ثقافة

الدراما الخفيفة.. ولكن؟؟

أثارت الدراما الخفيفة الهزلية القائمة على كوميديا الموقف جدلاً بالأوساط الفنية والاجتماعية بين رفض وقبول، فبعضهم يرى أن المشاهد بحاجة إلى هذا النمط من الدراما الذي يشدّه إلى الحركة والصوت والموسيقا والأزياء والديكور والأمكنة والحالة الدرامية البسيطة ذات الحبكة المتقطعة، دون أن يشعر بعناء التفكير بالأعمال الاجتماعية المعاصرة العميقة وبالربط بين الأحداث وتحليل خلفيات المشَاهد، التي تتطلب انتباهاً ودقة والتزاماً بمتابعة أحداث الأعمال التي تناولت ملامح الأزمة وانعكاساتها على الشارع السوري، أو التي تفتح ملفات الفساد، أو تتطرق إلى كسر التابوهات، وفي أعمال الدراما الخفيفة التي تنتمي إلى أحداث منفصلة –متصلة، لاترتبط الأحداث بنسق درامي متكامل وبحبكة محكمة، مما يساعد المشاهد على المتابعة متى أراد دون أن يبتعد عن السياق الدرامي.
وفي الموسم الدرامي الحالي فرضت الدراما الخفيفة حضورها من خلال العمل الدرامي “سنة أولى زواج” إخراج يمان إبراهيم، الذي يتناول من خلال البطولة الثنائية ليزن السيد ودانا جبر حياة زوجين شابين يعيشان حياة مشتركة بكل التفاصيل، ويناقش العمل من خلال الحلقات المتصلة –المنفصلة في كل حلقة مشكلة قائمة على كوميديا الموقف بإثارة المشكلة وتفاقمها وإثارة المشاهد بنهاية الحلقة بقفلة مفاجئة،  تشبه قفلة القصة القصيرة دون إيجاد حلول للمشكلة.
ولم تتصف الحلقات بتناول مشكلات اجتماعية معقدة، وإنما تناول العمل مسائل اجتماعية مكررة درامياً بمضامينها الإنسانية، وتدور حول غيرة الزوجة رولا، ومراقبة الزوج قصي- والإنصات إلى ثرثرة الجارة، وإلى تدخل والدة الزوجة- الفنانة مرح جبر-في حياتهما الزوجية، والمفارقات بين حياتها الاجتماعية ذات الإمكانات المحدودة مادياً، وبين حياة أختها- الفنانة تولين البكري- المتزوجة من رجل ثري، إضافة إلى مشكلات تتعلق بالعمل الصحفي من خلال عمل قصي في الجريدة والمشاركة بكتابة سيناريوهات، لكن المخرج اعتمد على الأداء التمثيلي الناجح إذ تمكنت دانا جبر من توظيف أدواتها بالدلع الأنثوي بتأدية الشخصية بأسلوب شائق، لاسيما أن يزن السيد تفاعل معها بشكل عفوي ودون مبالغة، مما أوحى بتشكيل لوحة ثنائية كوميدية مقنعة استحوذت على إعجاب المشاهدين.
ومن خلال السياق الدرامي تداخلت مسائل اجتماعية سطحية متنوعة ترتبط بخطوط العمل. ورغم تحقيق العمل متابعة كبيرة إلا أنه يفتقر إلى لغة الحوار الهادف وبقي أسير الجمل الحياتية المحكية البسيطة، والسؤال المطروح ألا تحتمل الدراما الخفيفة لمعالجة درامية أكثر عمقا؟.
ملده شويكاني