وقائع الندوة الثقافية حول الشاعر عمر أبو ريشة في كتاب
كتاب (عمر أبو ريشة شاعر الكبرياء والصورة) الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب مؤخرا تضمن وقائع الندوة الثقافية التي نظمتها وزارة الثقافة حول الشاعر الراحل بمشاركة الباحثين والنقاد الدكتور محمود سالم والدكتور غسان غنيم والدكتور ثائر زين الدين والدكتور إسماعيل مروة.
وشمل الكتاب الذي أعده ووثقه إسماعيل مروة ونزيه الخوري أبحاثا ألقت الضوء على حياة الشاعر أبو ريشة وتجاربه في وطنه وخارجه خلال عمله الدبلوماسي ونشاطه الأدبي وإظهارا للرؤى السياسية التي خاض الشاعر غمارها ومواقفه الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي ونزوعه القومي وتميز قصائده بالانتماء الفكري والثقافي.
وبين الباحثون أن الشاعر كان معتداً بشعره وبنفسه وكان عزيز النفس حتى في شعر الغزل كما أن تنقله في أصقاع الأرض أعطى نصوصه جمالية فنية ملونة مزركشة بالصور ومشتعلة بالعواطف.
وأوضح الدكتور سالم أن الشاعر أبو ريشة صاحب ثقافة عالية وتجربة ذاتية حصل عليها من خلال مطالعاته وأسفاره واحتكاكه بمختلف الحضارات واطلاعه على التراث العربي والشعري منه خاصة ومتابعة الاتجاهات الأدبية السائدة في عصره أما الدكتور غنيم فرأى أن الراحل لم يركز على المرأة بعينها بل تناولها بمفهومها العام كما تقمص في شعره التجارب الإنسانية التي تتوهج وتتضمخ بالوجدان وبالموسيقا وبالصورة الفريدة وباللغة الفنية العذبة التي تهز المتلقي وترتقي به.
على حين لفت الدكتور زين الدين الى أن أهم ميزات أبو ريشة انفتاحه على الآخر والاتحاد به واستحضاره الشخصية التراثية وهي تقنية يلجأ إليها الشاعر حين يشعر بأن علاقته بهذه الشخصية بلغت ذروتها وأنها قادرة بملامحها التراثية أن تحمل أبعاد تجربتها الخاصة وفي الوقت عينه أشار الدكتور مروة إلى أن الراحل كان شاعراً ثائراً من الناحيتين الشكلية والفنية فقدم أشعاراً تختلف عن سابقيه متميزاً بثورته وتحرره وبانتقاله بين ضفة وأخرى وبانغماسه في القضايا الوطنية فضلا عن صداقته الوطيدة مع شخصيات وطنية سورية.
كما اختارت في خاتمة الكتاب الباحثة خلود أحمد رسول مجموعة من نصوص الشاعر أبو ريشة بناءً على توافقها مع الذائقة الجمالية والحس الوطني والبنية الفنية للشعر منها بعد النكبة وبنات الشاعر وما أوجع الغربة ويا عيد ومعبد كاجوراو وأوغاريت وكأس وجبل والروضة الجائعة وعودي وحواء وهذه أمتي غيرها.