مجنون ليلى.. عام 2017
العشاق مجانين متطرفون..! وأكثرهم شهرة وجنوناً: مجنون ليلى، وفي زمن هذا المجنون كان الحب أقرب إلى الأسطورة.. البراءة المفرطة والخيال المفرط، وكان المجنون يهيم على وجهه بحثاً عن ليلى ليكتشف في نهاية الأمر أنها تعيش في خياله وخلايا كيانه! كأنها حلم لا يتحقق.. كأنها رؤية بين اليقظة والمنام!
< يا قيس؟
<< نعم!
< هذه دعوة مفتوحة لك..
<< أية دعوة؟!
< دعوة للتعامل مع عصرنا.
<< أي عصر؟
< عصر الكمبيوتر والتكنولوجيا.
<< لا أفهم.
< وبالمناسبة سنبحث لك عن عمل أو وظيفة.
<< أين؟
< في بنك أو شركة أو مؤسسة.
<< لا.. أريد أن أعمل عملاً حراً
< لا مانع لكن لماذا العمل الحر؟
<< لأنه يخلصني من مشاكل العصر
< هل تتابع أخبارنا؟
<< أخبار الشعر لا أكثر ولا أقل.
< ما رأيك في الحساسية الشعرية الجديدة.
<< الشعر هو الشعر: دفق الرؤية وشفافيتها وتفجير اللغة بصور ودلالات وتموجات خفية وباطنية.
< تمام.. هناك سؤال “واقف” في حلقي؟
<< ما هو؟
< ما رأيك في المرأة؟
<< أي “نموذج” أو “مثال” من المرأة تقصد؟
< التي في خيالك؟
<< ليلى؟!
< الدعوة الأخيرة يا قيس؟
<< تفضل
< سنذهب الآن إلى كافتيريا في باب توما لتناول ساندويتشات الهامبرغر والهوت دوغ وشراب الكولا والسفن أب المنعش على إيقاعات موسيقا الديسكو..
< دعوة مقبولة
ولبى مجنون ليلى الدعوة وعندما استرخينا في الكافتيريا من عناء الأسئلة والأجوبة حك فروة رأسه ثم سألني: أية هدية أشتريها لليلى؟
<< خاتم من الماس.. ما رأيك
< موافق.
وانطلقنا إلى أشهر محل مجوهرات في المدينة لشراء الخاتم، وبعد أن تصعلكنا في المدينة عدة ساعات عاد مجنون ليلى إلى مرقده الأسطوري في ذاكرة التاريخ.. وعدت إلى مكتبي لأكتب هذا الحوار بعد أن تبخر صوت قيس في الهواء الطلق!.
د. رحيم هادي الشمخي