بيانو شادي نجار يحتفي بإطلاق ترشيح حلب مدينة مبدعة
نغمات البيانو كانت حاضرة بقوة في ارتجالات عازف البيانو ومؤسس وقائد “أوركسترا صبا” في مقطوعة “مدينتي” التي ألّفها شادي نجار من حلب، لتترجم معاناة حلب وصراعها مع الحرب الإرهابية، ويتمثل هذا بضربات الدرامز الحادة والإيقاعيات كثنائية خاصة تشكّل اللحن الأساسي مع البيانو ومرافقة الغيتار بشكل خاص، وقد تألفت آلات أوركسترا صبا من العود والوتريات والغيتار والفلوت والكيبورد وبعض آلات المؤثرات الصوتية ضمن اعتماد الأوركسترا على خصائص موسيقا الجاز- بلوز.
الأمسية التي قُدمت على مسرح الأوبرا تزامنت مع إطلاق حملة ترشيح حلب مدينة مبدعة في مجال الموسيقا لدى اليونسكو، وتميّزت بإضاءة فنية عكست ألوان الصراع والسلام، تنوعت بين التأليف الموسيقي والتوزيع الذي برع فيه شادي نجار في كل المقطوعات، وضمت أنماطاً موسيقية مختلفة، إذ عزفت الأوركسترا أجمل مقطوعة لموزارت –سيمفوني 40، تضمنت المقطع المألوف الذي اقتبس الرحابنة نغماته في “ياأنا يا أنا” بصوت فيروز، لتنتقل إلى المؤلف ياني الذي مزج بين الموسيقا الأمريكية والمكسيكية في مقطوعة “سانتورين” لتبقى الأجمل مقطوعة “المطر يسقط بقوة”، وبما أن مسار الأوركسترا موسيقا الجاز اختُتمت بالرقصة الهنغارية المقطوعة الشعبية لجون برامز، والتي أضاف إليها نجار نمط الجاز، وقدم فيها عازف الدرامز “سامي بتراكي” ارتجالات مبدعة على الدرامز الكبير.
والملفت توازي المسار اللحني بين البيانو والغيتار والإيقاعيات الغربية وطبول وصنجات الدرامز مع المسار اللحني الآخر للوتريات وبقية الآلات، وقد قدم نجار تجربة موسيقية من رؤيته الخاصة بإعادة توزيع أغنية “بنت الشلبية” من التراث بالدمج بين الموسيقا الشرقية والغربية بين وتريات العود ونغمات الدرامز والبيانو، وعزفت موسيقا “أول مرة تحب ياقلبي”.
المحور الثاني في الأمسية كان حضور نورا محفوض –سوبرانو-التي وظّفت طبقة صوتها وفق تقنيات الغناء الكلاسيكي لاسيما بأغنية “جايه الحبّ جايه” ألحان نجار وكلمات سمير طحان، ليشكّل صوتها مع نغمات البيانو ثنائية رائعة، تتبعها أغنية “بذور السلام” ألحان نجار وكلمات جوليانا جبلي “أيها العالم الكبير، احم القلب الصغير،اترك الطفل البريء يحلم به من جديد”، وبدا صوت محفوض بنمط آخر في الفيروزيات التي قدمتها سابقاً بعدة مشاركات مع نغمات البيانو والعود كتلوين موسيقي بتوزيع جديد وفق رؤية نجار، كما في “راجعين ياهوى، سألوني الناس”، وقد تفاعل الجمهور معها أكثر بأغنية “اعتزلت الغرام” لماجدة الرومي-ملحم بركات ربما لتناغمها مع صوتها السوبرانو.
مزج الحضارات
وتمنى شادي أن يلتقي جمهور دمشق مرة ثانية ليشاركه فرحة الانتصار، نجار الذي قدم ارتجالات ساحرة على مفاتيح البيانو، واعتمد بالتوزيع الموسيقي على البيانو كلحن أساسي، بيّن بأن التوزيع الموسيقي بالدرجة الأولى يجب أن يبنى على لحن جميل، وحينما يختلط التوزيع الموسيقي مع آلة العود والبيانو والكمان والإيقاعيات نعمل على مزج الحضارات بين الشرقي والغربي، مثل أغنية بنت الشلبية بتوزيع جاز-بلوز جديد، ومن خلال هذا التوزيع نطلق شعارنا بأننا نحبّ الحياة ونعشق روح التجدد، أما عن ثنائية الإيقاعيات والبيانو فتأتي -كما ذكر نجار- من اعتماده على موسيقا الجاز التي ظهرت بأمريكا اللاتينية وأوروبا وإفريقيا لذلك مزج هذا اللون الموسيقي بين خصائص متعددة، وتابع بأن موسيقا الجاز معقدة ومركبة تعبّر عن الصراع المركب الذي نعيشه في سورية، لكنه سيزول وينتهي ونبدأ من جديد.
الوتر الصوتي
وأوضحت نورا محفوض أن التدريب المستمر مكّنها من اكتشاف مساحة صوتها، واختيار النمط الغنائي المناسب بشكل أكاديمي وفق رأي متخصصين، فليس من الممكن أن يؤدي أحد طبقة صوته آلتو غناء سوبرانو، أما عن التقنيات التي استخدمتها فهي ضمن تقنيات الغناء الأوبرالي، منها الفيبراسيون والاهتزاز الصوتي، وتتبع كل أغنية لتقنية معينة، وعن غنائها مع البيانو، وأضافت بأن الحبال الصوتية تشبه الأوتار الخفية للبيانو، فكما يعزف العازف وفق النوتة، يختار المؤدي الوتر الصوتي الذي يؤدي الطبقة المعينة باختلاف درجاتها ودقتها.
ملده شويكاني