ندوة الثقافة الوطنية تدعو إلى تعزيز ثقافة الانتماء والحوار
ناقشت الندوة الوطنية التي تقيمها وزارة الثقافة بعنوان “الثقافة الوطنية ودورها في تحقيق النصر” سبل تعزيز ثقافة الانتماء والحوار وتطوير دورهما في عملية بناء الإنسان السوري.
الندوة التي تقام احتفاء بيوم الثقافة السورية شهدت مع انطلاق أعمالها اليوم في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق مشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين والإعلاميين وتهدف الى تغطية جوانب في الثقافة الوطنية ضمن بعد نقدي للانطلاق إلى الجوانب السلبية ومعالجتها وتعزيز الثقافة الوطنية الإيجابية لتبدأ عملية الخروج من الأزمة.
وفي كلمة المشاركين بالندوة تطرق عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب بديع صقور إلى ارتباط الحرية بالثقافة وأنه لا يمكن للإنسان أن يكون حرا إلا إذا كان مثقفا مؤكدا أن الثقافة تبني الإنسان وترفض كل ما يدور الآن من حقد وإجرام ضد الأرض والبشر في سورية الصامدة بفعل شعبها وجيشها حتى تبقى حرة.
وفي محوره بعنوان “دور الثقافة في بناء الإنسان” دعا صقور إلى تعزيز الدور الثقافي في بناء الانسان وزرع الثقافة بين أبنائنا الطلبة من خلال التعاون مع التربية لأن الثقافة تعلم الإنسان حب العدالة والحياة أما الجهل فيحول المجتمع إلى فوضى مبينا أن المثقف الحقيقي هو من يبحث عن قيم الإنسان ويسعى لقبول الآخر واحترامه وتقديره.
وأشار الدكتور عاطف البطرس في محوره بعنوان “الانتماء من الغريزة إلى الوعي” إلى أن مهمة المؤسسات والنخب نقل شعور الانتماء من شكله الغريزي إلى الوعي وتقوية الروابط التي تشد الإنسان بوطنه معتبرا أن الانتماء إلى الوطن لا يكتمل الا بمفهوم الانتماء إلى الدولة مع المحافظة على وحدة الوطن الجغرافية وتمتين عرى النسيج الاجتماعي وصون الأنظمة والقوانين الدستورية.
بدوره رأى علي قاسم رئيس تحرير جريدة الثورة في محوره “إشاعة ثقافة الحوار” أن الحوار ليس حاجة نجمت عن الظروف الاستثنائية التي نمر بها فحسب بل هو استجابة لطبيعة بشرية ومجتمعية مؤكدا أن الحوار عملية يجب أن تأخذ أبعادا فكرية وأن تجري على المستويات الوطنية المختلفة كسياق يتم اللجوء إليه يستبق محددات الخروج من الأزمة وكنوع من التعبير الطبيعي عن حراك المجتمع ودوره في تنمية المعرفة المجتمعية بأبعاد سياسية وفكرية.
واستعرض الباحث عطية مسوح في محوره “الثقافة الوطنية والنسيج الاجتماعي” مراحل ظهور ونشأة مصطلح الثقافة الوطنية في أربعينيات القرن العشرين مترافقا مع مصطلحين آخرين هما الواقعية الاشتراكية والالتزام مبينا الترابط بين هذه المصطلحات في مجالات الأدب والفنون وخاصة في مجال النقد.
بدوره تحدث الإعلامي محمد البيرق في محوره “إعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة” عن “حاجة الدولة والمجتمع إلى إعادة النظر في العلاقة مع المواطن وتحقيق معادلة العقد الاجتماعي عبر تعزيز فكرة المواطنة عن طريق المشاركة في الحياة العامة مثل التصويت في الانتخابات والترشيح والانتماء لمؤسسات المجتمع” مؤكدا في الوقت نفسه “ضرورة إيقاظ روح الانتماء لبلد تعرض للحرب لسبع سنوات بتنشيط العمل المؤسساتي”.
وأشار مدير عام دار البعث الدكتور عبد اللطيف عمران في محور “تكريس ثقافة الفكر النقدي” إلى أن هذا الفكر منظومة من المصطلحات والممارسات والمفاهيم التي تتباين بين المراجعة والتفكير والرؤية النقدية وبين النزوع الجارف نحو الانتقاد الذي غالبا ما يكون برأي عمران هداما لعدم اقترانه برؤية موضوعية بناءة قابلة للتحقق مع افتقاره البدائل المجدية .