ثقافة

بعد فوز “مملكة الضمير” بجائزة أفضل مسلسل أحمد السيد: إذاعــــة دمشــق سبّـــــاقة دومـــــاً

بمشاركة نحو 540 محطة تلفزيونية وإذاعية في مهرجان الغدير الذي أقيم في مدينة النجف العراقية حازت الإذاعة السورية مؤخراً على جائزة أفضل مسلسل درامي من خلال “محكمة الضمير” تأليف الكاتب أحمد السيد وإخراج محمد غزاوي، وقد سبق لهذا العمل أن حصل على جائزتين، ذهبية وفضية، في مهرجان تونس، وبيّن الكاتب أحمد السيد أن مهرجان الغدير يقام في مدينة النجف العراقية منذ 11 عاماً وهو مهرجان إعلامي تتسابق فيه محطات التلفزة والإذاعة بأعمال درامية وبرامجية، سياسية وإخبارية، وكانت سورية مشارِكة في كل فعاليات المهرجان منذ بدايته وحصدت جوائز عدة على مستوى الدراما والإعلام.

محكمة الضمير
ولأن تفاصيل البرنامج تطابقت مع مجموعة المعايير التي وضعتها لجنة المهرجان نال “محكمة الضمير” جائزته، ومع هذا أكد السيد أن سبب نجاحه بالدرجة الأولى يعود إلى فكرته النادرة وإلى أسلوب الطرح والمعالجة، والأهم هو التعاون الوثيق والتفاهم بين الكاتب ومخرج العمل خلال التنفيذ، إلى جانب محبة كادر العمل من ممثلين وفنيين لهذا البرنامج، فكان عملاً جماعياً، تكاتفت فيه كل الجهود ليظهر بمظهر متميز، مشيراً إلى أن أهمية هذا البرنامج تنبع من واقعيته وعمق الأحداث التي يطرحها وعلاقتها بالمجتمع مباشرة وأسلوب معالجتها ورفض السيئ منها بطريقة فيها نخز لضمير المتلقي، وأوضح أن برنامج “محكمة الضمير” أُدرج ضمن البرامج الدرامية في إذاعة دمشق منذ سبع سنوات ونال حصته من الإعجاب والمتابعة من قِبل المستمعين وحتى الممثلين الذين شاركوا فيه بحب واندفاع، لأنهم كانوا يرونه البرنامج الذي يتوحدون فيه مع كل كلمة وجملة يمثلونها، ولأن أحداثه واقعية، وهو محكمة افتراضية متخيَّلة في الساحة الشعورية لكل إنسان، وفيها تتم محاكمة كل من يرتكب جريمة لا يحاسب عليها القانون الوضعي، ويتم من خلال هذه المحاكمة استعراض الجريمة وتفاصيلها من خلال المدعي الضميري وإدانة المتهم ومن ثم معاقبته العقوبة الضميرية المناسبة.
وبيَّن السيد أن إذاعة دمشق سبّاقة دوماً للمشاركة في المهرجانات العربية المختصة، إن كانت درامية أو برامج أخرى، وكان حضورها كاسحاً في مهرجانات القاهرة للإذاعة والتلفزيون وحصدت عدة جوائز، وأهمية هذه المشاركة برأيه تكون من خلال البصمة الرائعة التي تتركها إذاعتنا أينما حلَّت وفي أي مهرجان، وهو شخصياً كان في أحد مهرجانات القاهرة وسمع مديرَ إحدى المحطات العربية يقول: “عندما تحضر الإذاعة السورية يتلاشى طموحنا بالمركز الأول، منوهاً السيد إلى أن الدراما الإذاعية السورية هي دراما حصرية بالإنتاج الرسمي، أي أن إنتاجها محصور بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وتلقى منها كل الدعم والمساندة، وإذاعة دمشق تضم كوادر فنية إخراجية مختصة بالدراما الإذاعية استطاعت بعلمها وخبرتها وموهبتها الفذة أن تحافظ على هذه الدراما من الانقراض أو التراجع.
وأسِف السيد لأن الأجور التي يتقاضاها الممثلون والكتّاب والمخرجون هي أجور بخسة لا تتناسب مع الجهد المبذول في هذا النوع من الدراما، وهذه أهم الأسباب لتسرّب الكثير من الفنانين وتركهم العمل في الدراما الإذاعية، والأمر ينطبق على الكتّاب أيضاً، وكل ما يرجوه من الجهات المعنية أن تعير الاهتمام لهذا الجانب، والأمر الآخر هو تخصيص مساحة من أوقات البث على محطاتنا الإذاعية لتستوعب برامج درامية أكثر وتشجيع الإذاعات الخاصة على ترويج هذا النوع من الدراما لأنها مهمة توجيهية فعالة للمجتمع، داعياً السيد لتسويق الدراما الإذاعية عبر محطات البث العربية ومن خلال نشاطنا ومشاركتنا في المهرجانات وتقديم بعض الأعمال كهدية لمحطات إذاعية شقيقة تشجيعاً على ترويج درامانا الإذاعية، وبعض المحطات العربية في مهرجان الغدير طلبت شراء أعمال درامية إذاعية سورية، متمنياً أن تكون هذه الخطوة  بداية خيّرة.
وللكاتب أحمد السيد رصيد كبير في إذاعة دمشق ما ينوف عن الثلاثة آلاف ساعة درامية من مسلسلات وبرامج وتمثيليات، أهمها برنامج “قعود لنتفاهم” بصوت فنان الشعب الراحل رفيق السبيعي وقد قدمه بصحبته وصحبة المخرج المبدع حسن حناوي في حوالي 850 حلقة، وله أعمال رمضانية مهمة على مدار 25 سنة حيث لا يكاد يخلو رمضان من أعماله مثل “حزورة رمضان” و”مسحر رمضان” و”على مائدة الإفطار” و”محطة عجايب” وغيرها من المسلسلات المهمة، واليوم يعكف على كتابة برنامج من وحي الأزمة بعنوان “حكايات من الوطن” من إخراج محسن غازي.
أمينة عباس