جرائم طبية وإعلامية وتربوية!
أكرم شريم
لقد اعتدنا أن نسمع عن أخطاء طبية، ومن يراقب هذا الموضوع في المشافي العامة والخاصة، وفي كثير من الدول يتفاجأ بأن ثمة أخطاء طبية قاتلة، أو شبه قاتلة، مع العلم أن الطبيب الجراح، وهذا ما يثير التساؤل بل والشكوك، لا يقوم بإجراء العملية الجراحية وحده هو والمريض، وإنما يكون معه طبيب مساعد أو ممرض أو أكثر، فكيف أمكن إذن، والطبيب يعرف ماذا يفعل وماذا يجب أن يفعل، كيف يمكن أن يحدث هذا الخطأ الطبي الخطير؟!. نحن لا نشك ولا بحجم الذرّة، في إخلاص وصدقية وقدرات الطبيب الجراح، ولكن نتساءل وحسب، كيف يمكن أن تحدث الأخطاء الطبية والجميع يعمل ويراقب معه؟!. ألا يمكن أن نضع هنا بدل كلمة (الأخطاء) كلمة (استهانة) أو (سرعة) أو ما يشبه ذلك؟!. إذن فمن المؤكد أن وراء هذه الأخطاء الطبية أسباباً قد تصل إلى الجرائم!. ومعذرة فنحن لا نبالغ لأنها حياة الإنسان بين أيديهم!. وأضرب مثالاً هنا الجرائم الطبية التي تحدث في رام الله وفي الضفة الغربية، فهذه وبكل تأكيد جرائم حقيقية باسم الأخطاء الطبية!.
وفي دولة أوروبية معروفة، وفي عاصمتها تحديداً يناقشون موضوع السماح للمثليين أن يتزوجوا، ويصبح بإمكان الرجل المثلي، بدل أن يذهب أو يأخذوه إلى الطبيب النفسي لكي يعالجه، يصبح بإمكانه أن يتزوج رجلاً مثله، والأدهى والأخطر أن عاصمة أوروبية تناقش موضوع السماح لمثل هذا الزواج والذي يرسم له ويخطط وينفذ وبشكل دائم أعداؤنا وأعداء الشعوب، فهل هذا إعلام أم جريمة تُرتكب في الإعلام، وعلى مستوى محلي وإقليمي وعالمي!؟. إنها إذن جريمة إعلامية أكيدة وكل ما يدور من المواضيع حولها ولمجرد السماح بمناقشتها هي جرائم أخلاقية دينية (إعلامية)!.
وآخر ما سمعناه عن البردة التي وجدوها مؤخراً وقالوا إنها البردة التي كان يرتديها الرسول (صلى الله عليه وسلم) إنهم صاروا (يقدسونها)!.
ومن قال أنها هي؟!. وحتى لو كانت هي بذاتها وعاشت كل هذه المئات من السنين وهي نفسها، فما الذي يجعلها مقدسة أو لها أية قيمة دينية؟!. أن الإسلام هو القرآن الكريم والتفسير الصحيح لما ورد فيه، هم أشخاص وآراء ومفاهيم وكل هؤلاء وكل هذه الأطنان من الكتب والخطب والتفسيرات إنما هي عائدة لأصحابها وهي مجرد آراء وتفسيرات شخصية لاغير!. وهذا ما يجب أن نربي أبناءنا عليه، وفي كل مكان في العالم سواء كان المسلم في دولة إسلامية أو في دولة غير إسلامية! إن الإسلام الحقيقي هو (القرآن الكريم والتفسير الصحيح) لكل ما ورد فيه ولا غير!. وكل خروج عن ذلك، وصدقوني، فإنها تدخل في مفهوم الجرائم ولا أقول هنا، الدينية، وإنما التربوية، كوننا نربي أبناءنا على ديننا الصحيح! وهكذا تكون النصيحة اليوم أن ننظر بل ونمعن النظر في هذا الفارق الكبير بين الخطأ وارتكاب الجريمة، ولماذا لا نحاسب عليه سواء كان طبياً أو إعلامياً أو تربوياً، خاصة في تربيتنا لأبنائنا أجيال المستقبل، وعلى عكس ما يخطط وينفذ أعداؤنا وأعداء الشعوب!.