الريــاضة.. والعودة إلى العبودية

أكرم شريم
لقد اعتدنا في الرياضة المحلية والإقليمية والعالمية، أن يلعب الرياضي في فريق لصالح شعبه ووطنه أو المنطقة والإقليم بكامله الذي يقيم فيه وكذلك الفريق الرياضي، وفي كل الرياضات، فهذا لاعب، أو فريق يحبه شعبه ويشجعه وكذلك منطقته التي يتبع لها، ويكون فيها مجموعة من الشعوب كأن نقول لاعب عربي أو لاعب أفريقي، وفريق عربي أو فريق أفريقي، والشعوب تحب الرياضة وتشجعها، والرياضة حلوة ومطلوبة ولأسباب كثيرة، منها هذه الأسباب الوطنية التي نتحدث عنها ونؤكد عليها. أما أن يصبح اللاعب تجارة عامة يباع ويشترى لصالح هذا الفريق أو ذاك، ويصبح الفريق أيضاً تجارة ولصالح العمل التجاري ولا غير، ويلعب اللاعب أو الفريق لصالح من يشتريه ويتاجر به، وتصبح هذه الرياضة الوطنية والعالمية تجارة عامة، فهذا ما لا يريده لا اللاعب ولا الفريق ولا الشعب ولا الوطن ولا مفهوم الرياضة في الأساس، فكيف إذا تحدثنا عن الرياضة الوطنية والإقليمية عامة؟! هل يعقل ذلك، وهل تقبل وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية أيضاً أن يحدث ذلك وأن نعلن عنه وباستمرار: اشترى الفريق هذا اللاعب من فريقه وشعبه ووطنه، واشترت هذه الجهة هذا الفريق ودفعت مبلغ (كذا وكذا) ووصل سعر اللاعب (فلان) إلى مبلغ (كذا) واشتراه الفريق (كذا) !؟ هل نسينا أم أننا نتناسى أيام العبودية وكيف كان الإنسان رجلاً أم امرأة، شاباً أو فتاة يباع ويشترى، وتنشط أسواق النحاسين في هذه التجارة؟!.
وما هو الفرق بين هذه النخاسة الرياضية اليوم وتلك أيام العبودية أيام زمان؟!. هذا اللاعب أبن أمه وابن شعبه ووطنه، فكيف يباع ويشترى وبشكل معلن وفي كل وسائل الإعلام وبسعر معلن وفي كل وسائل الإعلام أيضاً؟! ألا يعني ذلك وبكل بساطة أن الرياضة الحلوة والعظيمة التي نحب وتحبها كل الشعوب، قد تحولت إلى تجارة وبدون حدود ولا أخلاق على الإطلاق؟!.
وأخيراً، وطالما أن الأمر كذلك، فأين هي الرياضة الوطنية، وأين بقي الوطن وتفانى اللاعب والفريق في اللعب وفي كل مكان في العالم من أجل شعبه ووطنه، ومن أجله هو أيضاً كإنسان وكلاعب رياضي حر وصاحب حرية وقرار، وروح وطنية عالية وعظيمة أيضاً؟!.
وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نفرق وبكل قوة وتأكيد بين أن يلعب الرياضي، وأن يعمل الإنسان، وفي كل زمان ومكان من أجل نفسه وشعبه ووطنه، وليس عبداً للتجار والتجارة ولكي لا تعود التجارة وتستعبدنا ونصبح عبيداً لها وفي كل المجالات، كأسواق وعرض وطلب وأرباح، وكما يخطط ويريد أعداؤنا وأعداء الشعوب!.