ثقافة

التنوع في المواضيع والأساليب في معرض الفنان مخلص الورار بثقافي أبو رمانة

عاد الإعلامي المعروف مخلص الورار إلى شغفه الأول واختصاصه الأكاديمي الذي درسه في كلية الفنون الجميلة قبل ما يقارب أربعة عقود مضت حيث ضم معرضه الفني الرابع الذي افتتح مساء اليوم في ثقافي أبو رمانة بعنوان جدلية الشكل واللون 88 لوحة عكست قدرته الفنية وحبه لعالم اللون.

المعرض الذي أقيم تحت رعاية وزير الإعلام عماد سارة ضم أعمالا ذات مواضيع تنوعت بين البورتريه والمشاهد الطبيعية والتحويرات التعبيرية والتجريد والحروفية بتقنيات تعددت بين الزيتي والمائي والغرافيك وبأحجام تراوحت من اللوحة الصغيرة والمتوسطة والكبيرة ما عكس تنوع الرؤى الفنية لدى الفنان الورار وعدم انغلاقه على أسلوب أو مواضيع معينة.

وقال الفنان الورار  إن “عملي في الإعلام طغى على نشاطي الفني خلال سنوات مسيرتي المهنية لذلك غبت عن الساحة الفنية من ناحية المعرفة الجماهيرية ولكن هذا لم يبعدني عن الفن الذي أرى من خلاله الحياة بكل تفاصيلها وهو ليس مهنة أو احترافا بالنسبة لي بل ممارسة عفوية أقوم بها في كل لحظة لتقديم رسالتي الإنسانية للمشاهد”.

وأضاف الورار إن “أعمال المعرض تنتمي إلى عدة تجارب فنية اشتغلت عليها خلال عدة سنوات وأنا في حالة بحث فني دائم لا تعرف السكون والوقوف عند حد معين من التجريب فالفنان يجب أن يكون في حيوية دائمة وبحث متواصل لالتقاط الجمال وتقديمه بأفضل أسلوب للتعبير عن رؤيته الخاصة”.

وأشار مذيع برنامج أهلا يا صباح إلى أن عمله الإعلامي لم يبتعد عن الشأن الفني والثقافي حيث قدم عدة برامج ثقافية منها برنامج الفنون التشكيلية لأكثر من عشر سنوات في إذاعة دمشق بالتعاون مع كل من الناقد الراحل طارق الشريف والنحات محمود شاهين إلى جانب برنامج المجلة الثقافية وغيرها.

والحركة التشكيلية برأي الورار كانت من أقوى النشاطات الثقافية الفاعلة في مختلف المحافظات خلال سنوات الحرب على بلدنا رغم الظروف نتيجة لرغبة الفنانين السوريين في إيصال صوتهم للعالم بأن بلدنا بخير مهما طالها العدوان فهي قادرة على النهوض من جديد بفضل طاقات وعقول وسواعد أبنائها من المبدعين.

ولفت الفنان الورار إلى أهمية ترويج العمل التشكيلي وجعله أكثر قرباً من الإنسان العادي وأن لا يقتصر تذوقه على النخبة المتخصصة في مجال الفن التشكيلي ليكون فناً اكثر شيوعاً بين الناس وأكثر تجاوباً مع حياتهم وأذواقهم مع تضافر جهود العاملين في مجال الفن التشكيلي من أفراد ومؤسسات.

بدوره قال الناقد أحمد المفتي إن “الفنان مخلص الورار يرسم وفق عدة مدارس فنية وفي هذا المعرض طرح عنوان جدلية الشكل واللون وعالجها من خلال التصوير الزيتي والخطوط والتقنية المائية كما أن اختصاصه الأكاديمي في الحفر أعطاه مفاتيح كثيرة ليضعها على اللوحة”.

واعتبر المفتي أن الأعمال المعروضة بتنوعها عكست تمكن الفنان من أدواته الفنية كما أن الأعمال التي تضمنت الخط العربي دلت على تعبير الفنان عن ذاته والطاقة الكامنة ما وراء الحرف من خلال اللون والتكوين فضلا عن عدد من الأعمال الانطباعية والتعبيرية التي جاءت تكويناتها متناغمة مع الشكل والموضوع.

التشكيلي أنور الرحبي أمين سر اتحاد التشكيليين قال إن “الفنان الورار يعد أحد الأرقام الصعبة في الفن التشكيلي بما يخص الموضوع وهو يميل دائماً لتصوير الحياة الموجودة في أعماله لسببين أولهما عمله كإعلامي يتناول عناصر الحياة وثانيهما كونه فنانا يحاول أن يخرج ما بداخله عبر لوحاته”.

من جهته قال الدكتور علي القيم إن “الفنان الورار يحرص على تطوير اللوحة وخاصة الصغيرة منها حيث يعطيها الأبعاد في الشكل واللون وهذا يعكس حالة الصبر والتأمل والغنى التي يمتاز بها كفنان وأعمال المعرض تبرز المرحلة المتطورة التي وصل إليها الفنان عن سابقاته من المعارض مما يدل على حرصه لتقديم لوحة فريدة فيها الكثير من الحيوية والإشراق”.

حضر افتتاح المعرض معاون وزير الثقافة المهندس علي المبيض وحشد من الإعلاميين والفنانين التشكيليين والمهتمين.

والفنان مخلص الورار من مواليد حماة خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم الحفر والطباعة عام 1981 وهو عضو اتحادي الفنانين التشكيليين السوريين والعرب ومشارك في المعارض الجماعية التي تقيمها وزارة الثقافة واتحاد التشكيليين وفي عدة ملتقيات فنية له ثلاثة معارض فردية محلية وعمل في مجال الإعلام والصحافة منذ عام 1977 مذيعاً ومقدما للبرامج وأعماله الفنية مقتناة لدى وزارتي الثقافة والإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وضمن مجموعات خاصة.