ثقافة

أدب النصيحة الأسرة.. هذا النظام الإلهــي!

أكرم شريم

تقرر أخيراً أن يكون الخامس عشر من أيار اليوم العالمي للأسرة، ومن منا لا يريد أو يحب أن يكون في هذه الحياة مثل هذا اليوم العظيم وفي العالم كله؟!. إن الأسرة هي النظام الإلهي للبشرية، وفي كل الأديان السماوية، لكي يكون هناك الأب، منذ تفتيح العينين يكون لي أب يرعاني ويؤمن لي كل ما أحتاج وكذلك لأمي التي أنجبت وتربي وبكل حب. وفي الأسرة أيضاً وكما نعلم أحلى وأقرب الأقارب: الأخ والأخت، وكل أفراد الأسرة في نطاق وكيان واحد، مهما تفرقوا أو تباعدوا، أو عادوا واجتمعوا، إنه هذا الكيان الإلهي: الأسرة!.

وانظروا كم يتعذب الإنسان صغيراً أم كبيراً إذا كان خارج هذا الكيان الإلهي، هذا الخلق الإلهي، فإذا كان الشاب وحيداً ضاع وصار قيد الاستغلال أينما حل وذهب، ومهما عمل أو كبر في عمله وماله وحياته!. وانظروا إذا كانت الشابة وحيدة ويتركها ولا أريد أن أقول يطردها، ويتركها أهلها وحيدة في هذا العالم، وهناك من ينتظرها ونعرف جميعاً لماذا ينتظرها وماذا يريد منها، لقد وصل الاغتصاب إلى درجة لا يصدقها العقل، إلى عمر الطفولة الأولى، وفي آخر الأخبار إلى الرضيعة!. وانظروا ماذا تفعل الفتاة إذا حملت وبدون زوج وكلهم يستغلونها ويطردونها، كم تنتشر ظاهرة الاستغلال للفتاة وللمرأة إذا استمر ذلك؟!. ويقولون: هذه حرية!.. انظروا إلى هذه الحرية من يدفع ثمنها: أولاً الفتاة لأنها بعد الإجهاض مرتين أو ثلاث مرات لا تعود تصلح للإنجاب لأن الإجهاض تجريف!. فكيف يمكن أن تصلح للزواج أو الإنجاب بعد ذلك ؟!. وانظروا إلى ملايين الشباب في دول الغرب، من كبراها إلى صغراها، وفي كل دولة منها يوجد ملايين الشباب بدون آباء!. انظروا مشاعر هذا الابن الذي لا يعرف له أحد يحبه ويرعاه، يعلّمه في المدرسة ثم الجامعة ويحرص على مشاعره ويعطيه المصروف باستمرار مع الحرص الدائم على شكله ولباسه وصحته وكل ما يريد والأهم: رعايته وحمايته وتوجيهه طوال حياته منذ الطفولة وحتى الشباب وسن الرشد!. فماذا يكون قد خسر هذا الإنسان إذا خسر هذا الأب؟! وكم يكون قد خسر هذا الأب إذا خسر هذا الابن؟!.

من المؤكد أن يكون قد خسر كل شيء!. إذن فإن اليوم العالمي للأسرة، ونحن نرحب به وكأنه كتاب مقدس جديد نزل علينا، يحمي الجميع وخاصة عند الشعوب التي يجب أن يعود إليها نظام الأسرة (الأب والأم والأبناء ومدى الحياة) ويجب أن يتعلم وأقولها هذه المرة بصراحة، الغرب من الشرق، هذا الدرس العالمي الهائل الفائدة لهم ولكل سكان البشرية، وعلى عكس ما يسعى إليه ويفعله وباستمرار أعداؤنا أعداء الشعوب!.