سيناريو كيماوي تعدّ له “النصرة” و”الخوذ البيضاء” و”السي أن أن” في إدلب لافروف: تصرفات أمريكا تشكل تهديداً لوحدة سورية
تبحث الولايات المتحدة الأمريكية عن موطئ قدم لها في سورية مستخدمة كافة الوسائل غير المشروعة لتحقيق هدفها مرة عبر إعلانها الصريح بأنها لن تخرج من الأراضي السورية، ومرة أخرى عبر استخدام ذريعة الكيميائي لإدانة الدولة السورية من خلال طلبها المتكرر لاجتماعات في مجلس الأمن لتمرير قرارات تخدم أجنداتها، أو تصوير مشاهد هوليودية في المناطق المسيطر عليها من مرتزقتها لإلصاق التهمة بالجيش السوري.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن تصرفات أمريكا تشكل تهديداً لوحدة سورية، موضحاً أن تصرفاتها تعطي شكاً بأنها تريد البقاء لفترة طويلة إذا لم يكن إلى الأبد، وشدد على أن مؤتمر سوتشي يشكل ركيزة أساسية لحل الأزمة وفق قرار مجلس الأمن 2254، في وقت أعلنت كازاخستان أن لقاء يجمع وزراء خارجية روسيا وإيران والنظام التركي قد يعقد في أستانا الشهر المقبل.
وفي أطار الجهود الأمريكية لتشويه صورة الجيش السوري، أفاد مركز التنسيق الروسي في حميميم بأن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي يقوم بالتعاون مع ما يسمى أصحاب “الخوذ البيضاء” بالتحضير والترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في إدلب لاتهام الجيش السوري بذلك، ولفت إلى أنه تم تصوير مشاهد معدّة لهذا الغرض من قبل مصوري تلفزيون محترفين، ووضعوا على الميكروفون غطاء قماشياً نقش عليه قناة “سي أن أن” التلفزيونية الأمريكية.
وفي التفاصيل، قال وزير الخارجية الروسي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البلجيكي ديدييه رينديرز في موسكو أمس: إن الولايات المتحدة التي لها قوات في سورية توجد دون أي دعوة أعلنت على المستوى الرسمي وعلى لسان وزير خارجيتها ريكس تيلرسون أكثر من مرة أن هدف وجودها في سورية هو القضاء على تنظيم داعش الإرهابي لكن تصرفاتها المتراكمة في الآونة الأخيرة وما نسمعه عن أهداف جديدة بأنها تريد البقاء لمواكبة عملية سياسية مقبولة بالنسبة لها يعطي شكاً أنها تريد البقاء لفترة طويلة إذا لم يكن إلى الأبد.
وأشار لافروف إلى أن الأمريكيين لا يعملون في سورية لإيجاد توافق عام بل إنهم يتطلعون للقيام بخطوات خطيرة أحادية الجانب في الضفة الشرقية لنهر الفرات وهي ما تشبه كثيراً نهجاً لتقويض وحدة الأراضي السورية.
وأعرب لافروف عن أمله بأن تأخذ الأمم المتحدة بعين الاعتبار ضرورة التصدي لكل خطوات اللاعبين الخارجيين في سورية والتي تؤدي إلى تقويض قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ولا سيما بعد الدفعة القوية التي قدمها مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وأكد أن مؤتمر سوتشي يشكل ركيزة أساسية لحل الأزمة في سورية وفق قرار مجلس الأمن 2254، وأشار إلى أن روسيا تؤيد منذ البداية مشاركة السوريين الأكراد في الجهود المبذولة لتسوية الأزمة في سورية وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254 الذي يؤكد أن الحوار يجب أن يضم كل أطياف الشعب السوري.
إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه تم التأكيد خلال لقاء الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع الأمين العام لحزب الشباب الوطني السوري للبناء والتغيير بروين إبراهيم على أهمية القضاء النهائي على الإرهاب في سورية والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة فيها.
وأشارت الخارجية الروسية في بيان لها إلى أنه تم التأكيد خلال اللقاء أيضاً على إيلاء أهمية قصوى لإعادة إنعاش الاقتصاد السوري وتحسين أوضاع السوريين، ولفت إلى أن الجانبين نوها بنتائج مؤتمر الحوار في سوتشي.
من جهة ثانية، ذكر مركز التنسيق الروسي في حميميم في بيان له أن أحد سكان مدينة سراقب بريف إدلب أبلغ الليلة الماضية المركز عن التحضير لاستفزاز باستعمال مواد كيميائية لبث ذلك عبر قناة أجنبية وبالتحريض السافر الذي قام به تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بين المواطنين، وأشار المركز في بيانه نقلاً عن شاهد العيان إلى أن إرهابيي جبهة النصرة جلبوا إلى سراقب أكثر من عشرين أسطوانة مملوءة بغاز الكلور وقيام ما يسمى أصحاب الخوذ البيضاء مسبقاً بتمثيل بروفات لإسعافات أولية وهمية وهم يرتدون وسائل حماية فردية ويزعمون أنهم يقومون بإنقاذ السكان من التسمم بغازات سامة أطلقت عليهم.
ولفت مركز التنسيق الروسي إلى أنه تم تصوير هذه المشاهد من قبل مصوري تلفزيون محترفين وقاموا بإيراد تعليقاتهم على العمل الرائع الذي نفذه من يسمى أصحاب الخوذ البيضاء ووضعوا على الميكروفون غطاء قماشياً نقش عليه قناة “سي أن أن” التلفزيونية الأمريكية، ونقل المركز في بيانه عن شاهد العيان قوله إنه تمت أثناء ذلك مراسلات متكررة باللغة الإنكليزية عبر هاتف يبث بالأقمار الصناعية لاستشارة شخص على الطرف الآخر للخط حول أفضل سبل إخراج هذه المشاهد التمثيلية.
وكشفت تقارير سابقة وخبراء أن من يطلقون على أنفسهم تسمية “أصحاب الخوذ البيضاء” يتلقون دعماً من الولايات المتحدة وأوروبا بهدف فبركة أحداث إعلامية هدفها كسب تعاطف الرأي العام العالمي لاختلاق كوارث إنسانية واستخدامها كذريعة لتدخل غربي أوسع في سورية.
وأوضح بيان المركز أن المعلومات الواردة هي مسألة تثير قلقاً بالغاً، مشيراً إلى أنه يلاحظ أن الهدف المحتمل من هذا الاستفزاز الذي يتم الإعداد له هو إلقاء اللوم على القوات السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد السكان.
وفي سياق آخر أعلن وزير الخارجية الكازاخستاني خيرات عبد الرحمانوف أن لقاء يجمع وزراء خارجية روسيا وإيران والنظام التركي قد يعقد في أستانا الشهر المقبل على أن تليه جولة المحادثات المقبلة من أستانا حول سورية، وقال عبد الرحمانوف للصحفيين: تلقينا معلومات مؤخراً من زملائنا الروس بأن الدول الضامنة لعملية أستانا وتحديداً روسيا وتركيا وإيران تنوي عقد اجتماع لوزراء الخارجية في إطار عملية أستانا وسيكون مكان الاجتماع في أستانا ويجري الآن التدقيق في موعد عقد هذا الاجتماع الذي من المرجح أن يكون في آذار المقبل وجدول أعماله، وأضاف: إنه وفي هذا الإطار فإن الجولة القادمة من عملية أستانا من المقرر أن تجري بعد الاجتماع المذكور.
في الأثناء بحث السفير الروسي بدمشق الكسندر فيتش كيشناك مع السفير أنور عبد الهادي مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال لقائهما أمس آخر المستجدات السياسية وتطورات الأوضاع بالمنطقة والأراضي الفلسطينية المحتلة وندد الجانبان خلال اللقاء الذي عقد في مبنى السفارة الروسية بدمشق بالعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية مؤخراً مؤكدين حق سورية في الدفاع عن أرضها وسيادتها.
كما اعتبر الجانبان أن مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي كان ناجحاً بكل المقاييس وأن جميع مخرجاته تؤكد أن الحوار السوري دون تدخل خارجي هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة مع ضمان السيادة السورية.