ثقافة

موسيقانا أقوى من إرهابهم- إرادة الحياة تنتصر على الظلام

بعد غياب سبع سنوات يعود مهرجان الثقافة الموسيقية الثامن عشر للانطلاق على مسرح دار الثقافة بحمص مساء أول أمس الأحد معلنا انتصار الفن والموسيقى على الدمار، وتضمن حفل الافتتاح فيلماً وثائقياً مميزاً عن بدايات المهرجان منذ انطلاقته عام 1989 والفرق المشاركة وحديث الصحافة –من إعداد وإخراج طلحت مهرات، كذلك عرض فيلم قصير آخر تناول السيرة الذاتية وجانبا من أعمال الفنان المكرم مروان غريبة وتقديم درع المهرجان له وشهادات التقدير والشكر لبعض الجهات الخاصة التي دعمت المهرجان..
وأشار الرفيق أمين فرع حزب البعث بحمص مصلح الصالح إلى أن هذا المهرجان يثبت بصمود أهلها الذين كانوا يدا واحدة ضد الإرهاب، وأن عودته بنسخته الثامنة عشرة بعد غياب سبع سنوات هي رسالة للعالم بأن سورية منتصرة وستظل بلدا للفن والثقافة والحضارة. وحمص التي حاول الإرهاب  تشويه وجهها الثقافي والحضاري الممتد في عمق التاريخ تعود اليوم مجددا لتنشر الحب والسلام عبر الموسيقا.
وقال نقيب الفنانين في سورية زهير رمضان: إن الوحوش لا تعزف والأشرار لا يعرفون الغناء لأنهم ظلاميون حاقدون.. وإن نقابة الفنانين تسعى إلى إحياء كل المهرجانات الثقافية والفنية التي تؤكد أننا أصحاب ثقافة عريقة، نحن أبناء التاريخ وكلما أمعن الإرهاب في قتلنا كلما ازددنا قوة وصلابة، فمن دمائنا تفوح رائحة الياسمين، والمهرجان هو عودة للحياة والفن والثقافة والفكر في مدينة حمص.
بدوره أمين رومية نقيب الفنانين في حمص أكد أن حمص انتصرت للحياة وللموسيقا.وهي تعود مجددا بعمقها الحضاري ومجدها التليد لتحيي مهرجان الثقافة الموسيقية، ورغم بشاعة الإرهاب وقسوته لم يقو على انتزاع الروح الوثابة من فناني حمص ومثقفيها، وما إن دعونا لإقامة المهرجان حتى امتدت الأيادي البيضاء لدعمه والتصميم على نجاحه..
وعبّر العازف المكرم  بدرع المهرجان-مروان غريبة عن فرحه  بالتكريم وبعودة المهرجان والحياة الثقافية لمدينة حمص، وتحدث عن تجربة فنية طويلة امتدت لأكثر من 25 عاما، مؤكدا أن حمص هي بسمة سورية التاريخ والثقافة والحضارة. وأكدت مديرة مسرح دار الثقافة لمى طباع أن عودة مهرجان الموسيقى بعد توقف لست سنوات هو مناسبة فرح كبيرة لحمص وجمهورها وإعلان حياة..
وتحدث التشكيلي والنحات إياد بلال الذي صمم درع وملصقات وبرشورات المهرجان قائلاً: أوكلت لي النقابة مهمة الحملة البصرية للمهرجان وكان لدي هاجس حول كيفية تقديم خط بصري يربط عناصر متعددة كمدينة منكوبة تنهض من رمادها وتعلن فنا موسيقيا، وقد ذهبت بالتصميم إلى قيامة الحياة من خلال الخطوط بالملصق والرموز والألوان واختيار الكمان كعمل نحتي فني  يقدم درعا للفنان غريبة، واستخدمت لبقية الدروع فكرة الأصابع خالقة الطين ومبدعة  النحت ووسيلتي للمشهد البصري. وقد قدمت فرقة فرع حمص لنقابة الفنانين حفلا غنائيا تضمن أغاني وطنية وتراثية وطربية، بمشاركة الفنانين عمار العبد ومها الحموي ومصطفى دغمان
حضر حفل الافتتاح محافظ حمص طلال البرازي وعدد من أعضاء قيادة فرع حزب البعث وأعضاء نقابة الفنانين بحمص، وحشد كبير من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والفنية في المحافظة.. وكان مهرجان الثقافة الموسيقية على مدار دوراته قد استضاف عدداً من الموسيقيين العرب، من لبنان منصور الرحباني، فيكتور سحاب، توفيق الباشا، ومن مصر د. رتيبة الحفني رئيس دار الأوبرا، ومن العراق حميد البصري ومنير بشير، ومن فلسطين حسين نازك.
يستمر المهرجان حتى الـ 22 من الشهر الجاري وتوقيت العروض في الساعة السادسة مساء وتشارك فيه ثماني فرق موسيقية هي: فرقة فرع حمص لنقابة الفنانين، موزاييك، آرابسيك، نادي الفنون، نوا أثر، إضافة لمشاركة فرق وتر وإنجاز التعبير، وإميسا. وكلها فرق حمصية.
سمر محفوض