الصفحة الاولىصحيفة البعث

العراق: 88 مليار دولار كلفة إعادة الإعمار

 

 

بعد شهرين من إعلان بغداد انتهاء الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، في أعقاب ثلاث سنوات من المعارك المدمّرة، انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق في الكويت، أمس، برئاسة خمس جهات، هي: العراق والكويت والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي، وتتواصل لثلاثة أيام.
ويترافق انعقاد المؤتمر مع تطلعات عراقية طموحة للخروج بإسهامات مجزية لإعادة إعمار البلاد.
وتشارك في المؤتمر عدد من كبريات الدول المانحة ومجموعة من المنظمات الدولية والإقليمية، في سبيل تحصيل الإسهامات والمساعدات اللازمة لإعادة إعمار العراق. وتأتي أهمية هذا المؤتمر من أنه يحمل أبعاداً تنموية وحيوية عدة، حيث يشهد مشاركة القطاع الخاص بإعادة إعمار العراق، إلى جانب مشاركة البنك الدولي بصفته مساهماً رئيسياً في المؤتمر، بغرض توفير الضمانات الاستثمارية المطلوبة لشركات ومؤسسات القطاع الخاص للمشاركة في التنمية.
ويعمل العراق على إقامة المشاريع التنموية والإنسانية الكفيلة برعاية ضحايا الحرب وإعادة تأهيل البنى التحتية في البلاد، في الوقت الذي وضعت حرب العراق مع تنظيم “داعش” الإرهابي أوزارها.
ويحمل الوفد العراقي المشارك في فعاليات المؤتمر أجندة عمل تتعلق بمحاور أساسية هي إعادة الإعمار والاستثمار ودعم الاستقرار في البلاد وتعزيز التعايش السلمي بين مختلف أطياف المجتمع العراقي.
وسيتم خلال المؤتمر عرض 212 مشروعاً استثمارياً لجميع قطاعات الاقتصاد العراقي، وسيعلن في اليوم الأخير عن الدعم الذي ستقدمه الدول المشاركة لإعادة إعمار العراق.
وكشف وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي في افتتاح المؤتمر أن بلاده بحاجة إلى 88.2 مليار دولار لإعادة بناء ما دمرته الحرب ضد تنظيم “داعش”.
بدوره، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي عن حضور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر إعادة إعمار العراق، قائلاً: “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل القيام بدورها الداعم والبناء في مساعدة العراق على صعيد إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية”، وأضاف: “إن إيران ترحب بإقامة هذا المؤتمر وتعتبر مساهمة المجتمع الدولي في عملية إعادة إعمار هذا البلد خطوة ضرورية في الاتجاه الصحيح”، وشدد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم ولن يساورها الشك أبداً في دعمها للشعب والحكومة العراقية على صعيد إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية في حقبة ما بعد “داعش”، كما هو الحال بالنسبة لدور إيران الداعم للعراق في المجالات السياسية والأمنية.
وفي محاولات فرنسية لجني ثمار إعادة الإعمار وكسب ثقة العراق في استلام زمام الاستثمار، وصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بغداد في زيارة غير معلن عنها رسمياً، وأكد لودريان في لقاء مع رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري دعم بلاده للعراق بكافة المجالات.
من جانبه، أكد الجبوري أن العراق متوجه للانفتاح على المستويين الإقليمي والدولي، وفق رؤية جديدة للإعداد لمرحلة البناء والإعمار وتدشين مرحلة الاستقرار التي تستدعي عودة العراق كطرف فاعل ومؤثر في السياسة الدولية.
ودعا الجبوري إلى إيلاء الاهتمام الأكبر لملف إعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة من خلال إعادة إعمار مدنهم المدمرة بفعل الإرهاب، لافتاً إلى أن هجمات تنظيم “داعش” الإجرامية خلفت آثاراً اقتصادية واجتماعية وبيئية، تهدد الاستقرار المجتمعي في المناطق التي كانت تحت سيطرته، واعتبر أن المؤتمر المنعقد في الكويت سيكون البداية نحو عراق آمن ومستقر.
كما جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين العراق وفرنسا، وسبل تعزيزها بما يضمن مصالح الشعبين الصديقين، كما استعرض اللقاء مستجدات الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة والعالم، فضلاً عن مناقشة ملفات عودة النازحين، والانتخابات البرلمانية المقبلة.
وسبق أن أكد لودريان خلال زيارته السابقة للعراق في آب الماضي برفقة وزيرة الدفاع فلورانس بارلي على دعم بلاده للعراق في كافة المجالات لمواجهة تنظيم “داعش”، تزامناً مع إعلان باريس عن قرارها منح بغداد قرضاً بقيمة 430 مليون يورو.
كما التقى وزير الخارجية الفرنسي نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، وأكد على استمرار دعم باريس للشعب العراقي في مختلف المجالات، مبدياً استعداد بلاده لاستكمال اتفاقية التعاون التي طرحت سابقاً في إطار فتح آفاق جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتزام الجانب الفرنسي بمشروع بناء جامعة الموصل.
وكشف وزير الخارجية الفرنسي عن زيارة مرتقبة للرئيس إيمانويل ماكرون إلى بغداد خلال الفترة المقبلة.
بدوره، أكد الجعفري أن العراق حقق انتصارات كبيرة في حربه ضد الإرهاب، وأن الحكومة العراقية مستمرة ببذل جهودها من أجل عودة العائلات النازحة لمناطق سكنهم وتوفير المستلزمات الضرورية لهم، موضحاً أن العراق لن ينسى الدول الصديقة التي وقفت إلى جانبه ودعمته إنسانياً وعسكرياً وخدمياً، ويتطلع لمساهمتها في مجال إعمار البنى التحتية للمدن العراقية. واستعرض الجعفري مع نظيره الفرنسي العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية مشاركة فرنسا في إعادة إعمار المدن العراقية.