بالمناسبة !!
في آخر مؤتمر لصحافيي العالم والذي عقد في مدينة سيؤول قبل أشهر عدة، دار محوره الأهم حول الزيف التي يكتنف أخبار مواقع السوشال ميديا وحجم التلفيق الذي يتضمنه البعض منها؛ بغض النظر عن حسن النية أو سوئها، لكنها أحياناً تصل إلى حجم كارثة في الأضرار التي تسببها.
اليوم وبمناسبة مهرجان الإعلام السوري الأول الذي انطلق بالأمس، هل يمكن لنا أن نولي الأمر اهتماماً أكبر، ونلقي نظرة جدية إلى حجم الأضرار التي تسببها هذه الوسائط “المنفلشة” دون أي ضابط لها، من خلال الأخبار الملفقة التي تنتشر عبرها مدعمة بالصور والوثائق التي تقارب الحقيقة؛ يتم تداولها، تتدحرج وتتضخم كما كرة الثلج لتصبح بحجم الكارثة. ومنها ما تم تداوله خلال الأيام الماضية حول المناهج الدراسية الجديدة، وبعض الأخبار التي أتت على طريقة القص واللصق نسبت إلى المناهج الحديثة بينما تعود في حقيقتها إلى مناهج إحدى الدول العربية، كما تبين في بعضها الآخر الكثير من التضخيم والتلفيق، بالرغم من جسامة الأخطاء التي ثبت صحتها والتي تقترب في خطورتها من الجريمة، ذلك أن التربية والثقافة “في المفهوم المتعارف عليه وفي العديد من الدول وربما كان العدو أحد الأوائل الذين يتبنون مقولة “التربية والتثقيف” يساوي في أهميته وزارة الدفاع”.
فمتى يسود الوعي بأنه إن كان للعبث في خبر أو أمر بسيط أن يغتفر، فإنه في قضايا كبرى كقضية تتعلق بأجيال قادمة يعتبر جريمة يجب أن يتم البت فيها.
ومتى يمكن لنا أن نطبق بحق وبشكل جدي مقولة أن التربية والتثقيف مهمة من المهام الأولى التي يجب أن نوليها الاهتمام الأكبر لأن قضيتنا “قضية صراع بين نفسية فتية تنظر إلى الحياة نظرة جديدة، ونفسيات شائخة اعتادت النظر إلى شؤون الحياة والكون ضمن الحدود المغلقة التي تكونت فيها”.
لعله حان الوقت كي نصدق ونتبين أن هذه الحرب إضافة إلى كونها حرباً كونية؛ فإنها تكشفت في حقيقتها عن حرب أخرى تدور بين أكثر من فكر وأكثر من موقف، بين فكر ومشروع نهضة وطنية والانتماء للوطن ومصلحته التي يجب أن تكون قبل كل مصلحة أخرى، وبين فكر من نوع آخر ومشروع يأخذ بالقطعان المنجرفة خلفه إلى الهاوية.
بشرى الحكيم
