ثقافة

غادة حرب: “غاردينيا” رسالة محبة وسلام

لأنها تستمتع بالغناء أكثر هجرت آلة الفلوت التي كانت تعزف عليها، ولأنها وجدت في نفسها مغنية أوبرا اتجهت للغناء الأوبرالي.. إنها الفنانة غادة حرب مغنية الأوبرا ومدرّسة الغناء الكلاسيكي في المعهد العالي للموسيقا ومؤسسة وقائدة كورال غاردينيا النسائي.. حقق حفلُها الأخير الذي أقيم في المسرح المكشوف بمجمع دمر الثقافي نجاحاً كبيراً وقد غنّت فيه عدة أغانٍ لماجدة الرومي وأسمهان، وشاركها الحفل ناجي حمود (مغني تينور) إياد الجناوي (بيانو) رزان قصار (كمان) محمد نامق (تشيلو) سيمون مريش (يقاع) مجد معري (غيتار).

تقبّل الجمهور
وتبيّن حرب أنها درست في المعهد العالي للموسيقا تقنيات الغناء على يد خبراء روس، ثم أكملت دراستها بعد التخرج بشكل خاص مع مغنية الأوبرا السورية آراكس شيكجيان لمدة أربع سنوات، مؤكدة أنها لن تنسى فضل شيكجيان عليها مدى الحياة، فقد علّمتها -إضافة لتقنيات الصوت- التعبير والحضور اللازم للغناء، موضحة أنها حاولت تقديم الأوبرا بطريقة تقرّب الجمهور من هذا النوع من الموسيقا، وبدا واضحاً تقبّل الجمهور في الآونة الأخيرة لهذا النوع من الغناء الذي يحتاج لمغنية تمتلك صوتاً جيداً وخامة جميلة، وهذا هو الأساس، ثم يبدأ العمل على تعلم النَّفَس وإخراج الصوت بالطريقة الصحيحة والتمارين الصوتية التي توسع مساحة الصوت وتطوِّر التقنيات لدى المغني، وترى حرب أن السبيل لتقريب هذا النوع من الغناء من الجمهور بشكل كبير يكمن في تقديم أعمال جميلة بتقنية عالية وصوت جميل وأداء تعبيري وتمثيلي يساعد الجمهور على فهم هذه الأغاني.

غاردينيا
عملت حرب كمساعدة للخبير الروسي فيكتور بابينكو في تدريب الكورال الكبير في المعهد العالي للموسيقا لمدة 10 سنوات، وغنَّت في كورال الحجرة لمدة 12 سنة، ومعرفة حرب بتقنيات الصوت كمغنية أوبرا منحتها الثقة بقدرتها على قيادة وتدريب الكورال، فقامت بتأسيس كورال غاردينيا النسائي الذي يضم 20 فتاة تقريباً ملمّات بقراءة الصولفيج ويمتلكن أصواتاً جميلة، وتبدي حرب سعادتها بالنجاح الكبير الذي لاقاه الكورال منذ أول حفل حتى آخر حفل، منوهة إلى أن المرأة السورية قوية الشخصية، نشيطة وقادرة على التعلم والتطور وتحمّل الصعاب ومجدّة ومخلصة في عملها، لذلك أحبَت حرب أن تظهر تميزها في مجال الموسيقا أيضاً، مشيرة إلى أن هناك أعمالاً كورالية كثيرة كُتبت خصيصاً لكورال نسائي، ولا يوجد في سورية أيّ كورال نسائي مسبقاً ليؤدي هذه الأعمال، مؤكدة أنها بعيدة كل البعد عن التحديات والمشاكسات بين الرجل والمرأة، وهي تحترمهما معاً وتقدّرهما وتجد أن التشاركية فيما بينهما هي ما يجعل المجتمع صحياً ومتوازناً، وليس لدى حرب في غاردينيا أية عدائية مع الرجل، وهي التي استضافت فيها وبعدة حفلات مغنية تينور وعدة عازفين شباب لأن غاردينيا تُقَدِّم فناً إنسانياً راقياً، رسالته المحبة والسلام وبعيد كل البعد عن التحزبات.
وتبيّن حرب أن الغناء الجماعي أو الكورال من أمتع الأعمال الموسيقية للمتلقّي وللمغنّي، فهو يظهر الفخامة والكِبر في الصوت البشري، وحالة التشارك بين المغنين لغناء أعمال موزعة لعدة أصوات تصنع انسجاماً جميلاً فيما بينها لتضفي غنى وجمالية وعظمة على الموسيقا والكلمة.
وتختتم حرب كلامها منوهة إلى أنها اليوم بصدد الاستعداد للمشاركة في حفلات مع الموسيقي إياد الريماوي في حلب واللاذقية، كما ستغنّي قريباً أغانٍ خاصة ذات رسالة إنسانية، موضحة أنها تميل لغناء الأوبرا، فهناك مساحة صوتية واسعة يمكنها التحكم بها وتقنيات صوتية تستمتع بغنائها، إلى جانب الموسيقا المرافقة للغناء الكلاسيكي وهي موسيقا موزعة وغنية هارمونا ولكن هذا لا يعني بالنسبة لها استخفافها بالغناء الشرقي وهي العاشقة له، ففيه جمالية في اللحن وغنى في المقامات وطربية في الغناء والعُرب والتزييين، وقد ساعدها الغناء الأوبرالي كثيراً في تطوير مهاراتها في الغناء الشرقي، بحيث أصبحت تجيد العُرب أكثر وبمساحة صوتية أكبر.

أمينة عباس