نجوم لبنان… هجرة عكسية إلى دمشق
عندما جار الزمن على الدراما السورية، فتحت خطاً لبنانياً في مسلسلاتها بغية التسويق للمحطات اللبنانية، إضافة إلى القنوات السورية، بحيث ينقذ حجم البيع صاحب رأس المال وينشله من هوّة الخسارة. ودعاية أن الحضور اللبناني يساعد في تسويق العمل السوري للمحطات المهمة، هي مجرّد «كذبة» بيضاء لأن الوجوه اللبنانية تساعد في البيع لمحطات بلادها ليس إلا.
على أي حال، باتت الصنعة الشامية تتكئ على خط لبناني، طالما أن التقارب الجغرافي والتداخل السكاني والاجتماعي جعلا هذا الموضوع مبرراً درامياً. بالتوازي مع الهدوء الذي عمّ دمشق منذ العام الماضي، درجت موضة الهجرة العكسية للنجوم اللبنانيين إلى الشام، بعدما أقام نجوم سوريون، وصوّروا أعمالهم لسنوات في بيروت. أهم الحاضرين في الموسم الماضي كانت سيرين عبد النور في «قناديل العشاق» (تأليف خلدون قتلان، إخراج سيف الدين السبيعي). أثار حضورها زوبعة بسبب قرار نقابة الفنانين السوريين السطحي بمنعها على خلفية مواقف سياسية ألصقت بها، ثم سرعان ما حل الخلاف. كما حضر رفيق علي أحمد، ومجموعة كبيرة من الممثلين؛ بينهم عمار شلق وبيار داغر. هذا الموسم، تعاد الكرة مع المسلسل الكوميدي المؤجّل عرضه «سايكو» الذي تطل فيه: رولا شامية، طارق تميم، طوني عيسى ومروان خوري بشخصيته الحقيقية كضيف شرف. وشارك في مسلسل «شبابيك» (كتابة جماعية ــ إخراج سامر برقاوي) الذي عرض أخيراً على osn كل من: ستيفاني صليبا، وسام حنّا، إنجو ريحان، حسن مقدّم ونتاشا شوفاني. أما في «وردة شامية» (سليمان عبد العزيز وتامر إسحق) الذي يعرض على «bein دراما»، فقد حضرت: سميرة بارودي، آية طيبا ويوسف حداد. الحال ذاتها تطغى على موسم 2018. إذ كانت المغنية والممثلة بريجيت ياغي أول الواصلين إلى سوريا ولعبت دوراً في مسلسل «غضبان» (تأليف فايز البشير وإخراج محمد نصرالله)، فيما اختار المخرج أحمد إبراهيم أحمد النجم يوسف الخال لبطولة مسلسله «هوا أصفر» (تأليف علي وجيه ويامن الحجلي). يلعب الخال دور «كريم» الذي يقرّر أنّ الشرّ هو أنسب السُّبل لتحقيق مراده. الرجل كاريزماتي، داهية، خبيث، متعدّد ومتشعّب العلاقات، يعمل في زراعة الكوكايين، ويتخذ من تجارة الأبقار التي يديرها غطاءً للعمل. هو مهووس بالربح، والتملّك، بما في ذلك حبّه المرضي لـ«شغف» (سلاف فواخرجي). في العمل ذاته، يحل حسّان مراد الذي لمع في مسلسل «الهيبة» (هوزان عكو وسامر البرقاوي) العام الماضي. هنا، يؤدي دور المحامي سعيد الذي يلعب دوراً مهماً في المحور الرئيسي للعمل الذي يقوم على فكرة حيتان مال متورطين في عمليات التبييض. يكون لسعيد دور في تلك الصفقات المشبوهة بطريقة تحميه قانونياً. أيضاً، يحضر اللبناني أسامة المصري بدور «أبو رافي»، أحد أقطاب الصراع مع «كريم».
في السياق ذاته، تحط اللبنانية دارين حمزة في دمشق لتصوير دورها في المسلسل الهندي المعرّب «فرصة أخيرة» (إخراج فهد ميري). وكانت حمزة قد زارت دمشق عندما صوّرت مسلسل «الدوامة» (عن رواية فواز حداد «الضغينة والهوى» سيناريو وحوار ممدوح عدوان ــ إخراج المثنى صبح). أما في عملها الستيني الجديد، فتلعب دوراً رئيساً من خلال شخصية «نايا» منسقة الأعراس الرومانسية التي تزوّجت بشاب سوري بعد رحيل أهلها في الحرب اللبنانية.
أيضاً لم يقتصر الأمر على الدراما التلفزيونية، إذ تابع جمهور السينما السورية النجم بيار داغر في فيلم «طريق النحل» لعبد اللطيف عبد الحميد، ولا يزال الباب مفتوحاً لعدد كبير من اللبنانيين الذي سيحضرون بكثافة في موسم الدراما السورية القادم الذي ينجز داخل البلاد!