البلد، ومنحها فرصة التوظيف في المكان المناسب، كذلك أكد محمد سوقية، مسؤول العلاقات العامة لفريق “ميديا بيسكز”، بأن الفريق ينظم دورات إعلامية في شتى المجالات، ونوّه إلى أنه تم تقديم 20 دورة مجانية خلال أيام الملتقى الثلاثة، وباعتباره فريقاً تطوعياً فهو يقدم لمن يشارك به فرصة الخبرة والاحتكاك بعالم الميديا.

لوردا فوزي