ثقافة

إطلاق الفيلم السينمائي السوري الروسي المشترك “تدمر”

عقد فريق عمل الفيلم السينمائي السوري الروسي المشترك (تدمر Palmayra) في صالة آرت هاوس في  الأمس مؤتمراً صحفياً ضم طاقم العمل الروسي والنجمة سلاف فواخرجي والفنان وائل رمضان كممثلين عن شركة شغف شريك الإنتاج السوري في الفيلم الذي وقع عقد إنتاجه في موسكو منتصف شهر نيسان الماضي بالشراكة مع المنتج آندريه سيغليه صاحب شركة برولين إحدى أهم شركات الإنتاج السينمائية الروسية، وتدور أحداث الفيلم الذي سيتم تصويره في أماكن من سورية وروسيا حول طبيب من داغستان تتفكك حياته عندما تهرب زوجته وبناته سراً إلى سورية للانضمام إلى المجموعات الإرهابية فيسارع إلى إنقاذهم.

فني إنساني
بدأت المؤتمر النجمة فواخرجي فقالت: ابتدأنا التحضير للمشروع منذ نيسان 2017 حيث تم توقيع بروتوكول الاتفاق برعاية وزير الثقافة الروسي الذي اهتم بهذا التعاون الثقافي المشترك، لأن تدمر تعني له الكثير كما تعني لنا وللجميع، مشيرة إلى أننا لا نقدم فيلماً وثائقياً بل نلتزم بالحقيقة ضمن قالب فني حقيقي، بتعاون وحب لتنفيذ مشروعنا الفني الإنساني من أجل تحقيق عدة أهداف أولها تحقيق الطموح بتنفيذ فيلم عالمي ونحن نمتلك القدرات والإمكانيات، وثانيها تحقيق هدف إنساني لنروي ما حدث في سورية عبر قصة حقيقية استثمرناها في الفن، وثالثها تعزيز العلاقة السورية الروسية المشتركة بين الشعبين اللذين يمتلكان تاريخاً مشتركاً، بالإضافة إلى الفن لأجل الفن والإيمان بعمل فني يحكي عن سورية التي تعرضت لإرهاب لا دين ولا جنس له، ونحن يمكننا معاً تحقيق المشروع يجمعنا الإيمان واليقين لنحمي مستقبلنا ومستقبل سورية، ونحن قادرون كطاقات بشرية مؤهلة على الدوام، مضيفة: ولا يخفى على أحد أن للسينما سحرها الخاص ونحن بحاجة لنشعر بأنفسنا كفنانين سوريين.

رمز ثقافي
من جانبه قال المنتج آندريه سيغليه صاحب شركة برولين: هذا الفيلم ضد التطرف والإرهاب بالدرجة الأولى ولا يوجد أحد بمعزل عن تهديد التطرف وسوف يكون محط أنظار العالم، وقد بدأنا خطوات عملية لاستطلاع مناطق التصوير وزرنا عدة مدن ونحن الروس نتأنى في الأمور، ولكننا نعمل بسرعة بعد ذلك مع تركيزنا على مسألة هامة جداً وهي أمان طاقم التصوير، ونحن نلمس تحضيراً جدياً من شركائنا السوريين وبمستوى عال، مبيناً أن (تدمر) هي رمز للثقافة الإنسانية العريقة التي تعرضت لهجوم. وأضاف: أود القول أنه من المؤسف أن هناك العديد من المدن السورية التي طالها الخراب ويمكن التصوير فيها فقد رأيت مدناً فارغة بالكامل وبيوتاً مهدمة تروي حكاية عائلة تعاني وأطفال تعساء وناس بلا مأوى، ويجب أن تبذل جهود كبيرة لتعود الحياة، ونحن سنبذل كل الإمكانيات من أجل ذلك في أٌقرب وقت، موضحاً: إن زيارتنا ستشكل إضافات على السيناريو وهذا طبيعي جداً، ولفت إلى أنه لمس الدفء وحب الحياة في كل مكان زاره وفي وجود الناس في الشوارع رغم الحرب التي أتعبتهم.

طاقم عالمي
كذلك رأى المخرج إيفان بولوتينكوف بأن المرء يتعرف على الحياة في أي بلد من خلال الناس الذي يستقبلونه فيه، وطالما كان وائل وسلاف هم من استقبلنا فلقد عشقنا بلدكم وأحببنا الشعب السوري وكل يوم نشعر بأننا أقرب، مبيناً أن قصة الفيلم ليست فقط عن سورية بل هي عن كل العالم الذي يعاني من وجوه مختلفة للإرهاب كما أنها ليست دعائية بل هي قصة إنسانية بحتة يجسدها فيلم واقعي نقدم من خلاله  سورية لكل العالم ومدى روعة الشعب السوري، ونأمل أن نحقق عملاً مشتركاً ناجحاً  نجمع من خلاله طاقماً عالمياً من الجانب التقني والتمثيلي.

بداية وباكورة
كما أشار الفنان وائل رمضان إلى أن فكرة التعاون مع شركات أجنبية قديمة حتى قبل بداية الحرب لتنفيذ تجارب مشتركة وتقديم عمل فني نرتقي به، ومنذ فترة حدث تواصل مع الأصدقاء الروس و(بالميرا) هو بداية وباكورة لأعمال قادمة، قائلاً: بالطبع الإنتاج  سيكون مشتركاً مع الشركة الروسية على جميع المستويات، كما سيتم عرضه في صالات روسية وسورية وفي مختلف دول العالم، لافتاً إلى أننا بحاجة إلى أكثر من جهة وليس فقط الجانب الروسي، كما أننا بحاجة إلى إعادة إحياء البلد فنياً وخاصة مع انتصارات الجيش السوري على الأرض، وبقي أن تعود الأمور الإنسانية والفنية وهذا واجبنا تجاه الإنسان السوري الحقيقي الذي بقي في البلد، ونأمل بأن نكون قدمنا صورة جميلة عن وطننا سورية.
بينما قال المصور الروسي أليك لوكيغف: أنا أنظر إلى الأمور بعين عدستي ولكنني في هذه الحالة تحديداً أنظر بقلبي، لأنني لمست في بلدكم سورية دفئاً كبيراً، ولديكم بلداً جميلاً والأجمل هو شعبه وأنا مقتنع جداً أن الفيلم سيكون “حساساً” وقريب للناس.

لوردا فوزي