ومضات إبداعية يحملها معرض اللوحة والمنحوتة الصغيرة
حملت الأعمال التي ضمها معرض اللوحة والمنحوتة الصغيرة الذي تستضيفه صالة منتدى الفن ارت فورم بمدينة السويداء ومضات ابداعية وقيمة فنية جمالية عالية جسدها 28 فنانا تشكيليا .
المعرض الذي انطلق امس ويستمر شهرا يضم 23 لوحة اختلفت اساليبها وموضوعاتها اضافة الى خمس منحوتات من الخشب والبرونز والبازلت والرخام حيث يتميز بمشاركة قامات فنية بينهم مدرسين من جامعة دمشق فضلا عن تخصيصه حيزا لمجموعة من الاعمال للراحل الفلسطيني محمد الوهيبي والراحلين سامر بلان وسليم العشعوش من السويداء كما يوضح مدير الصالة الفنان ناصر عبيد.
وللوحة الصغيرة خصوصية وجمالية فنية كما يشير عبيد وتعكس قدرة الفنان على التحكم بألوانه ومفرداته ضمن مساحة صغيرة بطريقة بناء اللوحة بما لا يغفل شيئا من مقوماتها وتفاصيلها بعكس اللوحات ذات المساحات الكبيرة التي يمكنه ان يشتغل فيها بحرية اكبر فضلا عن الحميمية التي تنشأ بين الفنان واللوحة.
الفنان الدكتور سائد سلوم المدرس في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق اعتبر أن تكثيف الواقع الكبير في لوحة صغيرة من القضايا المهمة التي يعالجها الفنان بإشكالية كبيرة فاللوحة الصغيرة تحوي تكثيفا وتركيزا عاليا مبينا ان مشاركته مزيج مركب بين السريالي والتعبيري بسبب مرور الانسان بحالة تعبيرية لكن بتركيب غرائبي قليلا غير موجود في الواقع العام نراها فقط في الازمات حيث الاشياء ليست كما يجب ان تكون في الحقيقة وانما كمتخيلات كبرى.
الفنان التشكيلي عدنان حميدة رأى ان الاعمال الصغيرة فيها ومضة ابداعية سريعة ووجود معرض لـ /28/ فنانا من عدة محافظات يتيح روءية مشهد بانورامي للفن الشكيلي بالعمل الصغير فضلا عما يوفره هذا اللقاء والتجمع بين الفنانين من خلق حوار ثري وتبادل للخبرات لافتا الى انه يشارك بعمل هو عبارة عن بورتريه دراسة سريعة لعمل كبير يضم اكثر من وجه .
الفنان كريم الجابي المدرس في كلية الفنون الجميلة بدمشق اعتبر ان المعرض جميل جدا ولا سيما من ناحية لقاء الفنانين في هذه الظروف ليؤءكد ان الفنان السوري حاضر وموجود بكل لحظة وينتج اعمالا ابداعية تعبر عن التفاؤل والفرح كما تعكس هذه اللوحات.
اما الفنان نبيه بلان الذي يشارك بلوحة بورتريه لشخصية واقعية من السويداء توفيت في ستينيات القرن الماضي فيرى ان اللوحة الصغيرة تختلف بحسب هدف الفنان منها فغالبا ما تكون دراسة سريعة لعمل كبير او يمكن سميتها /اسكتش/ لكنه يملك خصوصية لما يتركه الفنان فيه من طاقة ولمسات سريعة ليكون المعنى ليس في العمل بقدر ما يكون في الخط واللون والحركة والعفوية.
الفنان التشكيلي اسامة ذياب يشير الى ان لوحته التي يشارك بها عبارة عن عمل تعبيري يحمل عواطف واحاسيس خاصة بالمرأة كعنصر تشكيلي يحوي مخزونا جماليا لا ينتهي لكونها تمثل لديه اصدق مدلول تشكيلي يعبر عن الفنان معتبرا ان المعرض بما يضمه من كوكبة من الفنانين من عدة محافظات ومدارس فنية متنوعة يشكل لقاء عالي المستوى فضلا عن القيمة الفنية والجمالية التي تحملها الاعمال المعروضة والتي تختزل كل منها مرادفات وجملا بصرية جميلة جدا ومكثفة ضمن كادرها البسيط.
في حين يعتبر الفنان عادل ابو الفضل ان اللوحة الصغيرة لا تقل اهمية عن اللوحة الكبيرة بقدر ما يكون فيها عملية بحث علمي فكري عقلاني بصري وان الاعمال المشاركة في المعرض في غاية الاهمية ووجود هذا التجمع من الفنانين المهمين يتيح الفرصة للاستفادة من تجارب الاخرين.
الفنانة جمانة شجاع تؤكد ان المعرض يسهم في اغناء تجربتها الفنية مع وجود هذا العدد من الفنانين المعروفين مبينة ان لوحتها تجسد العلاقة الروحية بين الرجل والمرأة القائمة على المحبة والانسجام والتي تصل الى الة تلاشي كل منهما في الاخر ومع محيطهما والتي عبرت عنها بألوان زيتية انثوية مبهجة مع استعمالها رملا بحريا على سطح اللوحة.
الفنان التشكيلي جدعان قرضاب يشير الى انه يشارك بعمل نحتي من البازلت الابيض يمثل رجلا واضعا يده على صدره والاخرى يمدها الى الخلف ويعكس حالة انسانية من هذا الزمن.
رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بالسويداء الفنان حمد عزام يرى ان الجميل في المعرض انه خصص للاعمال الصغيرة التي يحتاج شغلها الى تركيز كبير على مساحة ضيقة لتعطي غنى لونيا مكثفا ودلالات جمالية مختلفة اضافة الى كونه يضم اسماء معروفة.