“النصرة” تستجدي إسرائيل لتكثيف اعتداءاتها قوى عروبية: الجيش السوري أسقط العنجهية
بعد الهزائم المتتالية والخسائر الكبيرة التي تلقتها التنظيمات الإرهابية، وخاصة “داعش” والنصرة”، في سورية على أيدي وحدات الجيش والقوات المسلحة، خرجت أصوات جديدة تستجدي الكيان الصهيوني لتكثيف اعتداءاته على مواقع الجيش العربي السوري. فقد أعرب أحد مؤسسي “جبهة النصرة” الإرهابي المدعو صالح الحموي عن دعمه للاعتداءات الإسرائيلية، ورحب، في تغريدة، بـ “أي قصف إسرائيلي جوي أو بحري على مواقع الجيش السوري”، داعياً الكيان الصهيوني إلى تنفيذ المزيد من الغارات.
وكانت وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري تصدت السبت لعدوان إسرائيلي على أحد المواقع العسكرية فى المنطقة الوسطى وأصابت أكثر من طائرة، كما تصدت وسائط دفاعنا الجوي لعدوان إسرائيلي جديد في ريف دمشق في وقت لاحق وأفشلته.
وبالتوازي، أدان رئيس اللجنة الأوروبية في البرلمان السلوفاكي لوبوش بلاها العدوان الإسرائيلي الجديد على الأراضي السورية، مؤكداً أنه يمثّل خرقاً للمرة المئة للقانون الدولي، وانتقد بشدة الموقف الأمريكي المشجع للعدو الإسرائيلي للمضي قدماً في اعتداءاته هذه، من خلال رفض الإدارة الأمريكية إدانتها واعتبارها عدواناً، وشدد، في تعليق نشر على موقع فيسبوك، على أن العدوان يظل عدواناً ويستحق رداً وحيداً وهو مطالبة رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي برفع يده الملطخة بالدماء عن سورية، وأضاف: “من يصدّق بعد ذلك كله الدعاية الأمريكية بأن ما حدث هو دفاع عن النفس يجب أن يكون معتوهاً”.
وفي السياق نفسه أكدت الصحفية التشيكية المختصة بالشرق الأوسط، تيريزا سبينتسيروفا، في مقال نشر في صحيفة ليتيرارني نوفيني، أن قواعد اللعبة تغيرت الآن في الشرق الأوسط بعد إسقاط المضادات الجوية السورية طائرة إف 16 للعدو الإسرائيلي.
وأضافت: إن إسقاط الطائرة يلفت الانتباه بشدة إلى أن الهيمنة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة بدأت تنتهي تدريجياً.
إلى ذلك، أكد مازن ديوب رئيس فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في التشيك أن إسقاط الجيش العربي السوري طائرة للعدو الإسرائيلي يشكل فخراً لسورية ويوماً كئيباً لأعدائها والإرهابيين وداعميهم، وشدد، في تصريح لمراسل سانا في براغ، على أن العدوان الإسرائيلي الأخير على الأراضي السورية يشكل دعماً للإرهاب والإرهابيين، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة والعدو الصهيوني كانا دوماً الداعم والممول للإرهاب.
كما أكد الدكتور محمد جبران، رئيس الجالية العربية السورية في التشيك، أن الرد السوري على العدوان الإسرائيلي برهن على أن تلاحم الشعب العربي السوري مع جيشه وقيادته قادر على التصدي لأي عدوان والحفاظ على سلامة الأراضي السورية ووحدتها، ووصف يوم إسقاط الجيش العربي السوري طائرة للعدو الإسرائيلي باليوم التاريخي الذي لن ينساه العدو وحلفاؤه، كما أنه سيظل يوم فخر وعز للسوريين وللعرب ولجميع محبي السلام في العالم.
وفي بيروت، أكد سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم أن صمود سورية أفشل كل مخططات العدو الإسرائيلي في استثمار الإرهابيين من جبهة النصرة وداعش، وقال، خلال لقاء مع قادة وأمناء ورؤساء أحزاب وقوى وطنية وفصائل فلسطينية في مقر السفارة السورية ، أن العدوان الإسرائيلي الأخير على الأراضي السورية جاء ترجمة لغلو غربي وأميركي وتمادياً في رعاية الإرهاب، مضيفاً: إن البهجة العارمة التي عبر عنها الشعب السوري في كل المدن لدى إسقاط طائرة للعدو الإسرائيلي ترسم صورة مستقبل فيه كرامة وعزة ومجد لمستقبل الأمة والأحرار في العالم والقضية الفلسطينية، التي رفضت سورية أن تساوم عليها في كل المراحل التي واجهتها.
وأعرب عدد من الشخصيات وأمناء الأحزاب والقوى الوطنية وفعاليات فلسطينية في لبنان عن تضامنهم مع سورية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مشيرين إلى أن الشعبين اللبناني والسوري هو شعب واحد في مواجهة هذه التحديات، وإلى أن المعركة التي تخوضها سورية ومعها المقاومة اللبنانية والفلسطينية وجميع الحلفاء الشرفاء هي معركة واحدة لا يمكن فصلها لأن لبنان هو جزء من الجغرافيا والتاريخ.
حضر اللقاء الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان نعمان شلق ونائبه نبيل قانصو، ومنسق هيئة التنسيق الوطنية من أجل النسبية الوزير السابق عصام نعمان، ورئيس رابطة الشغيلة النائب السابق زاهر الخطيب، والأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود، وأمين عام حركة الأمة الشيخ عبد الله جبري، ونائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل حسنية، وشخصيات لبنانية وفلسطينية.
إلى ذلك أكد رئيس حزب الوفاق الوطني، بلال تقي الدين، أن الجيش العربي السوري أسقط معادلة الردع الإسرائيلية، وأشاد بدور الجيش العربي السوري البطل الذي تمكّن من إسقاط طائرة للعدو الإسرائيلي متوجّها بالتهنئة إلى القيادة السورية بهذا الإنجاز النوعي، معرباً عن التضامن الكامل مع سورية، فيما أكدت الجبهة العربية التقدّمية أن قيام الدفاعات الجوية السورية بإسقاط طائرة إف 16 أحدث تغيير استراتيجي مهم في قواعد الاشتباك بين محور المقاومة والعدو الصهيوني، مضيفة: “إن الجبهة إذ تدين الدور المشبوه الذي تؤديه الأنظمة الرجعية العربية ضد الأمة العربية عموماً وضد سورية وفلسطين ولبنان خصوصاً تتوجّه بالتحية إلى الجيش العربي السوري البطل وتؤكد وقوفها في محور المقاومة الذي يواجه الثالوث الأميركي (الصهيوني) الرجعي العربي”.
ونوّه رئيس حركة الإصلاح والوحدة، الشيخ ماهر عبد الرزاق، بإسقاط الجيش العربي السوري طائرة للعدو الصهيوني وبارك هذا الإنجاز الكبير لسورية جيشاً وشعباً، مشدداً على أن “العدو لا يفهم إلا لغة القوة”، ودعا كل شرفاء العرب والمسلمين إلى الالتحاق والانضمام بمحور المقاومة وإلى إدراك خطورة المؤامرة الأمريكية الصهيونية على الأمة العربية.
وجدد التنظيم القومي الناصري التأكيد على أن سورية وحلفاءها في محور المقاومة مصممون على مواصلة التصدي للعدوان الإسرائيلي وللإرهاب التكفيري في سورية، واعتبر في بيان أن هناك معادلة جديدة فرضت نفسها اليوم في مواجهة العدو الصهيوني بعد إسقاط الجيش العربي السوري للطائرة المعادية.
ولفتت لجنة مؤتمر بيروت والساحل في المؤتمر الشعبي اللبناني إلى أن إسقاط الطائرة الصهيونية هو بداية توازن ردع جديد بين سورية والصهاينة، مجددة وقوف القوى الوطنية في لبنان إلى جانب سورية ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها.
من جهته، أكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني السابق عدنان منصور أن إسقاط الجيش العربي السوري طائرة للعدو الإسرائيلي سيشكل رادعاً لهذا العدو، الذي تلقى ضربة موجعة جراء تماديه، ولفت إلى أن الرد الموجع الذي تلقاه العدو الإسرائيلي، والذي أحدث ارتباكا في الداخل الإسرائيلي، سيجعله يعيد حساباته ويمتنع عن مواصلة هذه الاعتداءات على سورية ولبنان، ولا سيما أنه يعلم تماماً أن الرد سيكون مناسباً، فيما أكد الوزير اللبناني السابق كريم بقرادوني أن إسقاط الجيش العربي السوري طائرة للعدو الإسرائيلي هو بمثابة رسالة واضحة عن استعداد الجيش السوري للتصدي لأي عدوان من جانب هذا العدو، الذي لمس القدرات العسكرية المرتبطة بالدفاعات الجوية السورية.
من جانبه أكد النائب اللبناني السابق إميل اميل لحود أن الإنجاز التاريخي للجيش العربي السوري أسقط وهم تفوق طيران العدو الإسرائيلي، مبينا أن الآتي سيكون أعظم، مع تصميم محور المقاومة على مواجهة العدو الإسرائيلي وأدواته وعملائه بالإرادة والإيمان والسلاح، وشدد في بيان على أن هذا الإنجاز يسجّل للجيش العربي السوري، الذي يواجه حرباً إرهابية شرسة منذ سنوات على أكثر من جبهة، ومع ذلك بقي على جهوزية فريدة وقادراً على مواصلة المواجهة.
وفي القاهرة، أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية، وأوضح في بيان أن ما قامت به سورية عبر التصدي لهذا العدوان هو حق مشروع لها في الدفاع عن أراضيها، وأعرب عن تضامنه مع اتحاد الصحفيين السوريين والشعب السوري في مواجهة ما يتعرّض له، داعياً كل منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإعلامية الدولية إلى إدانة هذه الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة والمتكررة على الأراضي السورية.