غوغل يحتفي بذكرى ميلاد الطيب صالح
احتفى محرك البحث غوغل أمس الأربعاء بعبقري الرواية العربية الذي عاش حياته بين الحل والترحال الطيب الصالح بمناسبة ذكرى ميلاده الـ88.
عاش الروائي السوداني حياته متنقلًا من الشمال إلى الجنوب، يجوب العالم شرقا وغربا، بعد أن هجر دراسة العلوم ليتفرغ ويتأمل في هذا العالم المليء بالمتناقضات التي أثارت وأثرًت في تكوينه الإبداعي حتى لُقًب بعبقري الرواية العربية.
عاش حياته كالطير المهاجر وهو ما أكسبه خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم، وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية بخاصة روايته العالمية “موسم الهجرة إلى الشمال”.
على الرغم من هجرته إلى الغرب والتي دامت لسنوات طويلة، إلا أن الشمال ظل محور اهتمامه، فتميزت أعماله الروائية والقصصية بأنها ذخيرة لا تنضب لبحث الباحثين نقاداً كانوا أم مؤرخين، فهو عالم ثري مليء بقضايا إنسان العالم الثالث الذي آمن به وعبر عن همومه وآلامه، أفراحه وإحباطاته.
ويعتبر نقاد الأدب أن روايته “موسم الهجرة إلى الشمال” واحدة من أفضل مائة رواية في العالم، وقد حصلت على العديد من الجوائز. وقد نشرت لأول مرة في أواخر الستينيات من القرن العشرين في بيروت.
تُرجمت روايات الطيب صالح، إلى أكثر من ثلاثين لغة، ومنها “موسم الهجرة إلى الشمال” و”عرس الزين” و”مريود” و”ضو البيت” و”دومة ود حامد”، التي تناول فيها مشكلة الفقر وسوء التعاطي معه من قبل الفقراء أنفسهم من جهة، واستغلال الإقطاعيين الذين لا يهمهم سوى زيادة أموالهم دون رحمة من جهة أخرى.
تميزت معظم كتاباته بالطابع السياسي بصورة عامة، وتطرقت إلى موضوعات أخرى متعلقة بالاستعمار والمجتمع العربي والعلاقة بينه وبين الغرب، وفي أعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا فإن كتابته تتطرق إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية.
أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة. روايته “عرس الزين” حولت إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من إخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينيات، حيث فاز في مهرجان كان.
قصصه القصيرة أوجدت له مكانًا متميزًا في صف جبران خليل جبران، طه حسين ونجيب محفوظ. وفي عام 2001 تم الاعتراف من قبل الأكاديمية العربية في دمشق بأنه صاحب “الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين”.
توفي 20 شباط 2009، وبعد رحيله بعامين تم الإعلان عام 2011 عن جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي تقديراً للدور الكبير الذي قام به في الثقافة العربية.