القيم العليا وهؤلاء العقلاء
أكرم شريم
لا أتصور وجود صحافة دون رقابة شعبية، وإذا وجدت فهي دعاية وإعلان لاغير. وأرجو أن نتعاون هنا في هذا المجال!.
أولاً: إذا عرفتْ الكلمة الحرة ماهي المقاومة في هذا العالم وانتسبت لها وانتشرت معها في كل مكان وفي كل مجال من مجالات حياتنا، وبقيت في كل ذلك حرة وتكشف بدل أن تخضع، أو تنتمي، أو تتجاهل، فقد انتصر الحق في كل أنحاء العالم ولصالح الإنسان والإنسانية جمعاء!.
ثانياً: إذا كنا نعتقد أن الفاسد هو الذي يرتشي أو يستزلم أو يعمل لمصالحه ومصالح أعوانه وحسب فقد ارتكبنا خطأ كبيراً، وذلك لأن الفاسد الحقيقي والكبير هو الذي يسكت عن الفاسد والفساد، وهو الذي يعمل بشكل سري ودائم السرية، كما يعمل، وبشكل دائم أيضاً، أعداؤنا وأعداء الشعوب، والمأمور من رجال دينه أو سلطته، ويبدع في تنفيذ أوامرهم ويقبل كل النتائج من أجل ذلك!.
ثالثاً: إذا شعرنا بوجود ضعف في أي عمل نقوم به أو في أي مجال عملي، محلي أو إقليمي أو عالمي، وسواء كان في السياسة أو الفكر، أو الأدب، أو الفن، أو الدراما، أو التربية والتعليم، أو الأخلاق لنصرة الباطل، فما علينا إلا بالتمسك بالقيم العليا في هذه الحياة، فهي التي تنتصر في النهاية وبشكل دائم على كل ضعف أو باطل!.
رابعاً: يعتقد كثيرون أن الاحتلال المدني والتدريجي لأراضي الشعوب، لا يكون معروفاً ولا يكشفه الإعلام ولا تتدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول الكبرى لمواجهته ومنعه، وذلك لأنه احتلال سري وغير معلن، ولكن من يراقب ما يحدث في هذه الشعوب من ويلات وحروب محلية وصراعات إقليمية وطائفية وإلى آخر قائمة الإبداع عند أعدائنا وأعداء الشعوب يعرف تماماً من هم الذين يفعلون ذلك وبشكل أكيد ومؤكد!.
خامساً: هذه المؤامرة الإنسانية، وأرجو أن نحفظ ونعمم هذا التعبير: (المؤامرة الإنسانية) لكي لا يتكرر ما يحدث من مؤامرات على الشعوب، ألا وهي منح المظلومين والمهجرين كل المساعدات بأنواعها ومن هذه المساعدات الجنسية والأوطان، وما كل ذلك إلا لاحتلال أوطانهم ويبقى الوطن هو الذي يمد أياديه إليهم لكي يعودوا ويستصرخ ضمائرهم وأبناءهم هم وكل من مثلهم في هذا العالم لكي يعووا إلى أحضان الأمهات الكبرى: الأوطان!. فالإنسان يولد من رحم الأم إلى رحم الوطن إلى رحم اللغة!. فكيف ينسى كل هذه الأمهات والأرحام؟! .
سادساً: هذه الفئات التي نسمعها في هذه المحطة العالمية المعروفة والناطقة باللغة العربية والتي تطالب بتحرير المرأة ليس من الجهل أو الظلم الذي قد يقع عليها هنا أو هناك أو من التهميش كما ينادي كل أحرار العالم وإنما من تبعية المرأة في الزواج وهذا يعني بسبب حبها للزواج والإنجاب وكما ذكرت محطة عالمية أخرى ناطقة باللغة العربية وبالحرف الواحد: المرأة تنتقل في عبوديتها من ولاية الأب إلى ولاية الزوج. وهل في الزواج تبعية لأحد والرجل محب وهو الزوج والأب يعمل ويقدم طوال حياته وبحب وحرص شديدين وكأنهم يدعون المرأة لكي تستغني عن الزواج وتصبح عندنا كما عندهم، وفي دول كبرى نسيت أهمية وقدسية الزواج والأسرة وصار عندها ملايين الشباب دون آباء. فانظروا كم يتعذب هؤلاء الشباب، وما كل ذلك إلا بسبب الاستهانة بقدسية الزواج ورباط الأسرة المقدس. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نتمسك بالقيم العليا التي خلقها الله لنا كما خلقنا، وأكد عليها القانون وتمسك بها العقل والعقلاء، ولا يكرهها ويسعى دائماً لمحاربتها وبكل وسائل العنف والجريمة المنظمة سوى أعدائنا وأعداء الشعوب!.