نحو هذه الديمقراطية العالمية!
أكرم شريم
تقتضي العدالة، وبمعناها الصحيح والسليم أن يكون لكل دولة في هذا العالم (الفيتو) الخاص بها، كونها تمثل شعباً، وهذا الشعب له حق شرعي وقانوني في كل ما يجري في هذا العالم من تدخل أو اقتراح أو تصويت أو دعم مادي أو عسكري أو أي موقف آخر يريد، وهذا يعني أن من حق شعوب العالم أن يكون لها (195) فيتو! وذلك لأن عدد دول العالم (195) دولة وليس كما يجري الآن في هذا الإقطاع السياسي أنها ست دول لا غير. ونعترف أن من حق هذه الدول الكبرى أن تحصل على أكثر من فيتو وربما تحصل على خمسة فيتوات وليس أكثر المهم أن كل دولة لها الحق في التمثيل نفسه وفي المجال نفسه لأنه قرار عالمي وأممي وليس مشكلة محلية أو إقليمية. فهل تملك هذه الدول الكبرى وحدها حق الفيتو بسبب ضخامتها، والضخامة للجمل أيضاً، فهل تقبل أن يحكمك الجمل ويتحكم بك؟! وهل بسبب قوتها المادية والعسكرية؟!. إذن فهي تحكم دول العالم، وكمثال هذا الفيتو المجرم الذي جعل القدس عاصمة فلسطين الحبيبة لأعدائنا وأعداء الشعوب وحتى بعد أن أصبحت قسمين: شرقية وغربية، يأتي هذا الشاذ الذي ساعده أعداؤنا وأعداء الشعوب ليسرق الرئاسة من هيلاري كلينتون، وهو كذلك يحتقر المرأة ، لكي يعلن ذلك غير آبه بآراء ولا بمواقف الشعوب ولا الأمم المتحدة!. وحتى الدول التي هددها بقطع المساعدات عنها قد قامت هي بقطع المساعدات عنه حتى بقي وحده في الصالة مهرجاً فاشلاً وشاذاً ومكروهاً هو وكل من ساعده ومعه كل أعدائنا وأعداء الشعوب!.
ونطرح الآن هذه الأسئلة: هل الشعب الأمريكي وافق عليه؟! طبعاً لا.. إذن فهو مرفوض كرئيس. وهل شعوب العالم وافقته؟! طبعاً لا.. إذن فهو شاذ وإجرامي ومرفوض هو وقراره. وكل شعوب العالم، ومعها الأمم المتحدة تقول بذلك: عاشت فلسطين حرة أبية كلها وبكل شبر فيها، وعاشت القدس عاصمتها وعاصمة السماء، لشعبنا الفلسطيني ولكل المسيحيين والمسلمين في كل أنحاء العالم!.
وهل يجعل هذا المنصب الكبير في العالم رئاسة الولايات المتحدة، الذي رفعه إليه وساعده أعداؤنا وأعداء الشعوب وتحت أنظار كل شعوب العالم لكي يصل إليه وتحديداً لكي يخدمهم وتماماً كما يريدون، هل يجعل الولايات المتحدة الآن محتلة أم لا؟!. فكيف سيقبل الشعب الأمريكي به؟! وإذا استطاع أن يشتري الرئاسة بأمواله وبمساعدة وسائل الإعلام التابعة لأعدائنا وأعداء الشعوب، وهي أكثر من ثمانين بالمئة من أصل وسائل الإعلام الأمريكية، فكيف يسكت هؤلاء الجمهوريون من حزبه وهم الأغلبية والذين رفضوه؟!. وكيف ينسى الشعب الأمريكي تقارير أطباء علم النفس الأمريكيين الذين كتبوا بأن هذا الرجل لا يصلح أن يكون رئيساً؟!. وإذا سكت هؤلاء فكيف يسكت الحزب الديمقراطي والذي ترأسه هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية سابقاً وزوجة الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون؟!.
كيف حدث كل ذلك، وهل كان سيحدث لولا مساعدة ودعم ومؤامرات أعدائنا وأعداء الشعوب، وبالذات لكي يقول ما قال عن القدس عاصمة السماء الحبيبة، ولكن وعلى الرغم من كل ذلك، وعلى الرغم من كل أمواله ومؤامراتهم فقد جاءت الصفعة الكبرى على الوجه من كل شعوب العالم، والرفسة بالرجل على القفا من كل شعوب العالم، خاصة وأن هذه الحكومات السبع التي وافقت معه ومع إسرائيل صغيرة جداً وأقل من أقل قليلة ولا تدخل في عداد الشعوب الهامة!. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن يكون لكل دولة في هذا العالم فيتو خاص بها ولا يتم تنفيذ أي قرار في الأمم المتحدة إلا إذا وافقت عليه الدول الأكثر عدداً ولا تنفذ إلا القرارات التي تحصل على الأعداء الأكثر من الفيتو، وما كل ذلك إلا لتحقيق العدالة الصحيحة والسليمة في هذا العالم وعلى عكس ما يعمل وينفذ أعداؤنا وأعداء الشعوب!.