أبو خليل القباني.. ضمن سلسلة (أعلام ومبدعون)
أبو خليل القباني عنوان الإصدار الجديد من سلسلة أعلام ومبدعون التي تصدرها الهيئة العامة السورية للكتاب شهريا لليافعة.
وجاء الكتاب الذي أعدته هناء أبو أسعد على صورة حكاية فالطفل سامر يعود لبيته مسرورا لأن معلمة مادة التربية الفنية اختارته لتمثيل مسرحية ستعرض على مسرح أبي خليل القباني فيطلب من جده أن يحكي له سيرة حياة هذه الشخصية السورية.
ويقدم الجد للحفيد في بداية الحكاية تعريفا بالقباني فهو أحمد بن محمد آغا بن حسين آغا آقبيق الملقب بأبي خليل القباني عرف بصفته المؤسس الأول لما عرف بالمدرسة الشامية في المسرح التي اعتمدت على دمج التمثيل بالغناء والرقص.
وجاء في الكتاب أن القباني تمرد على رغبة أبيه وتحمل الكثير من المحيطين به لمزاولة موهبته الفنية فاستأجر في باب توما قطعة أرض وراح يمرن رفاقه على التمثيل ليقدم عرضه الأول رواية عائدة التي بشرت بولادة المسرح في دمشق تلاها بمسرحيات أخرى اقتبسها من روايات مهمة مثل ناكر الجميل ووضاح ومصباح وقوت الأرواح.
وبعد تعرض أبي خليل القباني للتشديد والملاحقة على يد المحتل العثماني وإحراق مسرحه انتقل إلى مصر واصطحب معه بعض أفراد فرقته ومجموعة من العازفين وقدم مسرحيات أنس الجليس ونفح الربا وعفة المحبين وعنترة وناكر الجميل والخل الوفي.
كما اهتم أبو خليل القباني باللغة العربية واعتنى بسلامتها إضافة إلى تركيزه في عروضه على ظواهر اجتماعية سلبية وتعاون مع الفنانين المتألقين والكتاب السوريين المبعدين عن وطنهم جراء الاحتلال العثماني ووصل عدد ما قدمه القباني من حفلات في مدينة الاسكندرية وحدها الى 35 حفلة قدم فيها مسرحيات عديدة.
ويوضح الكتاب أن القباني أكثر من التنقل بين مصر وسورية ما أتاح للفرق الأخرى منافسته إلى أن وصلت الغيرة بمنافسيه عام 1900 إلى حرق مسرحه في القاهرة عندما كان يقدم عروضه في أقاليم أخرى بمصر فتوقف بعدها نشاطه المسرحي نهائيا.
عاد القباني إلى دمشق وأصيب بالطاعون وتوفي عام 1903 تاركاً أثره المسرحي والفني الذي دل على شجاعته وقوة رأيه ليكون رائد المسرح العربي الذي تأثر به مسرحيون كثيرون أتوا بعده.