ثقافة

بعد مشاركته في “قناديل العشاق” غسان عزب: سرحان بدايتي الحقيقية

يبدو الفنان غسان عزب سعيداً بالنجاح الكبير الذي حققته شخصية الأعمى سرحان التي جسَّدها في مسلسل “قناديل العشاق” وعلى الرغم من أن الجميع يتفق على صعوبة أداء مثل هذه الشخصية المرتبط وجودها بشخصية أخرى ملازمة له (فرحان) والتي أداها الفنان طارق الشيخ إلا أن عزب يبين أن تجسيدها لم يكن صعباً بالنسبة له بمقدار ما كان أمراً متعباً للغاية، حيث تقوم الشخصية طيلة العمل بحمل شخصية أخرى لتعوِّض كل واحدة منهما ما افتقدته، ونوّه إلى أن هذا التعب هو الذي جعله يخشى ويخاف من تجسيد هذه الشخصية، إلى جانب كونها تجربة سبق وأن قُدِّمَت كتوءم سياميّ في أحد الأعمال خلال المواسم الرمضانية السابقة والتي لم تلقَ القبول والتشجيع الذي لاقته شخصيتا سرحان وفرحان في مسلسل “قناديل العشاق” وأشار إلى أن ما شجعه على قبول تجسيدها في نهاية الأمر أنها شخصية مختلفة كلياً عما سبق وأن قدمه من أدوار، وقد شجعه على قبولها رغبته في الخروج من نمطية الأدوار التي كان المخرجون يضعونه بها (زعيم عصابة-شرطي-حرامي) وبيّن أنه عندما وافق على تجسيدها قرر بدايةً أن يحب الشخصية الأخرى التي سيرتبط معها لقناعته أن غياب هذا الحب سيخلق شرخاً كبيراً في أدائها الذي من المفترض أن يكون مقنعاً وناجحاً، وهذا ما حصل في علاقته مع الفنان طارق الشيخ الذي جسد شخصية فرحان، حيث نشأت علاقة صداقة متينة بينهما كانت نتيجتها نجاحهما في العمل، ولفت إلى أنهما قاما في البداية برسم خط تصاعديّ بين الشخصيتين من خلال المناكفات والمشاكسات التي كانت تنشأ بينهما، والتي قدماها بأسلوب كوميدي خفيف للوصول إلى مرحلة موت فرحان الذي كان بمثابة العيون التي يرى فيها سرحان الأعمى، وهذا ما جعل موت فرحان برأي عزب مؤثراً أكثر من موت العديد من الشخصيات الأخرى في العمل بناءً على خلفية تلك العلاقة التي نسجاها بين الشخصيتين، والأداء والحوارات التي تم تعديلها لصالح الشخصيتين لتظهر بالشكل الذي تابعه الجمهور، دون أن يخفي عزب أن التعديل من قبلهما كان طفيفاً وقد لاقى رضا وقبول المخرج سيف الدين سبيعي والكاتب خلدون قتلان. ويشير عزب إلى أن شخصية سرحان قدمته بشكل جديد، وكانت خطوة على الطريق الصحيح وإن أتت متأخرة، إلا أنه راضٍ عنها كل الرضا وقد جاءت نتيجة اشتغاله الدائم على كل الأدوار التي سبق وأن أُسندت إليه، وكان ينتظر مثل هذه النقلة في طبيعة هذه الأدوار والتي أظهرت الإمكانيات التي يعمل بها عزب، وتمنى أن يكون الجمهور والعاملون في الدراما قد لمسوا ذلك، ولا ينكر عزب أنه كان سعيداً بما كُتب في إحدى المقالات التي تتحدث عن الثنائيات في الدراما السورية والتي أثنت على هذه الثنائية التي قدمها في “قناديل العشاق” واقتراح كاتبها كتابة عمل خاص مدروس بشكل صحيح لهذه الثنائية الناجحة، ويذكر عزب أن الأسطورة الدمشقية تحدثت عن هذه الثنائية من خلال القزم المسيحي والأعمى المسلم اللذين عاشا سوية، حيث توفي الأعمى بعد وفاة القزم بأسبوع حزناً عليه.

أمينة عباس