ندوة ثقافة التنوير وتحديات المستقبل تناقش دور الشباب في مشروع النهضة
تطرقت الندوة الفكرية التي بدأت الأحد ضمن فعاليات اجتماع اتحاد الأدباء والكتاب العرب لمحاور متنوعة شملت دور الشباب في المشروع النهضوي العربي وسعي الغرب والصهيونية لنشر أفكار تقسيمية لجسد الأمة تقف بوجه أي فكر توحيدي وتنويري.
الندوة التي حملت عنوان “ثقافة التنوير وتحديات المستقبل” استهلها الباحث العراقي باقر الكرباسي بالإشارة إلى دور الشباب المثقف في المرحلة الراهنة لبث افكار التنوير بين نظرائهم داعيا الى إيلائهم المزيد من الاهتمام وتدريبهم لتعلم الفكر الصحيح وتقديم أفكار تنويرية للأمة.
الدكتور أسعد السحمراني من لبنان تحدث عن أهمية فلسطين لخلق وعي ثقافي عربي مقاوم منطلقا من أهمية موقعها الاستراتيجي الذي جعلها مطمعا لكل الغزاة إضافة لالتقاء مخططات الاستعمار والصهيونية لإنشاء كيان فيها يحول دون تحقيق الوحدة العربية مشيرا إلى محاولات الغرب نشر أفكار تعمل على بث التفرقة بين العرب بغية تفكيك الأمة العربية.
الدكتورة ناديا خوست من سورية تحدثت عن التنوير في ظروفنا وأهميته في مواجهة المخطط التكفيري والذي كان عاملا أساسيا في إشعال الحرب على سورية وما حمله من نتائج سلبية على الأمة بمجملها معتبرة أن انتصار التنوير الفكري وحده “سيدشن نهاية كيان الاحتلال الإسرائيلي” وما جاء به من أفكار متطرفة إلى منطقتنا.
الباحث يوسف الحسن من الجزائر قال “عندما يتناول الإنسان المثقف السياسة يجب أن تكون نظرته لها غير متأثرة بما يسمعه من الإعلام الذي هو مملوك في أغلبه لأصحاب الفكر المعادي للعروبة” مستشهدا بكتاب إدوارد سعيد “الاستشراق” ومحذراً ممن سموا أنفسهم بالتنويريين لكنهم في الواقع صنيعة الاستعمار وبرروا وجوده مشكلين أرضية لوجود تنظيم “داعش” الإرهابي وأمثاله ليعيثوا خرابا وفسادا في الأمة العربية.
الدكتور مبارك سالمين من اليمن تحدث عن التطرف وأثره السلبي على مشروع التنوير فقال “بني التطرف على جهل ساد في مجتمعات عربية انطلق من التكفير وإلغاء الآخر وكان نتيجة تغذية استعمارية عبر زرع أفكار لا تمت إلى واقعنا الحالي بصلة فكانت نتيجته إحداث الانقسامات في كيان المجتمعات العربية”.
الباحث فريد عليبي من تونس فرق في حديثه بين مصطلحي الأنوار والتنوير معتبراً أن الأخير يجب أن يحمل أفكاراً عربية أو إنسانية تدفع صاحبها لفهم كيفية الدفاع عن نفسه وعن حقوقه وعن وطنه أما الأنوار “فيمكن تبديلها من وقت لآخر دون أن تجدي نفعا لمن يؤمن بها او لمجتمعه المحيط”.
وتختتم ندوة “ثقافة التنوير وتحديات المستقبل” أعمالها اليوم بمحاور يقدمها باحثون من سورية والدول العربية.