شعراء الأغاني.. هم الأعظم
أكرم شريم
مع تسجيل كل الحب والاحترام للشعراء منذ بدايات الشعر العربي – صحافة العرب- أيام زمان، وإلى اليوم، نقف الآن لنضيء على شعراء الأغاني بكل موضوعاتها من الوطنية، إلى أغاني الحب، والأطفال، والأم، والشعبية العامة والدائمة أيضاً. فهؤلاء الشعراء أول وأهم ما فعلوه، هو أنهم نقلوا لغة الشعر، سواء كانت بالفصحى أو الفصحى المبَّسطة أو اللهجات الدارجة، إلى عامة الناس، أي إلى كل إنسان يسمع في كل بلادنا، بحيث أصبح يسمع الشعر الجميل، والمنتشر: المسموع منه والمرئي!.
ولا أريد هنا أن أقوم بالتقويم، وأقول إنهم الأعظم في كل من كتب الشعر في الحب والحياة والإنسانية، ولكن أقول، ووحدي هذه المرة، أنهم، وبكل تأكيد، الأعظم في هذا الشعر الشعبي الغنائي وما فيه من مشاعر الحب بكل أنواعها ومجالات الحياة بكل تنوعاتها، والإنسانية في كل معانيها وما يرقى إليها، ويثري معانيها!. فهؤلاء الشعراء، والعظام أيضاً، هم من نقل ونشر هذا الشعر الغنائي عند كل الناس، بل عند كل الشعوب. وفي كل أنحاء الكرة الأرضية وحيث تعيش الشعوب بل هناك شعر أيضاً وتأليف شعبي ودارج، حتى في أكثر المناطق عزلة، وبعداً، وحتى في أبعد قرية، ربما في أبعد منطقة حدودية، في كل بلد من هذا العالم!. ولا أعتقد أنني أبالغ، ذلك أن شعر الأغاني وبكل أنواعها هو الدارج والمسموع والمرئي ودائماً باستمرار، وعند الجميع وخلال الأربع وعشرين ساعة المتواصلة وعلى مدار العمر، للإنسان وللإنسانية جمعاء!.
واقتطف من أشجار وأزهار هذا الشعر الغنائي الرائع هذه الأقوال الجميلة كأمثلة، ومنها:
لولا ليالي الانسجام.. لكان على الدنيا السلام!.
وحشني وأنا بين أيديك.. خدني ودوبني فيك!.
بكتب اسمك يابلادي على الشمس يلي ما بتغيب.. لا مالي ولا ولادي على حبك ما في حبيب!.
إن كنت حبيبي.. ساعدني كي أرحل عنك.. أو كنت طبيبي ساعدني كي أشفى منك!.
أنا الجرح الماشي على الطرقات.. هربان من الذكريات!.
شايف شو بيحكو عليّ.. لما بتمرق حدّي وبرجف قدامك أنا!.
ياساكن في قلبي.. حلّفتك بربي.. لا تغدر بي!.
وأنا أعطيتك روحي.. يا الله أعطيني بدالها!.
اشتهيت النوم.. وقلت طيفه يعطف علي.. يزرني يوم!.
مظلومة يا ناس مظلومة وبريئة ولكن متهومة..!.
وانظروا أيضاً حين يقول السكوت كلاماً، (والسكات قايل كلام). فما بالكم إذا ذكرنا وتذكرنا كل كلام الأغاني، هذا الشعر الشعبي الرائع والعظيم لكبار المطربين وأقصد أوائل المطربين والمطربات، وما قدموه من الشعر الجميل خذوا مثالاً الرحابنة وقد غنت لهم فيروز نحواً من أربعمئة أغنية، فيروز الشرق الرائعة وأين الجوائز التي أعطيت لها، وكيف تستطيع كل هذه الجوائز العالمية أن تحتفظ بقيمتها إذا لم تعط إلى فيروز، التي نعطيها نحن، أكثر من مليار ونصف إنسان كل هذه الجوائز!؟.
وهكذا تكون النصيحة اليوم أن من الظلم.. نعم!.. إنه ظلم! أن لا نعتبر شعراء الأغاني من أعظم شعراء العالم، وفي كل دول العالم، وعند كل الشعوب، وبكل اللغات، وهم الأكثر انتشاراً وشيوعاً ومحبة وسماعاً ومشاهدة بل إنه الظلم الأكبر في هذا العالم!.