هادي بقدونس في صولو2: الكمان آلة الحب لأن العازف يضعها على قلبه
“صولو2” كان عنوان الأمسية الموسيقية التي أقامها الفنان هادي بقدونس مؤخراً في نادي الرواق التابع لاتحاد الفنانين التشكيليين وقد تألق فيها بقدونس وبدا سعيداً بالحضور الكبير من محبي الموسيقا، الذين استمتعوا بما قدمه من مقطوعات موسيقية عزفها على آلة الكمان، وبيَّن أنه كان سعيداً بانسجام الجمهور الكبير الذي أتى ليسمع عزفه على آلة الكمان التي وصفها بأنها آلة الحب لأن العازف يضعها على قلبه ويعزف، وهو عاشق لها، ويعتبرها قطعة منه، ولو لم يكن كذلك لما وصل لما وصل إليه اليوم، متمنياً من هكذا أمسيات أن تعوِّد الجمهور على الاستماع للموسيقا بدلاً من الاكتفاء بحضور الحفلات التي يقدمها المطربون.
ويشير بقدونس إلى أن جذب الجمهور لهكذا أمسيات موسيقية ليس بالأمر السهل إلا أنه من الفنانين القادرين على فعل ذلك، وها هي “صولو2” تأتي بعد عدة أسابيع من “صولو1” التي أقامها في ثقافي كفرسوسة، مؤكداً أن إقامة الفنان لمثل هذه الأمسيات لا تأتي إلا بعد تعب واجتهاد كبيرين، مشيراً إلى أنه عمل على اختيار عدة مقطوعات موسيقية: “سماعيات، لونغات، قطع موسيقية قديمة، قطع موسيقية حديثة سريعة، فقرة حليمية، وأخرى كلثومية، أغانٍ طربية” حرصاً على تقديم أمسية تليق بالجمهور الذواق الذي جاء ليحضرها، معترفاً بقدونس أن أذواق الناس مختلفة، ومن الضروري مراعاة ذلك، منوهاً إلى أنه بصدد المشاركة في مهرجان “أسبوع الموسيقا الثقافي” التابع لنقابة الفنانين–فرع حمص خلال الشهر العاشر، معلناً أنه على استعداد لتلبية جميع الدعوات التي توجَّه إليه انطلاقاً من إيمانه بدور الفنان والموسيقا في الوقت الحالي ولإدخال الفرح والبهجة إلى قلب الجمهور السوري الذي يثبت يوماً بعد يوم أنه شعب جبار محب للحياة وللنهوض ثانية، وما حضوره الكثيف لمثل هذه الأمسيات إلا تأكيد على ذلك.
ويؤكد بقدونس أن طموحه كان دائماً الوقوف على خشبة المسرح والعزف أمام الجمهور، وقد تحقق هذا الطموح وهو الذي يمارس العزف منذ أن كان عمره 13 عاماً وقد استمر دون توقف وظل يعزف حتى في أحلك الظروف رغبةً في أن لا تنطفئ شعلة الحياة في سورية، أما اليوم فجلُّ طموحه أن يعود الحب إلى قلوب السوريين جميعاً، لأننا بالحب قادرون على بناء ما تهدم وخربته الحرب.
دور الثقافة
وانطلاقاً من قناعة اتحاد الفنانين التشكيليين بتكامل الفنون مع بعضها، واستمراراً لبرنامجه المنوع أكد د.إحسان العر رئيس الاتحاد الحرص على تنفيذ برنامج الاتحاد بإقامة المعارض والندوات الفكرية والأدبية والفنية وتوقيع الكتب، وهذه النشاطات –برأيه- ليست بالأمر الجديد على الاتحاد الذي حرص على القيام بدوره لتلعب الثقافة دورها في تعزيز صمود الشعب السوري.
أما الفنان أنور الرحبي أمين سر الاتحاد فقد بيَّن أن الأمسية الموسيقية تأتي ضمن سلسلة من النشاطات التي اعتاد أن يقيمها الاتحاد، الذي كان حريصاً على توسيع دائرة اهتماماته كإقامة هذه الأمسية التي تأتي اليوم مع احتفال وفرح السوريين بتحرير مدينة دير الزور والتأكيد على الاستقرار الذي نعيشه اليوم وحرص الاتحاد على استمرار نشاطاته بالشكل الأمثل.
كما أوضح الأديب حسين عبد الكريم الذي كان بين جمهور الأمسية أنه في زمن الأزمات تصبح الموسيقا من القداسات، وفي لحظة الحب تصبح حالة قريبة من وجدان الناس وتساهم في ترميم الأحلام والأخلاق والوعي، وهي حالة جمالية تؤكد أننا على قيد أحلامنا ورؤانا وإنسانيتنا ووطنيتنا.
أمينة عباس