يزن أنزور يتناول السوشل ميديا في” تاتش”
“تاتش” العنوان الذي يشدّ المتلقي ويوحي بملمس إنساني لمشاعر وجدانية كان محور اللقاء مع المخرج الشاب يزن نجدة أنزور حول فيلمه السينمائي الاحترافي القصير الأول -إنتاج المؤسسة العامة للسينما- والذي يبتعد فيه عن مساره السينمائي السابق في تناول جوانب من الحرب السورية “الله معنا- خبز”، ليدخل في غمار الحياة الاجتماعية، ويجسد صوراً مختلفة لـ السوشل ميديا”.
وقد استوحى يزن الفكرة من التأثير المباشر للميديا على حياتنا منذ انتشار الفيس بوك والأنستغرام، فحاول بالاعتماد على الكوميديا السوداء والفانتازيا التطرق إلى مواقف إنسانية تمس حياتنا اليومية، فعلى الرغم من أن السوشل ميديا قربتنا عن طريق التواصل الاجتماعي إلا أنها فرقتنا، فكل فرد سواء أكان موجوداً ضمن أسرته أو مع أصدقائه ينصب اهتمامه على شاشة الجوال، مما جعلنا نفقد التواصل الإجتماعي والنفسي.
تدور قصة الفيلم كما ذكر أنزور حول شاب اسمه كريم فقد حبيبته لسبب ما، وأثناء رحلته ليخرج من الحالة التي يعاني منها يلتقي بمجموعة شخوص، كل شخصية تجسد موقفاً ما يعكس حالة اجتماعية تأثرت بشكل أو بآخر بالسوشل ميديا.
ومن المعروف أن أنزور اشتغل سابقاً على دمج خطوط عدة بزمن واحد وعلى فن التقطيع فسألته عن الأسلوب الفني الذي سيتبعه في تاتش؟ فأجاب: يجمع الفيلم بين الكوميدي والغرافيك الذي سأستخدمه بطريقة تخدم هيكلية الفكرة لإيصالها إلى المتلقي وليس بهدف إظهار ميزات الغرافيك، لاسيما أن السينما بالنسبة إليّ تحد فأركز على الصورة لتكون حواراً مع المشاهد حتى لو اقتضى الأمر غياب الحوار، وهذا لايعني أنني أعتمد على الفيلم الصامت كما كان سائداً في زمن شارلي شابلن، أو على السينما الخرساء التي لانسمع فيها إلا موسيقا، فـ”تاتش” يعتمد على المؤثرات الصوتية وعلى توصيف الصورة والأكشن والحركة وإحساس الممثل وعلى الحوار إذا كان ضرورياً في مواضع، في النهاية نحن نصنع فيلماً قصيراً مدته ربع ساعة فلابد أن نستغل كل فضاءات الشاشة الكبيرة لشدّ المشاهد والتركيز على انتباهه بعيداً عن الحوارات الطويلة.
وعن الزوايا واللقطات الفنية، أوضح أنزور: الفكرة هي التي تحدد الشكل الفني للصورة بالتقطيع أو باللقطة الطويلة للمشهد، فأنا أتبع اللحظة السينمائية الراهنة التي قد تفرض رأيها على المخرج، خاصة أنني قبل التصوير أرسم جميع اللقطات وفق”الستوري بورد” ثم أختار اللقطة المناسبة، وأنا ضد التزام المخرج بأسلوبية فنية في كل الأفلام، فأنا مع فكرة الفيلم ولستُ مع إظهار شخصية المخرج الواحدة في كل أفلامه، أما عن اختيار الممثلين فقد أتاح أنزور مشاركة وجوه جديدة تقف لأول مرة أمام الكاميرا إلى جانب الممثلين الاحترافيين مثل مجد فضة ومرح زيتون ومحمد عبكو ومجد الزند وسامي عبد الرحمن، وستدور الكاميرا في مناطق متعددة من دمشق.
والأمر اللافت الذي نوّه عنه أنزور هو الموسيقا التصويرية التي ستقدم بطريقة جديدة، وسترتبط بالمكان بشكل مباشر وبالحالة الدرامية.
ويجسد الممثل مجد الزند شخصية رجل أمن يتابع الشخصية الرئيسية بالفيلم كرم، لنصل إلى أن مشاعرنا بالفيلم أصبحت مجرد رسائل عبْر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن واجبنا تسليط الضوء درامياً على هذا المحور الذي غدا اهتمام الكل.
الممثلة الشابة رفيف البوظة تقف لأول مرة أمام الكاميرا وهي رياضية تؤدي دور فتاة تمارس الرياضة قالت بأنها أحبت فكرة الفيلم التي تشير إلى تواصل الناس من خلال الميديا والفضاء الافتراضي مما جعلنا نفقد الكثير من الحميمية الأسرية ومن مشاعر الحب والصداقة، وفي جانب آخر بيّنت أن الفيلم فرصة لتحقيق رغبتها بالعمل بالسينما.
أما راما الطباع فستقوم بدور مساعد مخرج ومصورة فوتوغراف وأوضحت بأنها ستضيف إلى العمل صوراً من مناخات الفيلم، لكن دورها الأهم ينحصر بعنصر التعريف بالفيلم من خلال التصوير والإعلان عن الفيلم.
ملده شويكاني