ثقافة

المفتي حسون: الاستثمار الثقافي في الإنسان لمحاربة الفكر المتطرف

ركز سماحة المفتي العام للجمهورية د. أحمد بدر الدين حسون على دور الثقافة وتأثيرها في الحضارة، وأهمية تطوير قدرات الإنسان العربي وتنمية وعيه.
ودعا سماحة المفتي خلال ندوة أقيمت أمس في إطار الاجتماع الدوري للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب المنعقد في دمشق بعنوان: “التنوير في مواجهة التكفير” إلى تثقيف الإنسان العربي وتوعيته في مواجهة المخططات الاستعمارية قائلاً: الأدباء العرب يمثلون نخباً تنويرية، أثبتت علاقتها بالتنوير إذ اختارت دمشق عاصمة لاجتماعها، ونحن اليوم على مفترق طرق من أخطر ما يكون، يوم ذبنا بالمصطلحات التي طرحها الغرب عبر مشروعه الاستعماري لتفتيت المنطقة ونحن مشينا وراءها، لاسيما ما أطلقوا عليه “صراع الحضارات”، فالحضارة تعني المحبة والخير والعطاء، وليس القتال على ثروات الأرض واحتكارها لصالح جهة دون أخرى، وأكد للمجتمعين أن رسالتهم  الثقافية والأدبية والإنسانية ليست في صياغة الجمل الجمالية، وإنما في بناء مجتمع جديدٍ محتاجون إليه في وجه هجمة سخرت لها آلاف القنوات الفضائية، ويا أسفاه على من اشتريت رسالتهم وأقلامهم.
وبيّن سماحة المفتي الفرق بين الطائفة التي هي مجموعة سياسية، أرادت السلطة ولبست عباءة الدين، والمذهب الذي هو فكر متنوّر لا يصطدم بأحد إنما يعتبر من قبله كنزاً ومن بعده رصيداً له..وأكد أن الفكر المتطرف الذي ظهر ونما في حضن الاستعمار الغربي وأدواته قائم على فكرة القتل والتكفير وإلغاء الآخر، متجاوزا في تصرفاته وأحكامه كل الشرائع السماوية التي دعت إلى المحبة والإخاء والسلام، وما الحرب الإرهابية على سورية إلا نموذجاً للفكر الذي يريد الفكر التكفيري نشره وتعميمه.
وأشار سماحة المفتي إلى أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى بث وتغذية كل دعوة تساعد على انقسام المجتمعات العربية في الدين والمذهب والعرق ليضمن لكيانه التفوق.
وختم سماحة المفتي حديثه قائلاً: سورية التي هي على بوابة الانتصار، تشكركم جميعاً لأنكم كسرتم قيوداً أغلقت عليها وحطمتم أفكاراً سيئة صيغة حولها، كلنا مسؤولون أيها السادة ويجب أن نتكامل، فيكون كل منا مرآة أخيه، لنصل إلى بناء وطن وأمة، فشعوبنا تستحق عطاءً أكبر، وشعوبنا العربية بكل أطيافها، تستحق أن نبذل لها أكثر، ليست المناصب هي المهمة، المهم أن تكسب إنساناً فهو أقدس عند الله من كل المقدسات.
سامر الخيّر