“عودة إلى الواجهة”
باتت حلب وبعد أن قطعت شوطاً مهماً على صعيد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والنهوض الخدمي والتنموي التدريجي مهيأة أكثر من أي وقت مضى لتشكل مجدداً واحدة من أهم نقاط جذب رؤوس الأموال والمستثمرين سواء من داخل أو خارج القطر، خاصة أنها -أي حلب- وفقاً لنتائج ومعطيات الزيارة الحكومية الأخيرة وما تم رصده من أموال للبدء بتنفيذ الخطط والبرامج والمشاريع الحيوية والتنموية مقبلة على مرحلة جديدة ومفصلية ستدفع بها وبخطوات واثقة لتبوء موقع فاعل ومؤثر ضمن قائمة المدن الأكثر حداثة وتطوراً.
ما يعزز هذا المشهد المتنامي وحسب آخر إحصائية هو عودة عجلة الإنتاج في (460) معملاً وتخصيص (327) مقسماً جديداً واستمرار العمل في تأهيل وترميم أكثر من (100) منشأة صناعية جديدة، بالإضافة إلى الخطوات الجدية المتخذة والمتسارعة على مستوى إعادة تأهيل البنى التحتية والمرافق الخدمية لكامل المدينة الصناعية بفئاتها الثلاث وتأمين مستلزمات العمل من كهرباء ومياه ومواصلات واتصالات ووضعها تحت تصرف الصناعيين والمستثمرين لاستمرار العملية الإنتاجية وبتكاليف منافسة، وهو ما يؤكد حرص واهتمام الفريق الحكومي الاقتصادي وقناعته بأهمية وضرورة عودة حلب إلى الواجهة الاقتصادية والصناعية والتي لطالما شكلت على الدوام قاطرة النمو ورافد أساسي للاقتصاد الوطني.
من هذا العنوان العريض وفي إطار السياسات الإستراتيجية الحكومية التي تهدف إلى تحقيق نهضة شاملة مجتمعية وتنموية واقتصادية، لا بد من إحداث تغيير نوعي في البنيان أو الهيكل الاقتصادي ونقله من أسلوب العمل والإنتاج التقليدي إلى طرق متطورة وحديثة والحصول على التكنولوجيا والتقنية الحديثة واستخدامها كأحد العناصر الرئيسيّة في زيادة القدرة الإنتاجية لعناصر الإنتاج، واعتماد سياسة ملائمة ومتوازنة تعطي المزيد من المحفزات للقطاع الصناعي الخاص، ضمن إطار الأهداف العامة وإبداء المرونة في آليات الاستيراد والتصدير والعمل المصرفي والتوسع في المشاريع بما يتوافق مع السياسات الاقتصادية وتحقيق أعلى درجات النمو والتنمية المكانية المستدامة.
ونعتقد أن حلب وضعت قدمها على السكة الصحيحة وهي اليوم وبالرغم من كل ما أصابها من ضرر في بنيتها التحتية جراء الإرهاب بدأت تستعيد موقعها ومكانتها الاقتصادية والصناعية ومركزيتها المحفزة لجذب المستثمرين ورؤوس الأموال، والمؤشرات والمعطيات الملموسة تؤكد أنها بدأت فعلياً وعملياً تشق طريقها بثقة أكبر للانْضِمام إلى قائمة المدن الأكثر حداثة وتطوراً.
معن الغادري