عبق حارات دمشق في معرض “عز الشرق أوله دمشق”
عبق حارات دمشق الأصيلة وضحكة ناسها ومعالمها الصامدة كانت حاضرة في معرض التصوير الزيتي والضوئي لطلبة المعهد التقاني للفنون التطبيقية، الذي أقيم في الأمس في ثقافي أبو رمانة برعاية وزير الثقافة والمعهد التقاني للفنون التطبيقية وبالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية- فرع معاهد دمشق والذي حمل عنوان “عز الشرق أوله دمشق..”
وقد أوضح معاون الوزير توفيق الإمام أن هذا المعرض يقام من خلال ورشة عمل أعدها معهد الفنون التطبيقية لطلاب السنة الأولى والثانية بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية، وأشار لدور وزارة الثقافة الفعال بدعم هكذا فعاليات ومعارض لإعداد طلاب موهوبين لهم طموح كبير لرفد الحركة الثقافية والفنية في سورية، وبيّن أن عنوان المعرض يؤكد أن سورية منتصرة في حربنا على الإرهاب ببسالة الجيش العربي السوري، وبجهود وإبداع الشباب المشاركين في المعرض، إضافة إلى أننا نرى جمال وطبيعة بلادنا، ونحن في الوزارة نعتز دائما بتجربة هؤلاء الشباب متمنين لهم التوفيق والنجاح، وسنقدم له الدعم لكل هذه الفعاليات التي تقام في المؤسسات الثقافية.
رسالة للعالم
وأوضح مدير المعهد طلال بيطار أن معرض اليوم يضم أعمالاً لطلاب المعهد من اختصاصات التصوير الزيتي والضوئي، وهي التجربة الأولى لكثير من المشاركين فيه ولاسيما طلاب السنة الأولى، والهدف منه هو التعريف بمنتج الطالب وتقديم ما لديه فنحن في المعهد نحاول رفع سوية الطلاب ليستطيعوا مواكبة الحركة الفنية في سورية ويكونوا جيلاً معطاء من خلال الرؤية البصرية التكوينية للوحة، واعتبر أن الأعمال تحمل رسالة للعالم بأن سورية بلد الفن والمحبة والسلام والمعطاءة والمتجددة دائماً، حيث قدم الطلاب صورة عن دمشق ورؤيتهم للحياة فيها والتي بدا أنها رؤية مستقبلية مليئة بالطموح والانفتاح والتفاؤل، وبيّن أن عدد المشاركين في ورشة عمل التصوير الزيتي والاكرليك 12 طالباً وطالبة، إضافة إلى سبعة طلاب في ورشة التصوير الضوئي، وأضاف: نحن نحفز الطالب لكي يشارك في المعارض ويثبت وجوداً من الناحية الفنية، وبذلك نكون قدمناه للحركة التشكيلية ليشق طريقه من خلال رؤيته للعمل الفني.
كذلك أشار طارق السواح رئيس قسم التصوير الضوئي وأحد الأساتذة المشرفين في المعرض إلى أن المعرض سوف يحقق للطالب دعماً نفسياً ومادياً، ويعلمه كيف يقابل الجمهور بشكل مباشر، لافتاً إلى أننا غالباً ما نرى التصوير الضوئي في المعارض يعتمد على الصدفة، ولكننا هنا أردنا أن يتعلم الطالب أخذ اللقطة الموجهة والتي لا تعتمد على الصدفة لكي يقول من خلال الكاميرا “هنا دمشق”، وليعبر من خلالها ماذا تعني وكيف يراها بعدسته، حيث قمنا بعدة زيارات لمناطق مختلفة من دمشق القديمة والتقطنا لها صوراً مختلفة تطورت مع الوقت لتصبح في نهاية الورشة بمستوى جيد، ويتمكن الطالب من قول جملته ورسالته عبر العدسة ويصبح لديه فكراً وليس مصور صدفة.
تجارب مختلفة
المعرض الذي يحتضن تجارب أولى لمعظم المشاركين كان بمثابة فرصة جميلة لعيش اللوحة مع الجمهور وزيادة الخبرة والتجربة، وقد رأى محمد نورس البهلوان والذي يعتبر المعرض تجربته الأولى بأننا بحاجة ماسة لمثل هذه المعارض التي تقربنا من الناس، وأوضح أنه شارك بأربع لوحات تصوير ضوئي عن دمشق بأسلوب مختلف وهو عبارة عن نظرة فنية حيث تأتي الإضاءة بعكس الكاميرا، وكذلك شاركت مرح الأيوبي بثلاث لوحات تحكي عن دمشق بطريقة حروفية معتمدة على شعر نزار قباني لتعبر عن حبها لدمشق، وأشارت إلى أن عنوان المعرض “عز الشرق أوله دمشق” اعتمد على الجملة المكتوبة في لوحتها، وشارك رامي رحال بثلاث لوحات تصوير زيتي، وبيّن أنه راض عن مشاركته وأن إشراف الأساتذة اقتصر على إعطاء الملاحظات، وقد عبّرت سلاف مكي من خلال عملين عن رؤيتها الخاصة لدمشق، لأنها تعتبر أن ما يراه الإنسان هو ما يعبر عنه ولأن الإضاءة هي عنصر مهم للتميز والعين الصافية التي تلتقط كل ما هو جميل، وأكدت: حاولنا أن نري الناس أن دمشق مازالت جميلة من خلال التصوير، كذلك شارك سيزار مازوخ بلوحة ركز فيها على موضوع ذاتي هو الاحتواء الذي قد يكون بين رجل وامرأة أو بين شيء روحاني سماوي وآخر أرضي ورأى أن المعرض كان فرصة جميلة لزيادة الخبرة، إلا أنه كان هناك مشكلة بالتنسيق بين وقت المعهد والورشة، كذلك قدمت تبارك جمعات لوحة هي عبارة عن رسم تعبيري أظهرت فيه ضجيج الألوان والموسيقى، وأما ضياء طلب فقد قدمت لوحة عن المرأة في حالة الانتظار وأبدت سعادتها بهذه التجربة، وشاركت سوزان صبحة بلوحة زيتية تحكي عن تأثيرات الحرب على المرأة، أما خديجة الحطاب فقد رسمت راقصة تقدم موهبتها لتحقق ذاتها بعد أن ركزت على الضجيج في الخلفية، كذلك تحرص نبراس قطيشات على الرغم من تخرجها منذ عامين على المشاركة بكافة الورشات والمعارض لكي تبقى في الجو العملي وتزيد خبراتها.
لوردا فوزي