لكَ الفيحاءُ
إلى روح الشاعر الراحل
سائر إبراهيم
أَتَـصْمُتُ حـينَ ضـجَّ بِكَ الصَّهيلُ أَمَـحْضٌ صـوتُ (سائر) أَم هديل
رَثَـا الـنَّحْلُ الَّـذينَ يَـضيفُ مِنهُم عَـلى مـا كـانَ مِـن حبقٍ ظليل
أقــول (لـسـائرٍ) والـريـحُ تـهفو: أَيَــدري مــا أَرابَـكَ مَـن يُـهيلُ ؟
لَـقَـد صَـدَّعـتَ لـعنةَ مَـن رَمـانا وَقَـد يُرمى بِها (الحَمَدُ) الطَّفِيلُ
فـأشرقْ حيث كلّ النور يسعى فــــإنَّ الــلـيـلَ أمّــتُــه تـمـيـل
وَكَـيـفَ يَـنـوبَكَ الـمـثوى بِـجـرحٍ جِــهـادُكَ ســائـرٌ لـلـنورِ سـائـرٌ
وَتَـحـمـيكَ الـبـلابلُ وَالـطُـلولُ ؟ وَأَنــتَ لِـزهـرةِ الـمعنى سَـليلُ
فَــإِن يَـنْـأَ الـفِـرِنْدُ فَـقَـد أَراكُــمْ وَبِــالـجـوزاءِ مَـنـزِلُـكُـم خَـمِـيـلُ
فَـراقِدُ في سَماءِ عُلاكَ شمسٌ تـلـوّنـهـا بـضـحـكـتِكَ الـفـصـولُ
ستبقى حيثُ تحفظكَ المعاني وهــا لــك غـيـرَ قـافـيةٍ رسـولُ
عـلـى شـفتيكَ خـمرةُ أقـحوانٍ يـعـتّـقـها بـحـضـرتـكَ الـخـلـيـلُ
وتـمـلـؤكَ الأمــانـي وأنـــتَ آتٍ وصــوتُــكَ آيـــةٌ ويـــداكَ جــيـلُ
تـكـلّـلـكَ الــشّــآمُ بـنَـجْـمَـتَيْها ويَــرْفُـلُ ظــلَّ قـامـتِكَ الـجـزيلُ
فَــإِنَّ الـناسَ قَـد حَـزِنوا عَـلَيكُم كَـمـا أَنــا فــي رحـيـلِكمْ كَـلِيلُ
لــكَ الـفـيحاءُ حـتَّـى لا أغـالي أهـذا الـموتُ مـوتٌ أم سـبيلُ ؟
وَمَـا يُسقَى الشَّهيدُ بِغَيرِ شَهْد وأَنــتَ الـسلسبيلُ لِـما يَـسيلُ
لـيَشْهَدَ فـي يـقينِ الشِّكِّ منهُ ويـسـتسقي قـوافـيَكَ الـنَّـخيلُ
وأَنَّـــى يـهـتـدي لـلأمـرِ عــاصٍ (لـسـائـرَ) كـــلِّ فـاتـحةٍ رعـيـلُ
فـإنْ يـكُنِ القريضُ يريدُ مَسْرى فـإنّـكَ ذلــكَ الـمَسْرى الـجليلُ
سـتـتـركُ لـلـشـبابِ مُـعَـلَّـقَاتٍ كـأنَّـكَ تَـنْـحو نَـحْـوَهُمْ وتـقـولُ:
أَلا يـــا أمَّـــةَ الأَعــرابِ قُـومـي كــــأنَّ الــعُـرْبَ كُـلَّـهُـمُ عـلـيـلُ
فَـيَا ابـنَ بلاغةِ الشِّعرِ المُصَفَّى وَلِـلـشـعـرِ الـمَـنـائِـرُ وَالأفُــــولُ
يـنـامُ الـجـيلُ دونَـكَ ألْـفَ جـيلٍ ويَـبْلى فـوْقَ شـاهدِكَ الـبخيلُ
غَـدَا مَـنْ قَـدْ بَـدَا ..والـبحرُ نَـوْحٌ ومـاذا بـعدُ ..إنْ غَـرِقَ الأصيلُ؟
سـلامُ الـلّهِ مـا همستْ شفاهٌ عـلـيـه ومـــا بــدا وغــدا نَـزِيـلُ
أحلام غانم
