التمييز يثير حفيظة الطلبة وذويهم.. فهل انكسرت صورة المعلم “الرسول”؟! “فيس بوك” للمدرسين وأبنائهم و”المعلوماتية” بحاجة إلى “تحديث وفرمتة”
لطالما حذرت ونبهت وزارة التربية من اعتماد وتبني الأخبار المتناقلة “فيس بوكياً” وهي التي أكدت في أكثر من مناسبة بأنها لا تملك أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، والموقع الالكتروني هو الجهة المعتمدة الوحيدة، إلا أن المفارقة أن تسمح الوزارة لصفحات وحسابات المدارس بنشر الأخبار والصور، مع عرض الإنجازات لدرجة وصلت بالمدارس الخاصة إلى التسويق والدعاية بأساليب ملتوية عبر تقديم نفسها الأفضل مع نشر بعض النماذج الامتحانية مما يربك المجتمع المدرسي قبيل موسم الامتحانات ويشكل حالة توتر لدى الطالب والأهل معاً، عدا الأثر النفسي على الطالب عندما يقوم بعض المعلمين بتشويه الحقائق عن طريق إنشاء صفحات خاصة بالمدرسة ونشر معلومات مضللة أو تسويقية لا تقدم الفائدة للطلبة، ليؤكد أهالي الطلبة بأن بعض صفحات المدارس تقوم بظلم أبنائهم المتفوقين أمام أبناء الإداريين أو المدرسين في المدرسة وخاصة عندما يتم نشر صور لأبنائهم بشكل مستمر مع التركيز على ظهورهم في المقدمة بالشكل اللائق على حساب بقية الطلاب الذين يتأثرون بهذه التصرفات البعيدة كل البعد عن الأخلاق التربوية وخاصة عندما يتم تمييز أبناء المدرسين، علماً أن هناك من يسبقه في التفوق.
وتوضح الاختصاصية النفسية سلام قاسم أن لهذه التصرفات اتجاهات سلبية تستمر مع الطالب وتشعره بالخذلان والظلم والتهميش وهذا ينعكس على تحصيله العلمي وثقته بنفسه، فيتحول إلى شخص محبط ويفقد جزءاً كبيراً من عزيمته. مشيرة إلى أن التمييز يثير الحقد والكراهية بين الطالب وزميله وهذا الحقد يدفعهم إلى المشاجرة المستمرة مما يؤدي إلى نفور بعض الطلبة من المدرسة.
واعتبرت قاسم أنه على ولي الأمر والإدارة المدرسية ووزارة التربية والمجتمع الوقوف الوقفة المثالية جراء ما يجري، فالطالب هو طفل اليوم ورجل الغد إذ يجب أن يكون هناك اهتمام بالغ لما يجري على مواقع التواصل (صفحات خاصة بالمدارس) وإيجاد حلول ليمضي الأبناء وفق نهج تربوي مكتمل، طالبة من الأهل أن يشتكوا عندما يلاحظون ظلم ابنهم ونكران وجود اسمه كمتفوق أول وذكر اسم الطفل عوض عنه، لأجل استرداد ثقة ابنهم بنفسه..
ولفتت قاسم إلى أن المدرسين أصبحوا يتواصلون مع طلابهم ضمن مجموعات يكون المعلم هو “الآدمن” فيها ويضع صورة وهمية مما يؤثر على الطالب من حيث انكسار صورة المعلم لديه التي كانت تمثل القدوة بالنسبة له، علماً الصور تترسخ في الذاكرة . إضافة إلى ضعف التحصيل الدراسي نتيجة عدم الانتباه لما يقوله المدرس واعتماداً لما سيكتبه على المجموعة المنشأة، وسهولة التواصل معه.
يأتي ذلك في الوقت الذي حمل خبير تربوي -فضل عدم ذكر اسمه- مديريات التربية المسؤولية الكاملة لما يحصل من فوضى وعدم تنظيم عمل هذه الصفحات، مستغرباً صمت المعنيين في التربية على وجود الصفحات، علماً أن وزارة التربية تؤكد مراراً وتكراراً على عدم صحة ما ينشر على صفحات “الفيس بوك”!. لتأتي المطالبة باتخاذ الإجراءات المناسبة والحازمة من قبل وزارة التربية، أما في حال لم تك الوزارة على علم مسبق بما يجري فتلك مشكلة أخرى. ومن هنا انطلقنا إلى وزارة التربية لتبيان رأي المعنيين ومع التجاوب السريع والدائم لوزير التربية الدكتور هزوان الوز بتوجيه مدير المعلوماتية للتوضيح، إلا أن مديرية المعلوماتية يبدو أنها تعمل وفق “البرامج القديمة وبحاجة ماسة للتحديث”، لاسيما أن الكتاب لازال موجوداً عند مدير المعلوماتية أكثر من 12 يوماً مع التأكيدات والتعاون الكبير من المكتب الصحفي على الإسراع بإعطائنا الإجابات، ليبقى السؤال الأهم لماذا تصر بعض المفاصل في الوزارات والمؤسسات العامة على تعطيل العمل والتأثير على العمل الدؤوب للجزء الأكبر من الموظفين.
علي حسون